لمن أبقيت َ دمشق َ ؟
مبتلة ً أنفاسُها تحت الوسادة ِ في منافيكَ مذْ علّمتكَ حكمةَ الحصى في مجرى النهرِ القديمِ .
ذاكَ الذي كُنتَ أنتَ :
تختلي بالماءِ حتى تتفقّد وجهكَ
: لستٌ جميلاً كما تشتهي بنتُ جارتنا التي رمّلتها الحروب ُ مرّتين ،
ولم تبتسم لي في مرايايَ
حتى رأيتُ صورتي تشبهني بين الدوائر حول الكواكب الذي ظلت تتبعني طويلاً حتى سقطتْ من سطح البحيرة .
لا تشتكي إلا لعاشقها . دمشق ُ
أكتفي من سِيَرِ الفاتحين بما أفسدت ْ مناخيرُ خيولهم من هواءٍ عثروا عليه خارج السورِ القديم ،
ومما روى العابرون بما رطنوا من أوصافيَ الأولى على حجرِ الرؤيا في مغارة الدم ،
لكنني لا أصدٌق ، يا أخي ، أن قاتلي أخي .
تقول لي ،
فيسقط في ريش القطا زجاج المرايا التي بردتْ في الممراتِ بعد أن غادرها ساكنوها،
وتجفّ يدُ العاشق ، وباقة الورد في يده ، تحت شرفةٍ لمْ تعد تُطلُّ على الحديقةِ بعدما هدموا البيت ِ .
القادمون بأسلحةٍ وألسنةٍ عمياء
الرجالُ الجوفُ تاركين غبار الحربِ يسندُ لحاهم
وهم يتخيلون ذكورتهم في أسرّةِ راهباتِ الديرِ ،
تقول لي ، دمشقُ ،
وتقرأ شيئاً من مزايا الدفلى على الرواة وطرّاق الأخبار.
قد يرمي هدهدٌ قشّةً في فناء البيتِ
لكنها لا تطمرَ البئر ،
ولن تحمي ذاكرة القراصنةِ المنهكين من السبي من أن يغرقوا في كوابيسهم في الحانات .
وقد يأذن الموتى لحفّاري القبور الغرباءِ أن يرووا سيرتهم لعقارب الساعات التي سرقوها من معاصمهم قبل الصلب ،
لكنهم لن يغفروا لهم .
وتقول ، دمشق ُ ، شيئاً
عن نساء باب توما اللواتي اقتفى عشاقهنّ ظلالهنّ إلى صلاة الأحدْ ،
وعن رقصة المولوية في حي النافورة لصوفيّ ، ذاك الذي كنت ، حول رأس النبيّ يحيى
فيتبعه حمام المسجد الأموي ّ
وأشجار الجوزِ في مخيلاتِ فلاحي الغوطتين ،
وطالبات كلية الآداب المفتوناتِ بأن يكون الشِعرُ أسمر
شبيهاً بروائح خبز " الصاج " بين أيدي الأمهاتِ في المخيم ،
ولا تقولُ ، دمشق ، لنَذْكُرَ
كلّنا أبناؤك العصاة
يا أمنّا كلنا
لماذا تركناكِ وحدكِ
تحرسين ظلالنا حتى نعود ؟ .
مبتلة ً أنفاسُها تحت الوسادة ِ في منافيكَ مذْ علّمتكَ حكمةَ الحصى في مجرى النهرِ القديمِ .
ذاكَ الذي كُنتَ أنتَ :
تختلي بالماءِ حتى تتفقّد وجهكَ
: لستٌ جميلاً كما تشتهي بنتُ جارتنا التي رمّلتها الحروب ُ مرّتين ،
ولم تبتسم لي في مرايايَ
حتى رأيتُ صورتي تشبهني بين الدوائر حول الكواكب الذي ظلت تتبعني طويلاً حتى سقطتْ من سطح البحيرة .
لا تشتكي إلا لعاشقها . دمشق ُ
أكتفي من سِيَرِ الفاتحين بما أفسدت ْ مناخيرُ خيولهم من هواءٍ عثروا عليه خارج السورِ القديم ،
ومما روى العابرون بما رطنوا من أوصافيَ الأولى على حجرِ الرؤيا في مغارة الدم ،
لكنني لا أصدٌق ، يا أخي ، أن قاتلي أخي .
تقول لي ،
فيسقط في ريش القطا زجاج المرايا التي بردتْ في الممراتِ بعد أن غادرها ساكنوها،
وتجفّ يدُ العاشق ، وباقة الورد في يده ، تحت شرفةٍ لمْ تعد تُطلُّ على الحديقةِ بعدما هدموا البيت ِ .
القادمون بأسلحةٍ وألسنةٍ عمياء
الرجالُ الجوفُ تاركين غبار الحربِ يسندُ لحاهم
وهم يتخيلون ذكورتهم في أسرّةِ راهباتِ الديرِ ،
تقول لي ، دمشقُ ،
وتقرأ شيئاً من مزايا الدفلى على الرواة وطرّاق الأخبار.
قد يرمي هدهدٌ قشّةً في فناء البيتِ
لكنها لا تطمرَ البئر ،
ولن تحمي ذاكرة القراصنةِ المنهكين من السبي من أن يغرقوا في كوابيسهم في الحانات .
وقد يأذن الموتى لحفّاري القبور الغرباءِ أن يرووا سيرتهم لعقارب الساعات التي سرقوها من معاصمهم قبل الصلب ،
لكنهم لن يغفروا لهم .
وتقول ، دمشق ُ ، شيئاً
عن نساء باب توما اللواتي اقتفى عشاقهنّ ظلالهنّ إلى صلاة الأحدْ ،
وعن رقصة المولوية في حي النافورة لصوفيّ ، ذاك الذي كنت ، حول رأس النبيّ يحيى
فيتبعه حمام المسجد الأموي ّ
وأشجار الجوزِ في مخيلاتِ فلاحي الغوطتين ،
وطالبات كلية الآداب المفتوناتِ بأن يكون الشِعرُ أسمر
شبيهاً بروائح خبز " الصاج " بين أيدي الأمهاتِ في المخيم ،
ولا تقولُ ، دمشق ، لنَذْكُرَ
كلّنا أبناؤك العصاة
يا أمنّا كلنا
لماذا تركناكِ وحدكِ
تحرسين ظلالنا حتى نعود ؟ .