مصطفى الشليح - أتذكَّرُ.. شعر

قلتُ في خاطـري وكـان عليـلا = كيفَ لم تكتب القصيـدَ قليـلا ؟
تهتَ فـي عالـم الفراشـةِ حتـى = نسيتكَ العروضُ بحـرا طويـلا
أعرضتْ كـلُّ القافيـاتِ ومالـتْ = واستحالـتْ شيئـا يـعـزُّ بـديـلا
خلتَ أنَّ المسـاءَ ينـدى مسيـلا = بانزيــاحـاتٍ تستبـيـحُ المسـيـلا
تتمـادى طـيَّ الغمـوض كلامـا = يتـنـادى إذا تـصـادى سـبـيلا
يتخـفَّـى فـمـا وسـعــتَ بـيـانـا = غيـرَ مـا قلـتَ ثـمَّ كنـتَ دلـيـلا
حالـمـا واهـمـا بـأفـق مُـحـيـل = كـنـتَ أفـقـا للقافـيـات مُـحـيـلا
قـال لـي كلـمـا أتــى مُشرئـبا = طـرفـه فــي قصـيـدةٍ ومُـجـيـلا
ويــداه التـفـاتـــة مـــن زمـــانٍ = قـد تـولـى وكــان قـبـلُ خلـيـلا
مقلـتـاه حكـايـــة عـــنْ جـمـيـل = والمساءاتِ حيثُ ضمَّت جميلا
حـاجـبـاه إشــــارةٌ لا تُــــورَّى = بالكنايـاتِ الـزرق قــالا وقـيـلا
هـاتِ شعـرا كمـا العـمـودُ وإلا = تربـتْ منـك القافـيـاتُ عـويـلا
خـلِّ مـا تكتـبُ انتـهـاءَ مـعـان = هـذيـانـا فـما أتـيــتَ سـبـيـلا
خــلِّها تـلـكـمُ الـحـداثـة غـرثـى = فلـمن تكتـبـون شعرا نحـيـلا
خلِّها وحدَها.. وطـفْ بالمجالي = مزهـراتِ الفضاء لفظا جليلا
كــنْ خلـيـلا للنابهـيـن كـلامــا = تركـبِ الخـيـلَ عُــدةً وصهـيـلا
أنــتَ لا تملكُ انفـلاتـا فـريـدا = كلمـا العقـدُ نـاظـمٌ لــنْ يمـيـلا
قلتُ: كانتْ رؤيا وتأويلُها لـي = إنما فيـم البحـرُ ميـلا وميـلا ؟
سـوفَ آتيـكَ بالعـموديِّ ســرًّا = كيْ أقولَ القصيدَ، بعدُ، أًصيلا
إنمـا حسبـيَ الفـراشـة مأوى = لكـلام يـطـوفُ بــي مُستحـيـلا
سوف ألقي إلـى المتاهـة قـولا = فــإذا كــانَ كـنـتُ مـنـه نـزيـلا
لغتـي منـفـايَ الألـيـفُ مقـامـا = بـيـنَ لا أيــنَ أقتفيـنـي خلـيـلا
والتَّـحـيـاتُ للخـلـيـل خـزامــى = وأنــا أنــأى بالقصـيـد سبـيـلا
.
قيلَ: فاغربْ لك المنافي قوافٍ = ضلـةً حـتـى تستـقـلَّ الطـويـلا
.
قـلــتُ: لا بـحــرَ للـفـراشـة إلا = خوفُها ذاتَها .. ولـنْ تستقيـلا
.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى