عامر الطيب - أعلنُ اليومَ أنني مع المرأة حتى لا أزيفُ حياتي

أعلنُ اليومَ أنني مع المرأة
حتى لا أزيفُ حياتي من أجلها ، لن أخدعها كما فعلتُ
من قبلْ،
إنها الحريق عندما تعطل المصاعد،
القمر عندما تتجفف البحيرات،
المذياع عندما نفسد أوقات العيش،
المناديل باستثناء حين نكون باكين،
السيجارة في حياة الممنوعين من التدخين ،
الغيمة الشاسعة لألحقها
و المقصوصةُ بالمقصِ
لتغطّي قلبي!

أريد أن أحبك هذه المرة
كرجل واعٍ،
لن أنتظرك تحت مطر المساء البارد
و أقول ما أتعسني .
لن أقرأ عن نهايات الأبطال
فتنهمر دموعي.
سأكون طبيعياً كما سيكتب في سيرتي أخيراً
و شئتُ أم أبيت
سأهبك هذا المساء الذي لن يأتي أبداً !

بإمكاني عمل فيلم
عن حياتي عندما كنتُ أعزباً
و أخشى أن يبدو عابراً كفيلم الرجل
الذي يجوب العالم باحثاً عن كنز أسلافه.
أخشى أن أصنع فيلمي
عن المرأة التي رافقتني في
الرحلة فلا يبدو مفهوماً !

وضعي أتعس ما يكون هو الآن
لكني أحبكِ و أقول الحمد للرب
على كل شيء ،
لا أستطيع توديعك أو البقاء معك قليلاً.
و على العموم
يلزمني فرح صغير
لأتراجع عما قلتُه.
هل يمكنك أن تفعلي شيئاً ضئيلاً
كأغنية إلى أن تنضج الطبخة فقط؟
أظنني أخص الزمن الذي فاتني
فأتوسله الآن بأن يفوتني مرة أخرى!

بقي وقتٌ قصير للبكاء
فلماذا لا نجلس ككاهن و متشكك
في مأتم ؟
يظن أحدهما أن الميت
سيبعث ثانيةً
فيما يسخر الآخر منه.
وهما ينظران للحنازة أخيراً
يفهمان كم يبدو الميت
مشغولاً بالطرود التي لا تصله مثل الله!

كلمتان فقط في العالم ،كلمتان فقط
حتى عندما لا تصدقون مزاعمي
هناك كلمة ليل و كلمة نهار
مثل خيارين وحيدين
عندما يبدو الأمر صحيحاً أو خاطئاً.
في الغالب سيكون الصواب
مقترناً بالكلمة التي تبدو ليلاً !

"يجب أن أقاومَ لئلا أكون شيعياً "
إنها مسألة كانت ترهقني أما الآن
فقد عشتُ دون معاجز
و قطعتُ طريقي دون هبات.
إلى الأمام
و كل ما أعرفه
أنني أكتب يومياً لأودع قرائي!

ضاعتْ حياتي في الطريق العام
تحت هطول الأمطار
فرحتُ أجمعها و ليس لديّ مورد آخر.
بين كل خطوة و خطوة أجد غرضاً منها.
كم كانتْ كاملة
كبيتٍ مُضاء؟
وكم أبدو مأساوياً و أنا أنطلق وحدي
كأني سأجد الأغراض الضائعة كلها
قبل المصباح !

من فضلك كن شاعراً
حتى وأنت تعيش في عصر خيالي
حيث يمكنك الحصول
على كلّ ما تود دون مشقةٍ.
كن شاعراً حتى عندما تبدو بائساً
خلف ماكنة الخياطة
تخيطُ طعاماً للعائلةِ.
ينبغي أن تسترسل في عملك على ضوء اللمبة
فشق الثوبِ عملٌ شعري
و رتقه بالخيوط الصغيرة أيضاً !

عامر الطيب

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى