عبدالصبور السايح - لا حزن يشبه اللحظة الراهنة.

[SIZE=22px]لا حزن يشبه اللحظة الراهنة.[/SIZE]
المدى ضيق ضيق
كنقظة في فراغ.
والتفاعيل عصية.
كيف لي أن أجاوز الحزن للصباح؟
كيف لي أن اروض وجعي؟
أن أرتب فوضى احتراقي..؟
آه يا صديقي النبي..
كم حلمنا بعالم غير هذا..؟
كم جمعنا بين ثلج ونار؟
غير أن البلاد التي عاهدتنا
على الوفاء طويلا..
هيئت نفسها للفساد..
وانتشت بالخيانة.
كم أوجعتنا كثيرا ؟
لا شيء بشبه اللحظة الراهنة.
فالوجوه غير الوجوه ..
والفعال غير الكلام.
فارقد الآن في سلام.
وحدك الآن في النعيم المقيم.
وحدنا الآن صوب الظلام
نستر الحزن بارتعاش القصيدة.
نشرب الوقت قهوة في الجحيم.
آه يا صديقي النبي..
هدنا الوجد للبلاد المنال
للحقول الخضار.
كيف للفجر أن يجيء..
كيف للعطر أن يفوح..
رغم كل هذا البوار؟
كلنا الآن نرتقب..
رواد قصر الثقافة
الرفاق الطيبون
نادل المقهى الشهير
يسأل الكل بانكسار :
-أين صاحب الشاي بالحليب؟
فارغ مقعدك
والمساء الحزين
فارغ من نكات.
من حديث ثري .
يملأ الكون بالبهاء.
آه يا صديقي النبي
لو يقرأ القبر سيرة للبربرع.
لو يعي سر هذا البكاء.
كيف للقبر أن يجيب..
عن صدى صمتنا للغروب؟
منذ خمسين أو يزيد..
كنت سيدا للبراح.
للحقول الندية.
للطيور/الصباح.
كيف للقبر أن يجيب..
أدمعا في العيون.
والسكون /الشجون
سيد للمكان.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى