بسم الله،، الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنتهدي لولا أن هدانا الله.
تعليقًا على رسالة #الحج، للدكتور خالد عبدالغني Khalid Abdelghany
.
بداية أشكر حضرتك جدًا لإتاحة المجال لي لأتناول هذه الرسالة قراءة وتعليقًا، وأرى أنني أحدث المعلقين عليها سنًا، ولا شك أنني أقلهم علمًا، فكل ما سأطرحه محكوم بما لدي من علم وإدراك ورؤية (حاليًا)، وأرجو أن يجمع تعليقي ما بين الموضوعية والأدب كما تعلمت من حضرتك.
- أثناء قرائتي للرسالة وبعد أن إنتهيت من قراتها، لم يستقر لدي سوى شعور واحد، هو أن هذا العمل محفوف بالنوايا الحسنة، منذ أن كان مجرد"دردشة" بين حضرتك وبين الأستاذ إبراهيم شافعي، تناولتما فيها موضوعات شتى من ضمنها رحلة حضرتك للحج عن والد حضرتك عام ٢٠٠٤ بعد وفاته بعدة أشهر، ثم طلبتْ منك ا.ثإبراهيم كتابة وتدوين تجربة حضرتك خلال وجودك في تلك البقعة المباركة، وقد استجبت لهذه الدعوة، فشرعت بمزيد من صدق النية، وسمو الهدف العزم، في كتابتها ونشرها.
وحين وجدتُ نفسي في ليلة وضحاها محل تكليف للتعليق على هذه الرسالة، حاولت أن أتحرى الصدق، وأعلق بما أؤمن به ويستقر في قلبي وعقلي تجاه هذا العمل الطيب.
١- وجدت عدة وقفات ومشاهد جليلة، لكن لم استطع الوقوف عند مشهد واحد بعينه منها، وأُرجِع هذا لما طبعَته الفلسفة في طريقة تفكيري ونظرتي للأمور، وهي النظرة الكلية التجريدية، فأخذت أنظر للعمل ككل نظرة شاملة، فوجدته تجربة ذاتية جدًا، شديدة الخصوصية، ورحلة غنية بالمهابة والإجلال لكل شبر في الأراضي المقدسة، فضلًا عن إجلال حضرتك، لأهل المدينة، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم والصحابة رضوان الله عليهم جميعًا.
فشعرت بما شعر به الحاج خالد عبد الغني، وكأنني سمعت ورأيت ومشيت ووقفت معه، لكنةلا أدري لماذا انتهى بي الأمر وأنا أرى أن ركن كهذا من أركان الإسلام (بحسب ما أعتقد الآن) لا أؤيد أن نتناوله كتجربة ذاتية تُكتب كما تُكتب غيرها من الرحلات، فتكون محل نقد أو تعقيب، هي بكل ما فيها من مشاعر وتجليات شيء شديد القداسة بالغ الخصوصية، فيمكن أن نتناول الرحلة تناولًا نفسيًا فلسفيًا دون الإشارة لذات معينة أو لشخص بعينه، وحضرتك أحرى الناس بهذا التناول السيكولوجي الفلسفي، لأي تجربة إنسانية، وأرى في ذلك مزيد من التحرر للكاتب، ودرءًا لمظنة أن عملًا كهذا قد يُطلب به غاية أخرى غير التي كتب من أجلها..وحاشاه، فما استقر في نفسي حقيقة هو أن حضرتك أردت النفع بتوثيق هذه الخواطر والمواقف والتجليات.
٣-ذكرت حضرتك أن يصبح هناك لون جديد من الكتابة يسمى بأدب الحج، خاص بالمسلمين فقط، على غرار ما يكتب في أذب الرحلات، وأعجبني جدًا هذا الطرح الطيب، ولكن سرعان ما ترددت في موقفي منه صدقًا، لا لشيء إلا لما ذكرته في أول تعليقي، وهو خصوصية وقداسة هذه الرحلة، فرحلة الحج ليس كغيرها من الرحلات، نعم يستشعر فيها الإنسان مالا يستشعره في غيرها وهناك ما يجب تدوينه وتوثيقه، لكن أخشى أن تتحول الكتابة عن الحج لغاية في ذاتها، فكما يذهب البعض الآن ويحرص على تصوير كل لحظة ونشرها ومشاركتها، لاهيًا عما جاء إليه، وهو الإياب والرجوع لله والتجرد، والتلبية، والمعاني التي لا يخفى على الجميع أنها من مقاصد الحج، فحين تصبح الكتابة عن الحج كرحلة ذاتية، سنة منتشرة، ستصبح غاية في ذاتها، وحين تصبح محل تعقيب من القراء، ستفقد الرحلة مغزاها وقيمتها
٣-مما أحمد الله عليه وأكرر شكري لحضرتك على منحي هذه الفرصة الغالية، أنني كان لي وقفة مع هذه الشعيرة العظيمة، فالحج به كثير من المناسك والشعائر، ولو أردتُ أن أتحدث عن أكثر ما يدهشني فيه، وهو"الطواف"، فسأذكر ما كتبته منذ ما يزيد عن عامين، أن كل شيء في الكون طواف، كل شيء بداية من كوب الشاي الذي نقلب فيه السكر بشكل دائري!، وصولًا لديناميكا الكواكب والفلك، حتى ذلك الدرويش الصوفي الذي يؤدي رقصته الشهيرة، فنراه يطوف حول نفسه، تماما كما تفعل الأرض، وفي الحج يطوف الناس حول الكعبة، تمامًا كما تفعل الكواكب كلها حول الشمس، هذا (بحسب ما نعتقد جميعنا والله أعلم).
فكان السؤال العالق بذهني حينها وإلى الآن، علامَ ينص #قانون_الطواف؟، ماذا يعني أن يطوف المرء حول نفسه؟! ولأولئك الذين يرفضون التصوف برمته، ماذا يعني أن تطوف الأرض حول نفسها يوميًا وحول الشمس سنويًا؟
-هل ينتج عن دوران الإنسان حول ذاته(بالمعنى المادي والمعنوي) أن يكون هناك ليل ونهار كما للأرض، أعني أن يدور الإنسان حول نفسه فيرى النور والظلام، الفجور والتقوى، وبدلًا من أن عينه لا ترى إلا ما يكون أمامه، في حالة سكونه أو سيره للأمام، فإنها ترى في حالة الدوران كل ما يحيط به، ترى ما عن يمينه وشماله، ويصبح الأمام خلف والخلف أمام؟
وهل ينتج عن دوران الناس حول كيان مقدس كالكعبة، ما ينتج عن دوران الكواكب حول الشمس، فيمرون #بصيف تُصهر فيه أحقادهم، و #شتاء يمطر فيغسل قلوبهم المليئة بأقذار الغل والكبر والغرور والشهوات، و #ربيع يُحيي أرواحهم ونفوسهم، فيستقبلون تجليات الخالق في هذا المكان المقدس وتشرق فيهم أنوار تشغلهم حلاوتها عن أي مطلب أو غاية، و #خريف يستبشرون فيه برحمة الله وجبره؟!
أهكذا يمكن أن نؤل هذه الوحدة، #وحدة_الحركة، ووحدة الكون، فتكون #فلسفة_الطواف فلسفة قائمة على حقيقة التوحيد، فننتهي من هذه التأملات، بأقدس ما يمكن أن ينتهي إليه عقل مفكر، هو أنه لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، هو الأول والآخر والظاهر والباطن، فهو المحرك الذي لا يتحرك كما علمتني الفلسفة.
فربما الكتابة في حد ذاتها مشروعة، لكن كيف نكتب عن تجربة شديدة الخصوصية والقداسة كهذه دون أن نمسسها بسوء؟
ربما ما دفعني للحديث بهذا الجرأة هو يقيني برحابة الصدر واتساع الأفق والتواضع المتناهي في شخص حضرتك، فأرجو أن تتقبل رؤيتي المحدودة، وما كان من توفيق فمن الله وما كان من خطأ أو سوء أدب فمني ومن الشيطان.
ابنتك وتلميذتك
آيات أحمد
تعليقًا على رسالة #الحج، للدكتور خالد عبدالغني Khalid Abdelghany
.
