د. وليد جاسم الزبيدي - في كلِّ عامٍ يستجدُّ غرامُ..!

في كلِّ ساعٍ تولدُ الأعوامُ..
ونصيبُ عمرِكَ في الدّنا الأحلامُ..
وتدورُ كالنّاعورِ فيها لم تكنْ
غيرَ اصطبارٍ والدروبُ ظلامُ..
وتظلّ خوفاً في الضلوعِ وآهةً
تنسابُ بينَ شروخها الأوهامُ..
وتَعِدُّ مسبحةً كأنّ بها مُدىً
طعنتْكَ واختلفتْ بكَ الأقلامُ..
في كلّ عامٍ تستفيقُ فلا ترى
قبساً يضيءُ لتولدَ الأنغامُ..
ذاتُ الليالي والصّباحاتِ الّتي
هي ذاتُها تتكرّرُ الأرقامُ..
لا، مِنْ جديدٍ قد أتاكَ مؤمِّلاً
لغدٍ سيأتي يفتديهِ كرامُ..
لا، منْ جديدٍ والخرابُ جديدُهُ
حزنٌ سيطويهِ الأسى وينامُ..
ماذا جنيتَ من السنينَ وغدرِها
وحروبِها بمصائبٍ ستُقامُ..
ماذا جنيتَ وقد حملتَ جراحَها
حيثُ التقَتْكَ حرابُها وسهامُ..
ما أنصفَتْكَ ولا شهدتَ سعادةً
وتقاسَمتْكَ خرائبٌ وحُطامُ..
والجوعُ أمضى طعنةً ومضاضةً
فتكسّرَتْ بين الرّغابِ عظامُ..
وتناوشَتْكَ دموعُ طفلٍ يرتجي
ثوباً لعيدٍ والهمومُ جسامُ..
ماذا تريدُ وأنتَ دربٌ موحشٌ
والأُخرياتُ دروبُهُنّ زَحامُ..
ستؤذّنُ الأجراسُ قرعاً هادراً
وسيستفيقُ مع الصّباحِ حمامُ..
وسيبلغُ البُنيانُ كلّ تمامهِ
ويعمُّ في كلّ الدّيارِ سلامُ..
وسألتقيكِ بلادَنا بسلامةٍ
وسترجعينَ، ويستقيمُ نظامُ..
وتحيّةً للعالمينَ، الى الورى
في كلِّ عامٍ يستجدُّ غرامُ..


وليد جاسم الزبيدي/ العراق.




تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى