رمضان عبد اللطيف - أنا الحريق الذي لن تعرفي من أين سيبدأ

أنا الحريق الذي
لن تعرفي
من أين سيبدأ
ولا كيف تخمدين رعبه
ربما ستندلع شرارته الأولي
من موقد أرملة
رآها المتجول ليلا تطهو الماء للجائعين
ونامت عنه
بعد أن أعشي الدخان عينيها الكليلتين،
أو
من شمعة يرسمها طفل علي الجدار
تلتهم الستائر
ويمتد جنونها للبيت كله،
وربما تقدح من تحت أحذية اللصوص
الذين تطاردهم الشرطة علي الأسفلت الملتهب،
ربما من عقب سيجارة يطفؤه القهر
في جرح سجين
متهم بحرق عملة بلاده
في أتون عملة أجنبية
لم ير طوال بؤسه ورقة منها،
أو من نجمة ضاقت بها سماؤها
فجاء سقوطها فوق حقل أحزان يابسة
تساقطت من ضلوع فلاح
هب على عريه خريف
أو وردة نفخت الريح جمر أشواقها
وهي جالسة في شرفة فتاة
تنتظر فارسها الذي عاد جواده خلاه
منذ عشرين فجيعة
...
صدقيني أرجوك وانتبهي
أنا أحبك
ولا أريد لك أن تلوك جمالك ألسنة الحريق
ولست طامعا إلا في سلامتك
كوني لمن ترغبين
لا تمنحي قلبي غير حفنة الماء
يكفيه أن يعبها من كفك
وينام طاويا عند قدميك
وأنت اغمري جسمك الملائكي
بالطمي البارد
لتنبت فوقه مرافئ ذات بهجة
يسكن دفئها المسرفون في هواك/ السعير



رمضان عبد اللطيف


تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى