آمال القاسم - ويعطشُ الماءُ للماءِ

مُنْذُ عبَرَتْني تُفّاحَتُكَ الأُوْلَى
وأنا أنفخُ بكَ في روحي ؛
أزرعُكَ جنّةً في مُنتهاي ..
أُموسِقُكَ في دروبِ الأوفِ،
وأُدَوْزِنُكَ في حقولِ النايِ
والميجنا..
منذُ شربتُ نخبَ عينيكَ ،
وأنا أُخِيْطُ الْماءَ أوزانًا وشُطآنًًا ..
بمِسلّةِ أهدابي
كَيْ أرتِّبَ مدائنَكَ في ظمإي
وأصبَّك شعرًا في أكوابي ..
ومنذُ صَلَبَني الرّبُّ
في خمائرِ النّون ،
وذاك الغارُ يمضي إلى
ملحي ..
يتحسَّسُ ذؤاباتِ الغيمِ ..
كما ظِلُّ نبي يقيمُ في كفّي
ويدثّرُ خوفي ..
الغارُ _ يا حبيبي_ لا يقرأُ ؛
شفَتاهُ مِنْ صَخْرٍ وغيابْ ..
لم يتذوقْ شعرَ المجانين
ولا يعرفُ عبقرَ ولا عنترَ ..
لمْ يرقصْ رقصةَ زوربا ..
ولا يجيدُ فلسفةَ الإغريق
لم يُصغِ إلى لوركا ،
ولمعزوفات ياني الشّهيرةِ ،
ولا يقربُ أرصفةَ الشّمس ،
ولايطاردُ رملَ الرّوح المتصحّر ..
بيدَ أَنّهُ يفقهُ
هسيسَ الشغف ،
وكيفَ يصهلُ الندى
في خدِّ الورد ..
وكيف _ مِنْ وَلَهٍ _
يعطَشُ الماءُ للماء .. !

سَكْرة القمر

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى