رسالتان بين مصطفى الشليح و نبيل منصر.

لعلَّنا التقينا، أو لعلَّنا لمْ نلتق، أَوْ لعلَّ مكائدَ شعريةً بيننا وما نَحْنُ بالعارفين.
لعلَّنا نقرأ شعرا، وقد تهيَّأ أنَّنا كاتباه، أو لعلَّنا نسينا الشِّعرَ خلفَ يدينا ليدينا.
أحبُّ أن أقرأ نبيل منصر ناثرا، وأحبُّ " أربعائياته " في تلقفِ أسرار الكتابة، والتوقف في مضائقها ورقائقها، وأحببتُ مؤلفه: الخطاب الموازي للقصيدة العربية المعاصرة؛ بل أخذتُ به مرجعا لطلبتي في الجامعة.

لا نكتُبُ، نبيل وأنا، وفق توافق شكلي، ولمْ نسلكْ بحثا علميا متشاكهًا، ولمْ نطرقْ مقاصدَ، في الدرس النقديِّ للشعر، متماثلة؛ ولكنَّنا لسنا مختلفين اختلافا يجُبُّه محبة مشتركة لهذا الوجود المسمَّى شعرًا، ويرجُّه سيرورة اختلافنا إلى القبض على مائه المنفلت، وكأنْ ما أدركنا أنَّ الشاعرَ ماءُ القصيدة في تحولاتها.

سعدتُ بإحراز نبيل منصر جائزةَ المغرب للشعر عن ديوانه: أغنية طائر التم، مثلما كنت أسعدُ بشعراءَ قلائل آخرين رشحتْ دواوينهم إلى الجائزة ذاتها؛ إذ أفزعُ إلى الزعم أنَّ بعضا من الفوضى الذي اكتنف الجائزة تحللَ مفعوله أثرا بعد عين، وَإِنْ أبعاضٌ ثانيَّةٌ ما انفكَّ برثنٌ غيرُ نقديٍّ يخدشها خدشَ مصانعةٍ وممالأةٍ.

نبيل منصر شاعرٌ مثقفٌ له سمتُه الخاصُّ، وله صوتُه المتفردُ، وله كتابةٌ شعريةٌ شاء لها أنْ تكون قصيدة نثر في مشهدٍ ثقافيٍّ مغربيٍّ ما أبعدَ الذي ينشرُ فيه عنْ قصيدة النثر.

نبيل .. هنيئا للشعر المغربيِّ / العربيِّ بكَ قبلَ وبعدَ جائزة المغرب للشعر 2017.
محبتي وتقديري

***

عزيزي الشاعر والباحث مصطفى الشليح
تحية محبة وتقدير
ابهجتني شهادتك. كلماتها منبثقة من تلك المنابع الصافية التي تستحم فيها أرواح الشعراء. نحن نختلف في الشعر اختلاف محبة ونلتقي فيه لقاء محبة. الشعر ذلك المجهول المرهوب الجانب يتسع لكل التجارب الجادة، التي تهتدي اليه بالمعرفة والتضحية والإنصات الكبير، العابر للعصور والثقافات. أعتز بك صديقا في الشعر وفي الطريق الفاتن الغامض المفضي إليه. تورطك في الشعر ومحبته الكبيرة لا يضاها. انت واصدقاء شعراء في بلدنا الحبيب يستحقون كل المجد.
عزيزي الشاعر. ما يهمني أكثر في الشعر هو التجربة الشعرية المنصتة لزمنها وبرهتها الوجودية والمعرفية. هي برهتي انا بقدر ما اتقاسمها مع اصفياء في رحلة القبض على المجهول. احاول ان اكتب شعرا خارج ثنائية الوزن والنثر، مع وعيي بأهمية الشكل التي تكلف كثيرا بتعبير فاليري. لا أبحث في تجارب الآخرين عن رؤيتي الشعرية وإنما اتأملها في خصوصيتها. دمت واحدا من تلك الأقلية الكبيرة التي تنتصر للشعر نقيا متحررا من الألقاب والسلط والنياشين والأوهام. احبك في الشعر صديقي وفي طريقه الوعر. الف شكر ومحبة. وليتجدد موعدك مع المجد الشعري الخالص. الف شكر لكل الصديقات والأصدقاء على نسائم المحبة. محبة راسخة تبقى وتدوم.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى