أعلن مذيع نشرة الأخبار الجوية ، أن الجو سيكون غائما وماطرا هذا المساء ، وستتوالى درجات الحرارة بالانخفاض إلى درجة الانجماد. تجمّد الرجل في مكانه قهرا وصقيعا ، فهو يعلم أن ماء المطر فائدة للأثرياء . لهم الدفء ، ولأطفاله البرد والصقيع ، في خيمة استبدلوها بوطن .
سحقا همس بها لنفسه وأضاف : ـ أهذا وقت فلسفة الاشياء ؟ تبا لكل الفلاسفة أمام قشعريرة برد تتسرب لجسد ابنتي هدى ، وسحقا إن رأيت دمعة القهر تنساب على وجنتي زهرة ... أأأأأأأأأأأأأأه يا زهرة كم أنت طفلة برّية ، مهرة في شعرك الطويل ، حين تربطينه جديلة فرس ، وتمشين بدلال الأنثى ، فتثيرين لديّ شهوة البوح وكلام العشق .
قطرة مطر تسقط على رأس لا شعر فيه ، فينتفض ألما وقشعريرة .. تصرخ عيناه بألم الخذلان وصراع ذئاب العالم في وطنه . أمريكا . روسيا ، فرنسا .. تبا لي . عدتُ للسياسة وفلسفة السياسيين ...... هربنا من الموت بالرصاص والقذائف هناك ، فيحاصرنا الموت و البرد هنا . .. .
ينتظر الحافلة أن تجيء قبل المساء ، الحافلة لا تجيء ، وصاحب العمل أجلّ صرف الراتب لأسبوع آخر . ( وهلأ منين رح أمّن المازوت لهدى وزهرة ؟ طيب والعشا ؟ ........ هلأ تع لهون وخلينا انرتب القصة . كل اللي معي عشر دنانير . دينارين عشا . نصف دينار مواصلات ، العمى نسيت الدوا لأمي بدها شي خمس ست دنانير .. . والله ما عم تزبط معي . لكان شو الحل ؟ الاسلام هو الحل . ابتسم ألما : هلأ وقت فلسفتك إنتا كمان ؟ )
ازداد زخ المطر . وبدأ تساقط الثلج كريش متطاير، فهمس : ( يا حبيبي كملت على راسنا . وشلون رح أصل ؟ ووين رح نام الليلة إزا ما في مواصلات ؟ لا .... لازم اروح الليلة ، وانام عند هدى حبيبتي ، واحطا بحضني وادفيها . حبيبتي بابا أكيد بردانه هلا ) .
سائق السيارة يطلق منبه سيارته . ( إي شو عليه ناخد تكسي أصفر .) أشار بيده . أوقف السائق سيارته . تقدم هو بثقة . سأل عن الأجرة فكانت صدمته : عشرة دنانير فقط .
ــ عشرة على شو ؟.
لم ينتظر اجابة السائق ، صفع باب السيارة بحنق ، مضى مشيا على قدميه ، زخات الثلج تزداد سقوطا على رأس بلا شعر . حلم بحضن هدى ومنحهما الدفء ، بكوب شاي ساخن يسد رمق الجوع .
سحقا همس بها لنفسه وأضاف : ـ أهذا وقت فلسفة الاشياء ؟ تبا لكل الفلاسفة أمام قشعريرة برد تتسرب لجسد ابنتي هدى ، وسحقا إن رأيت دمعة القهر تنساب على وجنتي زهرة ... أأأأأأأأأأأأأأه يا زهرة كم أنت طفلة برّية ، مهرة في شعرك الطويل ، حين تربطينه جديلة فرس ، وتمشين بدلال الأنثى ، فتثيرين لديّ شهوة البوح وكلام العشق .
قطرة مطر تسقط على رأس لا شعر فيه ، فينتفض ألما وقشعريرة .. تصرخ عيناه بألم الخذلان وصراع ذئاب العالم في وطنه . أمريكا . روسيا ، فرنسا .. تبا لي . عدتُ للسياسة وفلسفة السياسيين ...... هربنا من الموت بالرصاص والقذائف هناك ، فيحاصرنا الموت و البرد هنا . .. .
ينتظر الحافلة أن تجيء قبل المساء ، الحافلة لا تجيء ، وصاحب العمل أجلّ صرف الراتب لأسبوع آخر . ( وهلأ منين رح أمّن المازوت لهدى وزهرة ؟ طيب والعشا ؟ ........ هلأ تع لهون وخلينا انرتب القصة . كل اللي معي عشر دنانير . دينارين عشا . نصف دينار مواصلات ، العمى نسيت الدوا لأمي بدها شي خمس ست دنانير .. . والله ما عم تزبط معي . لكان شو الحل ؟ الاسلام هو الحل . ابتسم ألما : هلأ وقت فلسفتك إنتا كمان ؟ )
ازداد زخ المطر . وبدأ تساقط الثلج كريش متطاير، فهمس : ( يا حبيبي كملت على راسنا . وشلون رح أصل ؟ ووين رح نام الليلة إزا ما في مواصلات ؟ لا .... لازم اروح الليلة ، وانام عند هدى حبيبتي ، واحطا بحضني وادفيها . حبيبتي بابا أكيد بردانه هلا ) .
سائق السيارة يطلق منبه سيارته . ( إي شو عليه ناخد تكسي أصفر .) أشار بيده . أوقف السائق سيارته . تقدم هو بثقة . سأل عن الأجرة فكانت صدمته : عشرة دنانير فقط .
ــ عشرة على شو ؟.
لم ينتظر اجابة السائق ، صفع باب السيارة بحنق ، مضى مشيا على قدميه ، زخات الثلج تزداد سقوطا على رأس بلا شعر . حلم بحضن هدى ومنحهما الدفء ، بكوب شاي ساخن يسد رمق الجوع .