جميلة شحادة - أمي؛ تعالي الليةَ نسهر

كمْ أحبُ زمردَ عينيكِ! ويَاسمينَ خديْكِ!
إشتقتُكِ.. تعالي إليَّ الليلةَ نسهرْ
فعندي لكِ حَكايا وأكثرْ
تعالي.. لا تتردّدي
واعْبُري روحي لأُقَّبلَ جبينَكِ الأطْهرْ
دَعي حنانَكِ يحطُّ على صدري
لأمسِّدَ شعرَكِ الأشقرْ
***
ما بكِ تقفينَ ببابِ مَخْدعي مترددة؟
تقدَّمي يا حبيبتي
ولا تَهابي ليليَ الأسمرْ
هيا ادْخلي، ضميني الى صدرِكِ
حتى يفوحَ مني المِسْكُ والعنبرْ
لا تخشيْ أنْ أعكِّرَ عليكِ ليلتَكِ
لا تخشيْ أنْ أخدشَ صفاءَ روحِكِ،
ولا نقاءَ جيدِكِ المرمَرْ
***
تعالي ولنْ أقصَّ عليكِ حكايا الغولِ والمغولِ
أو اللصوص والعسكر
سأروي لكِ فقط عن أيامٍ خَلَتْ
طعمُها حلوٌ.. يزيدُ عنِ السكرْ
وتحكي لي أنتِ عن ليالي صيفٍ
وعنْ ضوءِ قمرٍ،
وحقلِ سوسنٍ أزهرْ
***
هيا أدخلي ولا تبالي.. ما وطري منكِ
إلا أن تروي لي وأروي لكِ.. لكيْ نتذكرْ
***
أمَا زلتِ كعهدكِ تقلقين عليَّ من أحلامي،
وحظيَّ الأعثر؟!
لا تقلقي؛
فأنتِ معي كلَّ الشهورِ
وكلَّ الفصولِ..
اليابس منها والأخضرْ
وبهاؤكِ.. ينيرُ دهاليزَ روحي
ويلتقطُني من الليل الأدهمِ
إذا دربي تعثَّر

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى