محمود شامي - الأنثى.. قصة قصيرة

ان عدد من تدمرهم النساء يفوق عدد من تقضى عليهم الامراض والاوبئة ، ليس من العبث ان ترتبط النساء بالشيطان في كل الأساطير والقصص والأغاني.

― أنطون تشيخوف.
أختلف مع أنطون ولي أسبابي......
وقبل أن أقرأ لأنطون، كنت مشمئزا من خبر آخر قرأته في صفحة صديقي سماعيل زوج شقيقتي الوحيدة ، كانت شقيقتي اما ربت اخواني الصغار رفقة أمي ، كنت اكبر من شقيقتي بعامين تقريبا، اما اسماعيل فكان صديقي منذ الطفولة ونشأنا ودرسنا معا، والقدر جمعنا ثانية ليرتبط بشقيقتي ، وفرحت لذلك لأني اعرف صديقي جيدا واختي كذلك واعرف انهما يناسبان بعضهما البعض، ولم يخب ظني في ذلك يوما،
و اختلفنا انا وصديقي ، بعد 15 سنة من ارتباطه بأختي خديجة ، وكان اختلافنا حول تصرف جاكلين كينيدي، وتعليقه الساخر على صورتها البائسة
هكذا هن دائما ويتركن الشريك في موقف كهذا... (انتهى تعليق اسماعيل)
وكانت جاكلين قد تركت زوجها شريكها ونصفها غارقا بدمه فلاذت بالفرار، وكانت تعرف جيدا ان زوجها هو الهدف وليست هي ، ومع ذلك اختارت الهرب ،
وهذا ما رأيته جبنا وان هذا التصرف لا يمثل كل انثى ولا يجب ان يسوق جورا على أنه يمثلها كان ذلك تعليقي على بوست صديقي،،
كان صديقي يصر انها تمثل الانثى وأنا الانثى ، وانهن جميعا يتصرفن هكذا ، وكانت هذه الصورة دليله القطعي لانانيتها ،
رفضت ذلك مجددا من صديقي اسماعيل في تعليق آخر لي على طرحه في صفحته ورفضت تصرف جاكلين ، وقلت له معلقا ؛ من المؤكد أن من يسوق لهذا الكلام يضع برأسه إمرأة واحدة يا اسماعيل ، وأنثى واحدة ، ربما يضع في رأسه قصة خائبة كهذه ، او زوجة او عشيقة فاشلة ، وربما يضع فشله في مخيلته ، فليس كل زوجة تفعل ذلك ، وربما تفعله زوجة أحبت تفاصيل معينة أو احبت أمورا أخرى في زوجها غير روحه، مثل جاكلين .
فالتاريخ يا اسماعيل يذخر ويعج بالكثير عن حكايات وفائهن، ومثلا زوجة الديكتاتور نيكولا ساوشوسكي الذي حكم عليه بالإعدام رميا بالرصاص عام 1989 ، رفضت سوى ان ترافق شريكها الي ذلك الجحبم ،، ورأى العالم إعدام نيكولا وزوجته رميا بالرصاص عبر الصوت والصورة .......... (وانتهى تعليقي الثاني)
والتقينا تلك الامسية بعد ساعات قليلة من نشر طرحه حول جاكلين في نزل المدينة دعاني فيه للعشاء معه.
فقلت لصديقي
وخديجة انثى يا اسماعيل
ونعرف جيدا من هي وماذا تفعل اليوم وفعلت بالامس هذه الانثى
وهي دليل يجمعنا يا صديقي او على الاقل دليلي ودليلك يا صديقي ، على انهن أكثر تضحية منا معشر الرجال
أ لا ترى يا صديقي ، أنك وطفليك تأكلون الأشهى دوما ،، وخديجة تنتظر دوما وتقدم لكم الأطباق تباعا، وتزيد تقدمها لكم الي ان تشبعوا حد الطخمة ، هكذا كانت تفعل هي وامي معنا انا واخواني وابي وتأكل هي وامي ما كان يتبقى منا ، ألا يعتبر ذلك تضحية من اخت وام وبنت وزوجة؟
يقول نزار قباني *يرون أنّ إنجاب الذكر أمل وإنجاب الأُنثى خيبة..
رغم أنّ حلم كُل رجل أُنثى..و خيبة كل أُنثى رجل*
إستفزني موضوع أنطون وكلامه الإنتقائي والفارغ عن المضمون والمحتوى ، فهو من يشبه شيطانا ، لا أمرأة ،، وهو من يشبه اوبئة ، لا أنثى ،، وإستفزني قبله موضوع جاكلين وبوست صديقي اسماعيل ، واستفزتني الشيطانة جاكلين التي بإعتقادي ورغم جمالها الساحر والأخاذ وأنوثتها الطاغية حد التدفق ، للأسف لا تمت بصلة للأنثى ، جاكلين أنثى على الورق ، وأنثى مزورة تحمل من الأنوثة إسما وانوثة ،،،،
ولأنني أب أحب واعشق ابني وابتي ، ومتيم أكثر بحب أنثاه وإبنته ذات الرابعة عشر ربيعا، حد الثمالة وحد الوله ، سأدافع عنها اليوم ودوما ، وعن كل أنثى ودوما ،، فصغيرتي كانت ولازالت تهتم بي كثيرا ، كنت ولازلت اراها اكثر قربا مني وأكثر اهتماما وإلتصاقا بي من شقيقها ، منذ ان كانت في الثانية من عمرها كانت تقاطع اللعب مع شقيقها وتتركه يلعب ، وتدخل غرفتي دوريا، تارة تكلمني ، وتارة تطل علي دون كلام وكأنها تحرسني ،، تطمئن علي، تطوقني بنظراتها التي تشكل سياجا لتخبرها بخروجي، وتحس بخروجي قبل ما احس به انا، وتسرع الخطى نحو الباب وتسبقني اليه، وتلوح لي ذراعيها وتراقصهما ولسان حالها يقول ارفعني وخذني معاك خذني ،، ومعك أين ما تولي وجهك ، كانت تفعل هذا دوما خلاف شقيقها الاكبر الذي لم يتكرر منه هذا المشهد إلا احيانا،
فكيف سيهرب حارسي الشخصي وملاكي مني في أول موقف ومواجهة وإختبار ؟؟ بل أخالها ستبقى إلي جانبي إلي آخر لحظة في حياتي وفي كل المواقف


شامي محمود

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى