رجب الشيخ - الإشارات المعرفية في نص الشاعرة منال هاني "تداعيات الذاكرة" وسبل الرقي للنص الحداثي

حين نقارن النص وتسميتة للعتبة ( تداعيات الذاكرة ) تدرك بأن الشاعرة اختارت من بين آلاف العناوين هذه التسمية مواكبة مع متن النص التصاقا مباشرا في عملية إثبات تلك التحولات في كيفية التعامل المعرفي مع حيثيات المعنى الحقيقي الممزوج ببلاغة الكلمات الدلالية ضمن أنساق الفهم الصحيح للوصول الى الجيد في وضع النقاط المهمة في هيكلة التدرج فى اختيار رائع وجميل، وكذلك التجارب التي ينبثق منها الرؤية الذاتية في تلك التقلبات الانزياحية بشكل أكثر واقعية أو موضوعية ترتقي معاني النص ضمن توقعات الحدث الادراماتيكي.... حيث تقول الشاعرة ...

رفرف الليل فوق رأسي
إندلقت منه سحابة حنين
تمادت..
تمددت حتى آخر مجسٍ للحزن في كوني
أشاهدها من خلال مرآتي،
دون صبر..
هنا تعتمد على الشكل الوصفي في رؤى تركيبة تنتقل بها إلى انساق حركية ضمن مفاهيم راسخة من معطيات المرحلة الجديدة...
حيث تعتبر أطروحاتها تتسم بروعة الانبثاق و قد برعت الشاعرة باختزال شعري فكان اشتغالها بالتأويل تاركة للمتلقي عملية الاشتباك مع النص و فك شفرته فهي تسعى إلى بناء قاعدة للخطاب المفتوح
لمعرفة ما تريد الشاعرة من الخطاب بالتشبيه و الحداثة ... تقول
قلبت كفوف ذاكرتي
بحثا عن لقاء أو عزاء
فوجدت صوتك
معلق كقرط في أذني
يلعن المواعيد
ويبزغ فجرا في معصمي
الليل الآن
ينتظر قيامتي
وأنا كنت منشغلة بقصيدة
أراقص نشوة اللقاء
أرددُ ترنيمة البقاء
وأبحث عن وصفة تهدء الشوق
نسيت المكونات
فأصبح الحب مزمنا
تنازلت للدمع
والهزيمة
ضحك عليّ الليل
ثم خجل و شاركني البكاء
.
هنا اعتمدت على الهرم البنائي من حيث الأسلوبية المبهرة من خلال التطورات السمولجية التي طرأت على التفاعلات الشكلية والتي تعتمد عل سير النص من خلال وضع الركائز العامة والمتغيرات بتغيير اتجاه الاسلوبية الثابتة إلى رؤى حركية ضمن جداول بيانية تعتمد على خبرتها وضمن التجارب الجديدة المعتمدة على وضع الأسس الحقيقية والابتعاد على التشكيلة المعرفية باتجاه الإيقاع غير الممل والذي ابتعدت فيه عن الاسفاف الذي يوازي الصورة الحقيقة للنص ضمن ضوابط ثابتة لهيكلة القطعة الشعرية ..



// النص كاملا//


تداعيات الذاكرة
منال هاني


رفرف الليل فوق رأسي
إندلقت منه سحابة حنين
تمادت..
تمددت حتى آخر مجسٍ للحزن في كوني
أشاهدها من خلال مرآتي،
دون صبر..
قلبت كفوف ذاكرتي
بحثا عن لقاء أو عزاء
فوجدت صوتك
معلق كقرط في أذني
يلعن المواعيد
ويبزغ فجرا في معصمي
.
.
.
الليل الآن
ينتظر قيامتي
وأنا كنت منشغلة بقصيدة
أراقص نشوة اللقاء
أرددُ ترنيمة البقاء
وأبحث عن وصفة تهدء الشوق
نسيت المكونات
فأصبح الحب مزمنا
تنازلت للدمع
والهزيمة
ضحك عليّ الليل
ثم خجل و شاركني البكاء
.
.
.
أذكر آخر مرة
كنت غارقا في كلماتك
وأنا أتصدق على الصمت بدمعي
لاأتكلم إلا حين أثمر
لتتجاوز المعاني آثار الكلمات
ينتابني جنون غير مؤقت
فتختل ملامح العشق في صخبي
وأعود لدمعي المهزوم
أجر ّ أذيال الذاكرة
ربما لأنني الأكثر حبا
لكن لسان قلبي أبكم

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى