في هذه الأيام القاسية التي تؤذي الضمير العربي الشعبي بالذات، وتؤلم الشعور الإنساني العالمي بما تسكبه الفضائيات في أعيننا وتقذفه في قلوبنا جميعا من أوجاع أليمة، لا نملك لردها دفعا..
ولا يتبقى لنا الا حصن أخير نعتصم به، وهو لغتنا العربية التي تنوشها سهام مسمومة لتحطم آخر ركيزة نرتكز عليها ونحفظ بها قرآننا وتراثنا وذاتنا وهويتنا..لذلك لم أجد الا أنت أيها المفكر العربي الكبير والشاعر المرهف الملتزم بقضايا الأمه والمثقل باوجاعها.. فلتقبل مني هذه الرسالة بكل ما أعرفه عنك من سعة صدر، ونقاء قلب، وسلامة ضمير وحسن تقدير..
هذه يا سيدي كلمات من قلب محب لكم ، مقدر لدوركم المتميز في الفكر العربي، وإسهاماتكم العزيزة في إثراء الثقافة العربية ومدها بروافد صافية من إبداعاتكم الشعريه والفكرية المتواصلة منذ حضوركم من القاهرة التي أعلم كم لها من منزلة خاصة في قلبكم العربي النقي وفي وجدانكم السخي بالعطاء المتألق..
تعود بي الذكرى الى أوائل السبعينات حيث كان من حسن حظي أن ألقاكم لأول مرة في مكتب الاستاذ الدكتور عبد الكريم الإرياني حينما كان وزيراً للتربية والتعليم فور عودتكم من رحلة مضنية في القاهرة استمرت سنوات، أثمرت درجة الدكتوراة المتميزة في مادتها العلمية والتي كانت منصة إطلاق طاقاتكم الخلاقة وابداعاتكم الرائعة في شتى مجالات الفكر والأدب والحياة ..
واشعر أن سنوات غربتكم عن الوطن في القاهرة وعلاقاتكم الحميمة والمتشعبة بالعديد من رموز الفكر فيها في نهاية الستينات ومطلع السبعينات، كانت بالنسبة لشخصيتكم المتميزة ذخيرة معرفية طيبة أضاءت -بغير شك- طريق الابداع والانطلاق والتألق في المسار القومي الذي تتميزون به، وتحرصون عليه، وتسهمون فيه اسهامات تذكر فتشكر . وظل ارتباطكم الروحي بالقاهرة موصولا حتى تاريخه وأقصد بالقاهرة هنا الشعب والتاريخ والحضارة التي يمتد إسهامكم فيها الآن عن بعد، فيما تقدمونه من عطاء علمي في المجمع اللغوي بالقاهرة بحكم عضويتكم فيه ..
وهذا الأمر بذاته هو ما حفزني لكتابة هذه الرسالة اليكم بعد أن علت في جلسة الافتتاح للمؤتمر السنوي للمجمع العام الماضي وفي حضور زملائكم الخالدين المجمعيين، أقول لقد علت صيحة تطالب اليمن مهد العروبة (جنسا ولغة) بأن تبادر الى انشاء مجمع لغوي خاص بها يسهم مع أشقائه في المجامع اللغوية في ليبيا والأردن والمغرب وسوريا ومصر وغيرها من المجامع الأخرى في الأقطار العربية في حمل مسؤولية الحفاظ على العربية وتنميتها والنهوض بها، وهي مسؤولية لعلكم تتفقون معي على تعاظمها وأهميتها البالغة في عصر العولمة الذي يستهدف بين ما يستهدفه -تراث الأمة العربية ويستلب أعز مقدساتها: اللغة والدين ..والعهد بكم والأمل فيكم أيها الأستاذ الفاضل وأنتم من حماة العربية التي تقفون على ثغر من ثغورها، وتتحمل مع أشقائك المبدعين والمفكرين في القطر اليمني الغالي مسؤولية تاريخية لا مناص من تحملها، لثقتي البالغة في امكاناتكم الهائلة، وبصيرتكم النافذة ، واحساسكم المرهف بالموقف الراهن الذي تواجهه لغتنا العربية من التردي والموات على يدي بعض أبنائها قبل أعدائها بما يوقع الأمة العربية في مذلة وهوان، ولعلي أذكركم هنا بقول زميلكم الشاعر :
وأعرقُ خلقِ اللهِ في الذلِ أمةُ
تُضامُ، ومنها للذى ضَامَها ، جُنْدُ
> فهل يلقى النداء الذي وجهه المجمعيون في مؤتمرهم السنوي هذا العام ، استجابة كريمة لتحقيق هذه الأمنية ؟
> وهل تتفق هذه الدعوة مع مشاعركم الغيورة التي تعرفون بها دائماً ، للذود والحرص والعمل العلمي الدؤوب للحفاظ على لغتنا العربية وتميزها والنهوض بها ؟
> وهل يمكن أي الأخ الكريم ان تتبنوا عقد مؤتمر قومي في اليمن مهد العرب والعروبة لمناقشة قضايا العربية واقعاً ومآلا للخروج بتوجيهات جادة وخطوات ملتزمة تسهم في التصدي لهذه الموجة العاتية الهادفة للنيل من لغتنا العربية والتي نلاحظ ترديها على كافة المستويات؟
ولا أظنني بحاجة الى الاستطراد فيما يترتب على ذلك من آثار وأخطار وأضرار، تمس - فيما تمس - هويتنا وكياننا وتراثنا ومستقبلنا ..
لقد كنت أود أن تكون هذه الرسالة .. رسالة شوق وحب بعد السنوات العديدة التي مرت دون أن أحظى فيها بلقائكم في صنعاء التي أزاحمكم في حبها.. ولكني خرجت عن الموضوع العاطفي الشخصي وامتدت الرسالة إلى الدعوة للحفاظ على اللغة العربية الشريفة وهي في نظري من اهم الموضوعات التي تمتزج فيها عاطفة الحب بمشاعر القلق والأمل في لغتنا العربية التي يقول عنها طه حسين في مقدمة برنامج إذاعي يومي لي باذاعة الشرق الأوسط منذ ثلاثين عاماً بصفة منتظمة، «لغتنا العربية يسر لا عسر ونحن نملكها كما كان القدماء يملكونها» ،، ومن هنا تبدأ مسؤوليتنا جميعاً عن لغتنا ولا تنتهي ..
- اخشى أن أكون قد أطلت عليك لكنها نفثة قلبية خالصة لقلب يمني كبير يسعد الملايين دائماً بابداعه وعطائه الفكري ورؤيته الثاقبة واخلاصه لأمته إخلاصاً أشعر تماماً بأنه بغير حد أو مدى ..
وفقكم الله أيها العزيز ، لكل خير، ومتعكم بموفور الصحة والسعادة وراحة البال، مع تحيات أخوية خالصة المودة من أخيك فتحي الملا مستشار اعلامي وعضوية جمعية حماة اللغة العربية بالقاهرة، جذبته صنعاء للعودة ليتجدد الحب وتتواصل المودة..
والى اللقاء.. وكل عام هجري وميلادي (و) أنتم بخير..
(ملحوظة: بالواو (وأنتم) أو بغيرها (أنتم) فقد أجاز المجمع اللغوي ذلك)
.
ولا يتبقى لنا الا حصن أخير نعتصم به، وهو لغتنا العربية التي تنوشها سهام مسمومة لتحطم آخر ركيزة نرتكز عليها ونحفظ بها قرآننا وتراثنا وذاتنا وهويتنا..لذلك لم أجد الا أنت أيها المفكر العربي الكبير والشاعر المرهف الملتزم بقضايا الأمه والمثقل باوجاعها.. فلتقبل مني هذه الرسالة بكل ما أعرفه عنك من سعة صدر، ونقاء قلب، وسلامة ضمير وحسن تقدير..
هذه يا سيدي كلمات من قلب محب لكم ، مقدر لدوركم المتميز في الفكر العربي، وإسهاماتكم العزيزة في إثراء الثقافة العربية ومدها بروافد صافية من إبداعاتكم الشعريه والفكرية المتواصلة منذ حضوركم من القاهرة التي أعلم كم لها من منزلة خاصة في قلبكم العربي النقي وفي وجدانكم السخي بالعطاء المتألق..
تعود بي الذكرى الى أوائل السبعينات حيث كان من حسن حظي أن ألقاكم لأول مرة في مكتب الاستاذ الدكتور عبد الكريم الإرياني حينما كان وزيراً للتربية والتعليم فور عودتكم من رحلة مضنية في القاهرة استمرت سنوات، أثمرت درجة الدكتوراة المتميزة في مادتها العلمية والتي كانت منصة إطلاق طاقاتكم الخلاقة وابداعاتكم الرائعة في شتى مجالات الفكر والأدب والحياة ..
واشعر أن سنوات غربتكم عن الوطن في القاهرة وعلاقاتكم الحميمة والمتشعبة بالعديد من رموز الفكر فيها في نهاية الستينات ومطلع السبعينات، كانت بالنسبة لشخصيتكم المتميزة ذخيرة معرفية طيبة أضاءت -بغير شك- طريق الابداع والانطلاق والتألق في المسار القومي الذي تتميزون به، وتحرصون عليه، وتسهمون فيه اسهامات تذكر فتشكر . وظل ارتباطكم الروحي بالقاهرة موصولا حتى تاريخه وأقصد بالقاهرة هنا الشعب والتاريخ والحضارة التي يمتد إسهامكم فيها الآن عن بعد، فيما تقدمونه من عطاء علمي في المجمع اللغوي بالقاهرة بحكم عضويتكم فيه ..
وهذا الأمر بذاته هو ما حفزني لكتابة هذه الرسالة اليكم بعد أن علت في جلسة الافتتاح للمؤتمر السنوي للمجمع العام الماضي وفي حضور زملائكم الخالدين المجمعيين، أقول لقد علت صيحة تطالب اليمن مهد العروبة (جنسا ولغة) بأن تبادر الى انشاء مجمع لغوي خاص بها يسهم مع أشقائه في المجامع اللغوية في ليبيا والأردن والمغرب وسوريا ومصر وغيرها من المجامع الأخرى في الأقطار العربية في حمل مسؤولية الحفاظ على العربية وتنميتها والنهوض بها، وهي مسؤولية لعلكم تتفقون معي على تعاظمها وأهميتها البالغة في عصر العولمة الذي يستهدف بين ما يستهدفه -تراث الأمة العربية ويستلب أعز مقدساتها: اللغة والدين ..والعهد بكم والأمل فيكم أيها الأستاذ الفاضل وأنتم من حماة العربية التي تقفون على ثغر من ثغورها، وتتحمل مع أشقائك المبدعين والمفكرين في القطر اليمني الغالي مسؤولية تاريخية لا مناص من تحملها، لثقتي البالغة في امكاناتكم الهائلة، وبصيرتكم النافذة ، واحساسكم المرهف بالموقف الراهن الذي تواجهه لغتنا العربية من التردي والموات على يدي بعض أبنائها قبل أعدائها بما يوقع الأمة العربية في مذلة وهوان، ولعلي أذكركم هنا بقول زميلكم الشاعر :
وأعرقُ خلقِ اللهِ في الذلِ أمةُ
تُضامُ، ومنها للذى ضَامَها ، جُنْدُ
> فهل يلقى النداء الذي وجهه المجمعيون في مؤتمرهم السنوي هذا العام ، استجابة كريمة لتحقيق هذه الأمنية ؟
> وهل تتفق هذه الدعوة مع مشاعركم الغيورة التي تعرفون بها دائماً ، للذود والحرص والعمل العلمي الدؤوب للحفاظ على لغتنا العربية وتميزها والنهوض بها ؟
> وهل يمكن أي الأخ الكريم ان تتبنوا عقد مؤتمر قومي في اليمن مهد العرب والعروبة لمناقشة قضايا العربية واقعاً ومآلا للخروج بتوجيهات جادة وخطوات ملتزمة تسهم في التصدي لهذه الموجة العاتية الهادفة للنيل من لغتنا العربية والتي نلاحظ ترديها على كافة المستويات؟
ولا أظنني بحاجة الى الاستطراد فيما يترتب على ذلك من آثار وأخطار وأضرار، تمس - فيما تمس - هويتنا وكياننا وتراثنا ومستقبلنا ..
لقد كنت أود أن تكون هذه الرسالة .. رسالة شوق وحب بعد السنوات العديدة التي مرت دون أن أحظى فيها بلقائكم في صنعاء التي أزاحمكم في حبها.. ولكني خرجت عن الموضوع العاطفي الشخصي وامتدت الرسالة إلى الدعوة للحفاظ على اللغة العربية الشريفة وهي في نظري من اهم الموضوعات التي تمتزج فيها عاطفة الحب بمشاعر القلق والأمل في لغتنا العربية التي يقول عنها طه حسين في مقدمة برنامج إذاعي يومي لي باذاعة الشرق الأوسط منذ ثلاثين عاماً بصفة منتظمة، «لغتنا العربية يسر لا عسر ونحن نملكها كما كان القدماء يملكونها» ،، ومن هنا تبدأ مسؤوليتنا جميعاً عن لغتنا ولا تنتهي ..
- اخشى أن أكون قد أطلت عليك لكنها نفثة قلبية خالصة لقلب يمني كبير يسعد الملايين دائماً بابداعه وعطائه الفكري ورؤيته الثاقبة واخلاصه لأمته إخلاصاً أشعر تماماً بأنه بغير حد أو مدى ..
وفقكم الله أيها العزيز ، لكل خير، ومتعكم بموفور الصحة والسعادة وراحة البال، مع تحيات أخوية خالصة المودة من أخيك فتحي الملا مستشار اعلامي وعضوية جمعية حماة اللغة العربية بالقاهرة، جذبته صنعاء للعودة ليتجدد الحب وتتواصل المودة..
والى اللقاء.. وكل عام هجري وميلادي (و) أنتم بخير..
(ملحوظة: بالواو (وأنتم) أو بغيرها (أنتم) فقد أجاز المجمع اللغوي ذلك)
.