منال هاني - الأنماط اللغوية وتشكيلات الأدب الجديد.. قوالب تكسر وأخرى تتشكل،،

في موجة الحضارة وتسابق الخطى في هذا العالم المزدحم بالافكار والانجازات ، يأخذ الفكر الادبي الابداعي حيزا من السباق بما يقدمه من قفزات ابداعية تشكل _ بغض النظر عن جدواها او نجاحها- ملامح مرحلة معاصرة تحاول التماهي في ركب الحداثة وتفاصيل التسارع الفكري والإبداعي والذي يتلقفه المتلقي ويتداوله الاعلام دون فرصة للتذوق السليم له، ومن هذا المنطلق تحديدا يفرز الحضور الانساني انعكاساته في اطار جمالي غير مألوف يحمل تفاصيلا متمردة وحادة وابتكارات لغوية تحمل انماطا فيها من العبقرية مايدهش ويغني، ولن نتطرق الى ضوضاء المتشبهين بالادب وادعياء الابداع والأدباء بالصدفة ، وانما من قدم من رذاذ حرفه ريا لبيئة خصبة اكثر انفتاحا على العالم والذي تخدمه شبكات التواصل وسهولة التفاعل مع الآخر فماكان لايهضم يوما اصبح مستساغا مقبولا رائجا..وهذا بالضبط ما يحتاجه الادب العربي المعاصر ليتكيف مع فكر المتلقي وذائقته المنفتحة بذكاء ووعي اكبر،
تمرد في لغة الشعر تبناها جمع ليس بهين من شعراء المرحلة وادباءها وتقبلتها جمهرة النقاد والمفكرين طوعا او تأثرا لمافرضته تقاسيم الحراك وتحديات الريادة فلا نستطيع ان نقاتل بالسيف في معركة نووية ولا نستطيع ان ننافس بالمعلقات المسهبة في عصر التكثيف والرمزيات الدلالية، وان هذا قدر لابد من الخوض فيه واشتغال لابد من التعاطي معه لاثبات موقعنا في جغرافيا الأدب العالمي
فالمفردة المبتكرة متطلب اكثر من كونها حالة ابداعية لرصف ووصف مرحليٍّ متناغمٍ مع المحيط في انعكاسات جمالية وابداعية تتموسق في لغة متطورة وليدة لحالة واقعية حداثوية تتغذى على الابتكار المشبع بالحضور
وهذا منطق ليس بعيدا عن التحقق لاسيما وانه ينمو باتجاه أكثر انفتاحا على انماط لغوية غير تقليدية في تناول المفردة الخارجة عن المألوف والمعتاد والتي تفرزها الحالة الذهنية المعرفية في انسكابات عاطفية تتبلور شعرا يحاكي التطور الادراكي لطبيعة المفردة وإسقاط المزيد من الأبعاد عليها في توجه معرفي يتناغم في مشغل الشعور والشعر، هذه النبوءة بدأت فعلا تعلن إشراقتها في ملامح الأدب العربي المعاصر الذي يتربع فيه الاصيل على عرش الذاكرة والوفاء ويتوالد من خضمه حراك حداثوي بأفق وسيع فنسمح للقديم أن يفسح مجالا للجديد ان يطرأ ويتقدم دون ترهل او اسفاف ، لابد دوما ان نجيد التحلق فالفضاء رحب ولغتنا كون ولاتنقصنا الاجنحة.

منال هاني


تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى