غرفتي كانت مليحة
ويد البنت الفرس
جست النبض
ولاصت كفها في بطن كفي
ثم قالت:
خذ نفس
كان نبض القلب يعلو
كانت الشمس تناديني
وكان الأصدقاء
يوصدون الحزن عني
يغرقون الجرح في ثلج التمني
ويمدون إلى القلب أباريق الدعاء
كنت باليقظة أغفو
كان ضؤ الشعر يسري
في شرايين الإبر
وخزة تبقي علي قلبي أثر
وخزة ترفع ضغطي
وخزة تجعل عينيّ مفاتيح نجوم
مقعدي يعلو على سرر الغيوم
فانتظرني
أيها الموج الجبل
إنتظرني
ريثما أحمل قيثاري
وأمضي في عجل
إنتظرني..
كلما يدخل زائر
أقرأ الحزن بعينيه يبوح
وأري الآهة في الصوت تلوح
وأري دفق المشاعر
وكأني بالمعزين أتووا قبل الرحيل
وكأني أسمع الآن العويل
وأري تسبيحة الموت
وكلماتي الأخيرة
حيثما أنظر أرتاب
وتأخذني النداءات المثيرة
حقنة تعدو إلى بطن الوريد
خلفها أخري
وأخري ثم أخري
وزجاجات دمٍ حمراء
تجعل من فم الشريان مجري
وأنا أغرق في صمت شديد
دمك الآن ضعيف!
دمي الآن تبخر
في سماءِ الشعر
صار قصيدة تبكي
وأرصفة يبللها النزيف
(2)
قال عبد القادر الناظر لي:
قد سهرنا للصباح
وقرأنا في صلاة الفجر
دعوات القنوت
وسألنا الله كي تحيا طويلاً بيننا
كي لا تموت!
كان عبد القادر الناظر
يرمقني بنظرات خجولة
كنت أشعر أنني صرت
وحيداً
وشهيداً
وقتيلاً
كنت أسمع همسة الخطوِّ
ووقع الأمنيات
وهدايا أمطرتني قبل أن أرحل
عن هذي الحياة
قبل أن أهتف للناس: وداعا
يا أحبائي وداعا
أيقظتني كف تلك البنت
من آخر عمري
أشعلتني مرة أخري
فأيقنت بأتي لست أدري
أأنا الآن بشط العالم الآخر أحيا
أم تراني هارباً من بطن قبري!
ما الذي أيقظ في صوتي الغناء؟
ولماذا ياطبيبي تزحم الجسم
بأثقال الدواء؟
لم يزل قلبي يراودني على موت جميل
حينما يصعد صوت الريح
في قلب الجبل
حينما تغفو عيون الشمس
في صدر الأصيل
وينادي الليل للأنجم كي تومض
في حقل القبل
فأذكريني
يافتاة الأزرق الذهبي
يابنت الصباح
ياعيوناً هدهدتني
رغم هاتيك الجراح
أذكريني
كلما أدخل للانعاش شاعر
كلما ضجت عيون الليل بالحمي
وجُنّ الشوق في صمت المقابر
أذكريني
وامطري شعراً على ريش المحابر
(3)
غرفتي في الليل أبداً لاتنام
غرفتي تختال عيناها
طوال الليل
ترقب في الأطباء العظام
كلما حاطوا سريري
بالأشارات اللغات الأجنبية
ينزل الحزن كعصفور
فأسال:
أين ياطب لغتنا العربية؟!
ولماذا نتواري
بين غمزٍ وإشارة ؟!
ياطبيبي
ما الذي يشعل في القلب الحرائق؟!
ما الذي يجعلني في غرفة الانعاش عاشق؟
إنها البنت الفرس
جست النبض
ولا صت كفها في بطن كفي
ثم قالت:
خذ نفس
ياصحابي ... ياعصام
طاب لي في غرفة الإنعاش
ياصحبي المقام
فاتركوني كي أنام
محمد نجيب محمد علي/ شاعر سوداني
ويد البنت الفرس
جست النبض
ولاصت كفها في بطن كفي
ثم قالت:
خذ نفس
كان نبض القلب يعلو
كانت الشمس تناديني
وكان الأصدقاء
يوصدون الحزن عني
يغرقون الجرح في ثلج التمني
ويمدون إلى القلب أباريق الدعاء
كنت باليقظة أغفو
كان ضؤ الشعر يسري
في شرايين الإبر
وخزة تبقي علي قلبي أثر
وخزة ترفع ضغطي
وخزة تجعل عينيّ مفاتيح نجوم
مقعدي يعلو على سرر الغيوم
فانتظرني
أيها الموج الجبل
إنتظرني
ريثما أحمل قيثاري
وأمضي في عجل
إنتظرني..
كلما يدخل زائر
أقرأ الحزن بعينيه يبوح
وأري الآهة في الصوت تلوح
وأري دفق المشاعر
وكأني بالمعزين أتووا قبل الرحيل
وكأني أسمع الآن العويل
وأري تسبيحة الموت
وكلماتي الأخيرة
حيثما أنظر أرتاب
وتأخذني النداءات المثيرة
حقنة تعدو إلى بطن الوريد
خلفها أخري
وأخري ثم أخري
وزجاجات دمٍ حمراء
تجعل من فم الشريان مجري
وأنا أغرق في صمت شديد
دمك الآن ضعيف!
دمي الآن تبخر
في سماءِ الشعر
صار قصيدة تبكي
وأرصفة يبللها النزيف
(2)
قال عبد القادر الناظر لي:
قد سهرنا للصباح
وقرأنا في صلاة الفجر
دعوات القنوت
وسألنا الله كي تحيا طويلاً بيننا
كي لا تموت!
كان عبد القادر الناظر
يرمقني بنظرات خجولة
كنت أشعر أنني صرت
وحيداً
وشهيداً
وقتيلاً
كنت أسمع همسة الخطوِّ
ووقع الأمنيات
وهدايا أمطرتني قبل أن أرحل
عن هذي الحياة
قبل أن أهتف للناس: وداعا
يا أحبائي وداعا
أيقظتني كف تلك البنت
من آخر عمري
أشعلتني مرة أخري
فأيقنت بأتي لست أدري
أأنا الآن بشط العالم الآخر أحيا
أم تراني هارباً من بطن قبري!
ما الذي أيقظ في صوتي الغناء؟
ولماذا ياطبيبي تزحم الجسم
بأثقال الدواء؟
لم يزل قلبي يراودني على موت جميل
حينما يصعد صوت الريح
في قلب الجبل
حينما تغفو عيون الشمس
في صدر الأصيل
وينادي الليل للأنجم كي تومض
في حقل القبل
فأذكريني
يافتاة الأزرق الذهبي
يابنت الصباح
ياعيوناً هدهدتني
رغم هاتيك الجراح
أذكريني
كلما أدخل للانعاش شاعر
كلما ضجت عيون الليل بالحمي
وجُنّ الشوق في صمت المقابر
أذكريني
وامطري شعراً على ريش المحابر
(3)
غرفتي في الليل أبداً لاتنام
غرفتي تختال عيناها
طوال الليل
ترقب في الأطباء العظام
كلما حاطوا سريري
بالأشارات اللغات الأجنبية
ينزل الحزن كعصفور
فأسال:
أين ياطب لغتنا العربية؟!
ولماذا نتواري
بين غمزٍ وإشارة ؟!
ياطبيبي
ما الذي يشعل في القلب الحرائق؟!
ما الذي يجعلني في غرفة الانعاش عاشق؟
إنها البنت الفرس
جست النبض
ولا صت كفها في بطن كفي
ثم قالت:
خذ نفس
ياصحابي ... ياعصام
طاب لي في غرفة الإنعاش
ياصحبي المقام
فاتركوني كي أنام
محمد نجيب محمد علي/ شاعر سوداني
Nageeb Mahamad Ali
Nageeb Mahamad Ali ist bei Facebook. Tritt Facebook bei, um dich mit Nageeb Mahamad Ali und anderen Nutzern, die du kennst, zu vernetzen. Facebook gibt Menschen die Möglichkeit, Inhalte zu teilen und...
www.facebook.com