بداية أشكر حضرتك جدًا لإتاحة المجال لي لأتناول هذه الرسالة قراءة وتعليقًا، وأرى أنني أحدث المعلقين عليها سنًا، ولا شك أنني أقلهم علمًا، فكل ما سأطرحه محكوم بما لدي من علم وإدراك ورؤية (حاليًا)، وأرجو أن يجمع تعليقي ما بين الموضوعية والأدب كما تعلمت من حضرتك.
- أثناء قرائتي للرسالة وبعد أن إنتهيت من قراتها، لم يستقر لدي سوى شعور واحد، هو أن هذا العمل محفوف بالنوايا الحسنة، منذ أن كان مجرد"دردشة" بين حضرتك وبين الأستاذ إبراهيم شافعي، تناولتما فيها موضوعات شتى من ضمنها رحلة حضرتك للحج عن والد حضرتك عام ٢٠٠٤ بعد وفاته بعدة أشهر، ثم طلبتْ منك ا.ثإبراهيم كتابة وتدوين تجربة حضرتك خلال وجودك في تلك البقعة المباركة، وقد استجبت لهذه الدعوة، فشرعت بمزيد من صدق النية، وسمو الهدف العزم، في كتابتها ونشرها.
وحين وجدتُ نفسي في ليلة وضحاها محل تكليف للتعليق على هذه الرسالة، حاولت أن أتحرى الصدق، وأعلق بما أؤمن به ويستقر في قلبي وعقلي تجاه هذا العمل الطيب.
١- وجدت عدة وقفات ومشاهد جليلة، لكن لم استطع الوقوف عند مشهد واحد بعينه منها، وأُرجِع هذا لما طبعَته الفلسفة في طريقة تفكيري ونظرتي للأمور، وهي النظرة الكلية التجريدية، فأخذت أنظر للعمل ككل نظرة شاملة، فوجدته تجربة ذاتية جدًا، شديدة الخصوصية، ورحلة غنية بالمهابة والإجلال لكل شبر في الأراضي المقدسة، فضلًا عن إجلال حضرتك، لأهل المدينة، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم والصحابة رضوان الله عليهم جميعًا.
فشعرت بما شعر به الحاج خالد عبد الغني، وكأنني سمعت ورأيت ومشيت ووقفت معه، لكنةلا أدري لماذا انتهى بي الأمر وأنا أرى أن ركن كهذا من أركان الإسلام (بحسب ما أعتقد الآن) لا أؤيد أن نتناوله كتجربة ذاتية تُكتب كما تُكتب غيرها من الرحلات، فتكون محل نقد أو تعقيب، هي بكل ما فيها من مشاعر وتجليات شيء شديد القداسة بالغ الخصوصية، فيمكن أن نتناول الرحلة تناولًا نفسيًا فلسفيًا دون الإشارة لذات معينة أو لشخص بعينه، وحضرتك أحرى الناس بهذا التناول السيكولوجي الفلسفي، لأي تجربة إنسانية، وأرى في ذلك مزيد من التحرر للكاتب، ودرءًا لمظنة أن عملًا كهذا قد يُطلب به غاية أخرى غير التي كتب من أجلها..وحاشاه، فما استقر في نفسي حقيقة هو أن حضرتك أردت النفع بتوثيق هذه الخواطر والمواقف والتجليات.
٣-ذكرت حضرتك أن يصبح هناك لون جديد من الكتابة يسمى بأدب الحج، خاص بالمسلمين فقط، على غرار ما يكتب في أذب الرحلات، وأعجبني جدًا هذا الطرح الطيب، ولكن سرعان ما ترددت في موقفي منه صدقًا، لا لشيء إلا لما ذكرته في أول تعليقي، وهو خصوصية وقداسة هذه الرحلة، فرحلة الحج ليس كغيرها من الرحلات، نعم يستشعر فيها الإنسان مالا يستشعره في غيرها وهناك ما يجب تدوينه وتوثيقه، لكن أخشى أن تتحول الكتابة عن الحج لغاية في ذاتها، فكما يذهب البعض الآن ويحرص على تصوير كل لحظة ونشرها ومشاركتها، لاهيًا عما جاء إليه، وهو الإياب والرجوع لله والتجرد، والتلبية، والمعاني التي لا يخفى على الجميع أنها من مقاصد الحج، فحين تصبح الكتابة عن الحج كرحلة ذاتية، سنة منتشرة، ستصبح غاية في ذاتها، وحين تصبح محل تعقيب من القراء، ستفقد الرحلة مغزاها وقيمتها
٣-مما أحمد الله عليه وأكرر شكري لحضرتك على منحي هذه الفرصة الغالية، أنني كان لي وقفة مع هذه الشعيرة العظيمة، فالحج به كثير من المناسك والشعائر، ولو أردتُ أن أتحدث عن أكثر ما يدهشني فيه، وهو"الطواف"، فسأذكر ما كتبته منذ ما يزيد عن عامين، أن كل شيء في الكون طواف، كل شيء بداية من كوب الشاي الذي نقلب فيه السكر بشكل دائري!، وصولًا لديناميكا الكواكب والفلك، حتى ذلك الدرويش الصوفي الذي يؤدي رقصته الشهيرة، فنراه يطوف حول نفسه، تماما كما تفعل الأرض، وفي الحج يطوف الناس حول الكعبة، تمامًا كما تفعل الكواكب كلها حول الشمس، هذا (بحسب ما نعتقد جميعنا والله أعلم).
فكان السؤال العالق بذهني حينها وإلى الآن، علامَ ينص #قانون_الطواف؟، ماذا يعني أن يطوف المرء حول نفسه؟! ولأولئك الذين يرفضون التصوف برمته، ماذا يعني أن تطوف الأرض حول نفسها يوميًا وحول الشمس سنويًا؟
-هل ينتج عن دوران الإنسان حول ذاته(بالمعنى المادي والمعنوي) أن يكون هناك ليل ونهار كما للأرض، أعني أن يدور الإنسان حول نفسه فيرى النور والظلام، الفجور والتقوى، وبدلًا من أن عينه لا ترى إلا ما يكون أمامه، في حالة سكونه أو سيره للأمام، فإنها ترى في حالة الدوران كل ما يحيط به، ترى ما عن يمينه وشماله، ويصبح الأمام خلف والخلف أمام؟
وهل ينتج عن دوران الناس حول كيان مقدس كالكعبة، ما ينتج عن دوران الكواكب حول الشمس، فيمرون #بصيف تُصهر فيه أحقادهم، و #شتاء يمطر فيغسل قلوبهم المليئة بأقذار الغل والكبر والغرور والشهوات، و #ربيع يُحيي أرواحهم ونفوسهم، فيستقبلون تجليات الخالق في هذا المكان المقدس وتشرق فيهم أنوار تشغلهم حلاوتها عن أي مطلب أو غاية، و #خريف يستبشرون فيه برحمة الله وجبره؟!
أهكذا يمكن أن نؤل هذه الوحدة، #وحدة_الحركة، ووحدة الكون، فتكون #فلسفة_الطواف فلسفة قائمة على حقيقة التوحيد، فننتهي من هذه التأملات، بأقدس ما يمكن أن ينتهي إليه عقل مفكر، هو أنه لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، هو الأول والآخر والظاهر والباطن، فهو المحرك الذي لا يتحرك كما علمتني الفلسفة.
فربما الكتابة في حد ذاتها مشروعة، لكن كيف نكتب عن تجربة شديدة الخصوصية والقداسة كهذه دون أن نمسسها بسوء؟
ربما ما دفعني للحديث بهذا الجرأة هو يقيني برحابة الصدر واتساع الأفق والتواضع المتناهي في شخص حضرتك، فأرجو أن تتقبل رؤيتي المحدودة، وما كان من توفيق فمن الله وما كان من خطأ أو سوء أدب فمني ومن الشيطان.
ابنتك وتلميذتك
آيات أحمد
Войдите на Facebook
Войдите на Facebook, чтобы общаться с друзьями, родственниками и знакомыми.
www.facebook.com