رسالة من أنطون سعاده إلى سليمان يوسف عَزّام

سان باولو، 6 كانون الثاني،

حضرة السيد الفاضل سليمان يوسف عزام المحترم تحية وإكرام،

أما بعد فإني أتشرف بالكتابة إليكم الآن بناء على مراسلاتكم الوطنية لوالدي الدكتور خليل سعادة، والذي أعرفه أن والدي عرفكم بي في كتابه الأخير إليكم، ولقد أطلعني هو على كتبكم الوطنية وحادثني ملياً بشأن ما كتبتموه إليه في الحادي والعشرين من 1925، وكنت أنا حينئذ ساعياً بتأليف جمعية سياسية، وبعد الجهد الجهيد تمكن من أن أجمع حولي نفراً من الوطنيين الذين قبلوا بتأليف جمعية من هذا النوع ولكنكم يا سيدي تعلمون فوق ما أعلم كم هي محبة الظهور قوية في هيئتنا،

وبناء عليه أبى رفقائي في الجمعية إلا أن يسرعوا في إعلان أنفسهم والقيام بأعمال ظاهرية على صورة لم أرها لائقة أو مفيدة، وكانت أكثريتهم من الذين لا يصغون لصوت المنطق وليسوا على علم من تقلبات السياسة ومجراها، فاضطرني تصرفهم المشار إليه إلى الاستقالة وتابعني في ذلك أكثر الذين كان الاعتماد عليهم في الإدارة.وبقيت الجماعة غير المحنكة فتصرفوا بشؤون الجمعية ما شاءت حكمتهم فبدلوا اسم الجمعية باسم (الرابطة الوطنية السورية) ووضعوا لها قانوناً اختلطت فيه السياسة بعلوم الفلسفة واللغة واللاهوت،

وبعد سنتين تقريباً تكلموا أثناءهما شيئاً كثيراً عن (الأعمال الوطنية) و (الجهاد الوطني) مما لم يظهر له أثر ولا يدري ماهيته إلا الله عزت قدرته والراسخون في العلم، وجدوا أنهم لا يزالون في نفس الموقف الذي تركتهم فيه، فعادوا إلى مخابرتي ومخابرة والدي بشأن العمل معهم، ولما كانت أعمالهم كل هذه المدة لم تتعد حد القيام بتظاهرات صغيرة وهو ما أزال الثقة بهم بتاتاً، لم نر من الموافق أن نكون معهم مفضلين انتظار الفرصة السانحة لإنشاء شيء جديد قويم على أنهم عادوا في المدة الأخيرة فألحوا علي بأن أعود إليهم قابلين بالشروط الاحتياطية التي كنت ق

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى