د. رسول محمَّد رسول - نيتشه ولعبة الفيلسوف التراجيدية

عاش الفيلسوف الألماني فردريك نيتشه حياةً حافلةً بالعطاء الفكري والتمرُّد الوجودي على قيم العصر المعرفية والفلسفية والأخلاقية والنفسية والسياسية والثقافية. ويمكن أن يُستشف من كل صور حياته التي عاشها أنها رسمت لنا معالم محدَّدة لخطاب فيلسوف يمكِّننا من بناء دلالات محدَّدة لمفهوم الفيلسوف، إلاّ أن نيتشه نفسه توافر في نصوصه التي كتبها على هيئة شذرات مقطعية كثيرة فضلاً عن نصوص مطوَّلة، توافر على صياغة مفهوم للفيلسوف واضح المعالم من حيث وجوده وأدواره في راهن الحياة ومستقبلها، وخلصَ إلى قوله إن الفيلسوف الحقيقي هو إنسان معني بخلق أهداف وقيم جديدة من أجل غد آخر. فكيف تمَّ له ذلك؟
في شذراته التأمُّلية، نأى نيتشه (1844 - 1900) كثيراً عن النزعة الشمولية في إدلاق خطابه الفلسفي، ليس هذا فحسب بل وحارب كمقاتل جملة الأنظمة الفلسفية التي وصلت ذروتها في القرن التاسع عشر، ذلك القرن الذي عاش نيتشه نصفه الثاني بكل سنواته، ليس هذا فقط، بل بدا هذا الفيلسوف محتاطاً من صانعي هذه الأنظمة غير النزيهة، والذي قال في كتابه (The Twilight of the Idols)، الذي ترجم إلى العربية بـ (أفول الأصنام)، (1888): "أحتاطُ من كل صانعي الأنظمة وأتحاشاهم؛ إن روح النظام نقصٌ في النزاهة"(1).

نقد المثالية
ولذلك، وجدنا نيتشه لا يكلُّ من نقد أصحاب الأنظمة الفلسفية الكبرى أو الشمولية، خصوصاً المثالية منها، أينما كتب مفكِّراً أو متفلسفاً، ما أدّى به إلى النأي الدائم عن الاشتغال أو التفكير في بلورة أي مفهوم للفيلسوف يتسم بطابع الجاهزية المتأتية عن رؤية شمولية ذات كيان نظامي شمولي (سستامي)، ونراه يصف الفلاسفة الذين شيَّدوا عمارات فلسفية ضخمة التجريد، الفلاسفة المثاليون خاصة، بـأنهم لا يتمتَّعون بالحس التاريخي، بل هم حاقدون على فكرة الصيرورة؛ خصوصاً "عندما يعتقدون بأنهم يمجِّدون قضية ما بتجريدها من تاريخها"(2).
وأضاف بوضوح لافت عندما قال: إن كل ما دبَّره الفلاسفة، منذ ألفيات، لم يكن سوى موميات أفكار؛ لا شيء حقيقي خرج من بين أيديهم، وعندما يتدلَّه هؤلاء السادة المولعون بالمفاهيم المجرَّدة، فهم إنما يعرِّضون كل شيء لخطر الموت"(3).
وبإزاء ذلك، تحدونا الحاجة للتذكير بأن بناء نيتشه لمفهوم الفيلسوف لا يعني انفلاته من أي تأسيس نظامي؛ فلكل مفهوم بناؤه السستامي أو الشمولي الخاص به، أي: ارتباطاته العلائقية بجُملة الخطاب العام لأي فيلسوف، وإلاّ أمسى المفهوم، أي مفهوم، عائماً في الفضاء من دون منزل أو مسكن في مدن وقرى المعارف الفكرية والفلسفية.

تراجيديا الفيلسوف
لو أردنا أن نبقى في الحِكَم والإشراقات أو الشذرات التي كتبها نيتشه سنجد لديه تحديدات معينة للفيلسوف في ذاته، ففي كتابه (أفول الأصنام) أو (غسق الأصنام)، أكَّد على أننا سنجد في الحياة منْ يجمع بين ما هو حيواني وما هو إلهي وذلك هو (الفيلسوف)، وهو ما يمكن استشفافه من نيتشه نفسه عندما قال: "لكي يعيش الإنسان وحيداً عليه أن يكون حيواناً أو إلهاً، قال أرسطو: تبقى هناك حالة ثالثة، إذ عليه أن يكون الاثنين معاً.. فيلسوفاً"(4). إلاّ أن هذا الإنسان الذي يتقاسم الإلهي والحيواني حتى يحوز على لقب (فيلسوف)، سرعان ما يتحوَّل إلى ما يشبه ذلك الحمار المعذب؛ فقد تتساءل نيتشه: "هل يمكن لحمار أن يكون تراجيدياً، أنْ يهْلك تحت ثقل لا يمكن حملُه ولا الإلقاء به؟ تلك هي حال الفيلسوف!"(5).
هذا يعني، أن الفيلسوف هو حيوان تراجيدي يتصدّى للموجود بألم وحسرة وبكاء لأنه يعيش بين حالة العجز والإحباط وحالة تطلّعه الذاتي إلى تحمُّله مسؤولية الإحساس بمأساة الحياة على نحو تراجيدي. ولهذا، يبدو الفيلسوف الذي قد يتواجد هنا أو هناك، إنه على قيد الحياة، يبدو منخرطاً في خضمِّ حركتها اليومية، إنه يمشي بين الناس من دون أن يغويه سحر التجريد وتُفتنه معالمه الآسرة وسماواته المبهرة، إنه موجود في الحي، له داره في المدينة، له مسكنه في الشارع الفلاني، ينظرُ إلى الناس، يسمع إلى ما يقولوه عنه بأنه إنسان يعيش فيلسوفاً أو حكيماً، ويقصدون من ذلك بأنه إنسان رشيد ومنعزل. وقد يكون هذا الوصف من باب إطراء الناس أو العامَّة منهم أو الرعاع Populace كما يصفهم نيتشه بذلك دائماً في كتابه (ما وراء الخير والشر)، الذي صدر في عام 1886(6)؛ ذلك أن الحكمة، يقول نيتشه: تبدو "للرعاع نوعاً من الفِرار؛ وسيلة وحيلة للتملُّص بحنكة من اللُّعبة الرديئة، لكن الفيلسوف الحق يعيش لا فلسفياً ولا حكيماً ولا رشيداً، ويحس بوزر وواجب أن يخوض في الحياة مئات التجاريب والتجارب، يخاطر بنفسه من دون انقطاع، ويلعب اللُّعبة الرديئة بامتياز"(7).
اللعب الرديء
يطرح هذا النَّص النيتشوي جملة من المفاهيم الرئيسة، منها: الفرار، واللعبة الرديئة، والفيلسوف الحق، وأيضاً يجوز لنا اشتقاق مفهوم فيلسوف اللعبة الرديئة، بل ويمكن أن نضع مفاهيم أخرى تقابلها في الدلالة كمفهوم (الخوض)، ومفهوم (اللعبة الرديئة بامتياز)، ومفهوم (الفيلسوف غير الحقيقي أو غير الحق)، وما يهمنا هنا هو مفهوم (الفيلسوف الحق) أو (الفيلسوف الحقيقي) = (Real Philosopher) الذي يدعو إليه نيتشه بإزاء أنموذج فيلسوف آخر لا يمثل الحقيقة؛ لا في وجوده ولا في خطابه(8)، فيلسوف لا يريد أن يخوض غمار الدخول في لعبة الممارسة الرديئة.
وإذا كان نيتشه، وفي كتابه (جينالوجيا الأخلاق) قد قال: "نحن مجهولون بالنسبة إلى أنفسنا نحن العارفين، نحن لم نبحث عن أنفسنا"، (التصدير، ص 31، ترجمة: د. فتحي المسكيني)، فإنه، وفي كتابه (ما وراء الخير والشر)، بلور تصوراً واضحاً لذات الفيلسوف؛ بل ولمهمته في الحياة والوجود، والتي تتلخَّص في "خلق أهداف وقيم"، وهي مَهمة لا تتوافر إلاّ للفيلسوف الحق أو الحقيقي صاحب الرغبة العارمة بالدخول إلى ممارسة اللعبة الرديئة.
كان نيتشه قد تحدَّث عن ثلاث من النُّخب المعرفية التي تمارس سلطتها في العالم، وهي: "العُلماء" و"الفلاسفة" وما أسماهم بـ "شغيلة الفلسفة أو عمّال الفلسفة" = (Philosophical Workers)، الذين جعلهم خدّاماً لـ (الفيلسوف الحقيقي)، وخصَّ منهم كانط (1724- 1804) وهيجل (1770- 1831)، اللذيْن كانت لهما مهمة محدَّدة، وهي "أن يثبتوا مجموعة ضخمة من التقييمات؛ أي الأطروحات والابتكارات القيمية السابقة التي أصبحت سائدة وتسمى، لمدة من الزمن، بـالحقائق، وأن يزجُّوها في صيغ؛ سواء في المجال المنطقي أم السياسي الأخلاقي أم الفني"(9).
إن ما يجب أن يتمتَّع به الفيلسوف الحقيقي هو جُملة من المهارات الخاصَّة له أو قُل جُملة من "الشروط التمهيدية" كما يسميها نيتشه نفسه؛ ومنها أن يكون "نقدياً، وريبياً، ودغمائياً، ومؤرِّخاً، وشاعراً، ومجمِّعاً، ورحّالة، وهاوي ألغاز، وأخلاقياً، وعرّافاً، وروحاً حراً، بل لعله يجب أن يكون كل شيء تقريباً، حتى يجتاز الفيلسوف محيط القيم والمشاعر القيمية الإنسانية، ويسعه النَّظر، بعيون وضمائر شتى؛ من القمة إلى كل بُعد آخر، ومن القاع إلى كل قمة، ومن الركن إلى كل أفق"(10) لكي يضع بصمته على حقيقة الذات والوجود معاً.
هذه الشروط والمهارات والإمكانات التي يجب أن يتمتَّع بها الفيلسوف الحقيقي ستمكِّنه من اجتيازه لمحيط القيم والمشاعر السائدة، والنَّظر في كل الاتجاهات المتاحة أمامه، والتمكَّن من اكتساب القدرة على تحقيق مَهمة تبدو لفردريك نيتشه أنها الأكبر والأوسع والأعمق في الحياة والوجود؛ فالفلاسفة الحقيقيون هم: "آمرون ومشرِّعون، إنهم يقولون: هكذا يجب أن يكون، إنهم يعينون بدءاً وجهة الإنسان وغايته، ويتصرَّفون، من أجل ذلك، في العمل التمهيدي لكل شغيلة الفلاسفة، وكل قاهري الماضي، إنهم يمدُّون يدهم الخلاّقة إلى المستقبل، وكل ما هو، وما كان، يغدو لهم وسيلة وأداة ومِطرقة؛ إن عَرْفَهم خلق، وخَلقهم تشريع، وإرادتهم للحقيقة إرادة قدرة"(11).

فيلسوف المستقبل
في خضم ذلك، يولي نيتشه اهتماماً منقطع النَّظير بمفردة "المستقبل"، وهذا بالفعل ما اشتغل عليه حتى إنه وصف الفيلسوف الحقيقي بأنه "إنسان للغد وبعد الغد"(12)، ما يعني أن الفيلسوف هو كائن الغد الذي يفكِّر في هذا القادم، بقدر ما يصنعه ويمد الأواصر معه، إلاّ أن الفلاسفة كمُنتجي للغد، لا يصنعوه - الغد - هكذا؛ وعلى نحو آلي معقلن أو حسابي أو تعاطفي، إنما بإحساس مسؤول كونهم "عذاب ضمير عصرهم الخبيث"(13)، لأن الفيلسوف "يضع نفسه وفي كل الأزمنة، على تناقض مع حاضره، فخصمه كان في كلِّ مرة أنموذج حاضره"(14)، أي: جُملة الأفكار والخطابات الرئيسة التي تشغِّل عصره، خصوصاً المهيمنة منها على وجود الراهن برمته.
إن العثور على فيلسوف حقيقي لا يبدو بالأمر السهل والهيِّن؛ إنها مهمة صعبة وقاسية تتطلَّب المزيد من الفضائل والسمات والمواهب والإمكانات، والأهم من ذلك، في المنظور النيتشوي، هو وجود إنسان لهو همَّة الارتقاء إلى العوالم العالية، وإنسان من هذا النوع "ليس له حق في الفلسفة إلا بفضل أصله؛ الأسلاف والدم"(15).
وهنا يأخذنا نيتشه إلى علاقة العرق والأصل بالتفلسُف الحق أو الحقيقي؛ ففعل التفلسُف الذي ينتجه هذا النوع من الفلاسفة، لا بدَّ له من أصل أو عرق أو أسلاف لهم باعهم في إنشاء أنموذج الفيلسوف الحق، ولذلك تساءل نيتشه: "ما الفيلسوف؟"، ورأى في هذا الخصوص أن "أجيالاً كثيرة يجب أن تمهِّد لنشأة الفيلسوف، وكل فضيلة من فضائله يجب أن تُكتسب وتُرعى وتورَّث وتُتَمثَل على حدة، أي الاستعداد لتحمُّل المسؤوليات الكبيرة، وسمُّو النظرات المشرفة، والشعور بالانفصال عن الحشد وواجباته وفضائله، والدفاع الكريم عمّا يُشتم ويُساء فهمه، واللَّذة في العدالة والتمرُّن عليها، وفن الأمر، ووسع الإرادة، والعين المتأنية التي نادراً ما تُبدي إعجاباً، ونادراً ما تنظرُ إلى أعلى، ونادراً ما تحب"(16).
وهو يتحدَّث عن "النبيل"، تطرَّق نيتشه مرَّة أخرى إلى المسؤولية الملقاة على عاتق الفيلسوف عبر التعريف به؛ فالفيلسوف "إنسان يعيش ويبصر ويسمع ويتوجَّس ويأمل ويتخيَّل باستمرار أموراً استثنائية أو رائعة أو خارقة Extraordinary؛ الفيلسوف هو من تصيبه أفكاره الخاصَّة كما لو كانت آتية من الخارج، من أعلى ومن أسفل، بوصفها نوعاً خاصّاً به من الحوادث والصواعق؛ ومنْ قد يكون هو نفسه عاصفة تحبل ببروق جديدة؛ إنسان منذر بالعاقبة، يصاحبه أبداً دوي ودمدمة وغور فاغر وأمور مرعبة، الفيلسوف كائن يفرُّ من ذاته مراراً، ويفْزَع من نفسه مراراً، لكنه أشدُّ فضولاً من أن يمتنع عن العودة إلى ذاته، إلى رُشده، المرَّة تلو المرَّة"(17).
لقد وصف نيتشه (الفلسفة) بأنها "إلهة سليمة الطوية عارية يخدمها الفيلسوف متسماً بوفاء الرجال"، أما الفيلسوف الحق أو الحقيقي أو حتى الفيلسوف التراجيدي، فهو، وبحسب المنظور النيتشوي، إنسان وجد من أجل المستقبل بل وما بعد المستقبل، إنه صانع قيم الغد وما بعد الغد، يخرج من بين ركام الفضائل البالية والمعتادة ليخلق فضائل جديدة، وقيم جديدة، ومعان جديدة، وأفكار جديدة يخلق بها عصراً جديداً ينشده الإنسان الذي لا يمل من الدخول في معترك اللعبة الفلسفية بوصفه لعبة رديئة، ذلك العصر الذي تتطلَّع إليه الإنسانية، العصر الذي يقوده الفيلسوف الحق بشجاعة إنسان مُعد لأن يكون خلاقاً.
ولو أردنا البحث عن معادل موضوعي لمفهوم نيتشه عن (الفيلسوف) في الواقع الموضوعي، لكنّا سنجد أن أنموذج هذا الفيلسوف هو نفسه (فردريك نيتشه)؛ هو المعادل الموضوعي للإنسان الذي عاش حياته فيلسوفاً حقيقياً على نحو تراجيدي رغم ما انتهى إليه من أمراض وآلام وأوجاع عارمة في قساوتها المأساوية.



الهوامش
ـــــــــــــــــــ
(1) فردريك نيتشه: أفول الأصنام، الشذرة 26، ص 12، ترجمة: حسان بورقية و محمَّد الناجي، أفريقيا الشرق، المغرب 1996. تمثل حملات نيتشه ضد الفلاسفة المثاليين ظاهرة كبيرة في خطابه الفلسفي؛ فلقد وصفَ سقراط بأنه من "الرعاع" = "Populace"، ووصف أفلاطون بأن "عدو الشهوانية". انظر: (نيتشه: أفول الأصنام، ص 20 وما بعدها). وقال أيضاً: "إن أخلاقية الفلاسفة الإغريق انطلاقاً من أفلاطون محدَّدة بدوافع مرضية"، نيتشه: المصدر السابق نفسه، الشذرة 10، ص 23.
(2) فردريك نيتشه: أفول الأصنام، الشذرة 1، ص 25.
(3) فردريك نيتشه: المصدر السابق نفسه، الشذرة 1، (العقل في الفلسفة)، ص 25.
(4) فردريك نيتشه: المصدر السابق نفسه، الشذرة 3، ص 8.
(5) فردريك نيتشه: المصدر السابق نفسه، الشذرة 11، ص 9.
(6) فردريك نيتشه: ما وراء الخير والشر.. تباشير فلسفة المستقبل، تر: جيزيلا فالور حجّار، مراجعة: د. موسى وهبة، ص 159، دار الفارابي، بيروت 2003. تجدر الإشارة إلى أن ترجمة هذا النص إلى العربية من الألمانية هي الأولى له.
(7) فردريك نيتشه: المصدر السابق نفسه، الشذرة 205، ص 159. وقف نيتشه من لقب "أستاذ الفلسفة الجامعي" موقفاً نقدياً عندما وصفه بأنه: "شذوذ يصيب الفيلسوف الحقيقي". أنظر: (فرنز شنيدرس: الفلسفة الألمانية في القرن العشرين، ص 35، ترجمة: محسن الدمرداش، المجلس الأعلى للثقافة، القاهرة، ط 1، 2005).
(8) انظر: (فردريك نيتشه: ما وراء الخير والشر، الشذرة 211، ص 172).
(9) فردريك نيتشه: المصدر السابق نفسه، الشذرة 211، ص 172.
(10) فردريك نيتشه: المصدر السابق نفسه، الشذرة 211، ص 172.
(11) فردريك نيتشه: المصدر السابق نفسه، الشذرة 211، ص 173. (بتصرُّف في ترتيب النص المقتبس).
(12) فردريك نيتشه: المصدر السابق نفسه، الشذرة 212، ص 173. وفي كتابه: (Thoughts out of Season) = (أفكار خارج الأوان)، الذي صدر في عام 1847، وصف نيتشه (الفلسفة الحقيقية) بأنها "إلهة سليمة الطوية عارية يخدمها الفيلسوف متسماً بوفاء الرجال". وفي الكتاب نفسه أيضاً، وتحت عنوان فرعي هو "شوبنهاور كمربٍّ"، أكد نيتشه على أن الفلسفة الحقيقية هي ضد التعلُّم التاريخي المجرَّد، وضد لين القيادة السياسية لفلسفة الجامعات؛ وإن الفلسفة الحقيقية هي علم الحياة التي يجب أن توجد لدى الفيلسوف الحقيقي. وقال: "إلى الفيلسوف الحقيقي تنتمي الحرية". ورد ذلك في: (فرنر شنيدرس: الفلسفة الألمانية في القرن العشرين، ص 35 - 36).
(13) فردريك نيتشه: ما وراء الخير والشر، الشذرة 212، ص 173.
(14) فردريك نيتشه: المصدر السابق نفسه، الشذرة 212، ص 173. استبدلت ترجمة مصطلح (أمثل) = (Ideal) الوارد في النص العربي، بمفردة (أنموذج)، لأنها الأرجح عندي في الترجمة، والأقرب إلى المعنى النيتشوي في خطابه الفلسفي.
(15) فردريك نيتشه: المصدر السابق نفسه، الشذرة 213، ص 177.
(16) فردريك نيتشه: المصدر السابق نفسه، الشذرة 213، ص 177.
(17) فردريك نيتشه: المصدر السابق نفسه، الشذرة 292، ص 276.




د. رسول محمَّد رسول

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى