الى الشاعر الأديب الأخ شربل بعيني
ليس الجنس فعلا لشخص فاعل وغالبا ما يكون الذكر وشخص مفعول به وغالبا مايكون/تكون الأنثى كما يظن البعض .
بل هو لقاء تتبادل فيه سحابتان العناق , فترتسم بلقائهما لوحة الحياة بريشة صاعقة عاطفية تضيء أفق الروح, وتشق ظلام العزلة التي فرضتها شريعة الكون بخلق أضداد تلون العالم باختلافات تتقارب لدرجة الثقة وتشابهات تتباعد لدرجة الشك.
وأحيانا تندمج ضفتا الجنس في نهره فيسيل شهدا بين وهاد العطاء ووديان نكران الذات, كأنه صوت تردد صداه بين جسدين أشعلاه التحاما وانفلاتا معا من قيود الأنا وأثقال طين الوحدة البشرية .
أو قد يتدحرج الجنس كنبع أشواق روحية تلهث خلف ألوان قوس قزح عواطف الانسان لتعيدها قطرة حب تكسرت عليها أشعة حقيقته.
والجنس الحقيقي أقرب الى الاسم منه الى الفعل, لأنه موجود في تجعدات نفس الانسان كما هو موجود في مسننات شهوة جسده . يسقط مع جدائل الخيال تارة خصلة شوق للقاء يد ترده الى سمائه شرارة, وتارة يطير مع جوانح الانطلاق الى الآخر فوق صهوة ريح تخض الأحلام في جرارها فيتهادى على درج الحنان في حفرة انهدام الذات الانسانية .
تجعل قدسية الجنس المعتمدة في أردن استمرار البشرية منه بركة للسائرين في دروبه الخضراء ولعنة للمارقين على كتبه كتلاميذ كسالى .
ففي طقوس الجنس تقدم قرابين محبة حقيقية ترقص على موسيقى حفيفها آلهة الماء والنار, بينما تقدم على مذابح طقوسها أحيانا أخرى ذبائح لذة عقيمة تنفر من رائحة دمها الملائكة وتنهض من سباتها أشباح آلهة التراب والظلام .
ينقل الانسان من خلال مطر الجسد على حقول الآخر همس غيوم الأنامل ورعيدها , فتمحي سيول الحنين حدود البساتين, وتلتقي كلمات ذاهلة العينين بجوع الزهور , وتكتب الأحاسيس عطر النهوض الى الأعلى فوق حجارة سيناء الروح , وعندما تزقزق العصافير فقط تفتح السماء أبوابها وينهمر صوت من فوق كحبال نور, يخلع باب الحرية بكفه ويدحرج الحجر فيصبح الجسدان كلمة واحدة نقية كثلج حرمون وصافية كعين الديك .
فاذا ما حرقت النار سبائك جسدين لتجعل منهما سنابل ذهب فانما تفعل ذلك لأن المحبة ترى في الشتاء حصادا وفي الجسد روحا . وأما من يحرق الجسد في سراديب، مقطوع عنها أوكسجين الحياة، فانما يحرق حطبا ولن يجني سوى أكياس الفحم .
كما أن أولئك الذين يمزقون بشهواتهم شراشف الحب، بتدنيس الجنس برسمه فوق جدران القبور, فانما يكفرون بالنعمة المعطاة لهم من الحياة بالبوح بعيدا عن الخطيئة .
الجنس أمواج روحين تتلاطم عبر مضيق الجسد، تتحكم فيها رياح الحب, وتحدها شطآن الوعي والارادة، بينما تغمرها سماء زرقاء تلقي بركتها ظلال نجوم تضحك فوق أسرة الاندماج زبدا يفيض لآلئ امحاء وصدف ذوبان .
بين اللذة والألم بهو مدور فحذارمن الدوران . وبين الفضيلة والخطيئة غشاء ضبابي والويل لمن يفض الغشاء.
**
أخي الشاعر شربلمرمريتا عروس الوادي ترفل بديباج الجمال وخز السحر ..أهلها بيادق فكر ومعرفة ..وطقسها وصفة لديمومة الشباب .وهي تقبل يديك وتتلهف لزيارتك في أقرب فرصة .
وأما أنا فلا أستحقك أن تدخل تحت سقف مقالاتي لتباركها ولكن كلمة واحدة منك توقظ ميت كلماتي الى الأبد ..
بحب يا أخي الحبيب
وكل عام وأنتم ونحن جيران ..
اياد
*****
أخي العزيز شربل بعيني
أشكرك على التحذير ..
ولكن ما كتبته كان قصة كاهن واحد فقط .. وللصدق فانه رجل صادق أدرك أن ” جبة الكهنوت ” فضفاضة عليه فاحترم نفسه وخالقها وترجل .. لكن ألقٍ نظرة على الرجل الآخر .. ألا تجد في ذلك نقطة مضيئة في أقبية الكهنة..؟ ألا يذكرك ذلك ببعض الذين آمنوا من الجيل الأول وذكرتهم الكتب؟ وهذي رسالتي للقارئ : انظر الى النصف الممتلئ من الكأس ..
شكرا مرة أخرى يا شربل وأتابع أخبارك باستمرار .. وردك الشعري كان لافتا ولا عجب..
ليس الجنس فعلا لشخص فاعل وغالبا ما يكون الذكر وشخص مفعول به وغالبا مايكون/تكون الأنثى كما يظن البعض .
بل هو لقاء تتبادل فيه سحابتان العناق , فترتسم بلقائهما لوحة الحياة بريشة صاعقة عاطفية تضيء أفق الروح, وتشق ظلام العزلة التي فرضتها شريعة الكون بخلق أضداد تلون العالم باختلافات تتقارب لدرجة الثقة وتشابهات تتباعد لدرجة الشك.
وأحيانا تندمج ضفتا الجنس في نهره فيسيل شهدا بين وهاد العطاء ووديان نكران الذات, كأنه صوت تردد صداه بين جسدين أشعلاه التحاما وانفلاتا معا من قيود الأنا وأثقال طين الوحدة البشرية .
أو قد يتدحرج الجنس كنبع أشواق روحية تلهث خلف ألوان قوس قزح عواطف الانسان لتعيدها قطرة حب تكسرت عليها أشعة حقيقته.
والجنس الحقيقي أقرب الى الاسم منه الى الفعل, لأنه موجود في تجعدات نفس الانسان كما هو موجود في مسننات شهوة جسده . يسقط مع جدائل الخيال تارة خصلة شوق للقاء يد ترده الى سمائه شرارة, وتارة يطير مع جوانح الانطلاق الى الآخر فوق صهوة ريح تخض الأحلام في جرارها فيتهادى على درج الحنان في حفرة انهدام الذات الانسانية .
تجعل قدسية الجنس المعتمدة في أردن استمرار البشرية منه بركة للسائرين في دروبه الخضراء ولعنة للمارقين على كتبه كتلاميذ كسالى .
ففي طقوس الجنس تقدم قرابين محبة حقيقية ترقص على موسيقى حفيفها آلهة الماء والنار, بينما تقدم على مذابح طقوسها أحيانا أخرى ذبائح لذة عقيمة تنفر من رائحة دمها الملائكة وتنهض من سباتها أشباح آلهة التراب والظلام .
ينقل الانسان من خلال مطر الجسد على حقول الآخر همس غيوم الأنامل ورعيدها , فتمحي سيول الحنين حدود البساتين, وتلتقي كلمات ذاهلة العينين بجوع الزهور , وتكتب الأحاسيس عطر النهوض الى الأعلى فوق حجارة سيناء الروح , وعندما تزقزق العصافير فقط تفتح السماء أبوابها وينهمر صوت من فوق كحبال نور, يخلع باب الحرية بكفه ويدحرج الحجر فيصبح الجسدان كلمة واحدة نقية كثلج حرمون وصافية كعين الديك .
فاذا ما حرقت النار سبائك جسدين لتجعل منهما سنابل ذهب فانما تفعل ذلك لأن المحبة ترى في الشتاء حصادا وفي الجسد روحا . وأما من يحرق الجسد في سراديب، مقطوع عنها أوكسجين الحياة، فانما يحرق حطبا ولن يجني سوى أكياس الفحم .
كما أن أولئك الذين يمزقون بشهواتهم شراشف الحب، بتدنيس الجنس برسمه فوق جدران القبور, فانما يكفرون بالنعمة المعطاة لهم من الحياة بالبوح بعيدا عن الخطيئة .
الجنس أمواج روحين تتلاطم عبر مضيق الجسد، تتحكم فيها رياح الحب, وتحدها شطآن الوعي والارادة، بينما تغمرها سماء زرقاء تلقي بركتها ظلال نجوم تضحك فوق أسرة الاندماج زبدا يفيض لآلئ امحاء وصدف ذوبان .
بين اللذة والألم بهو مدور فحذارمن الدوران . وبين الفضيلة والخطيئة غشاء ضبابي والويل لمن يفض الغشاء.
**
أخي الشاعر شربلمرمريتا عروس الوادي ترفل بديباج الجمال وخز السحر ..أهلها بيادق فكر ومعرفة ..وطقسها وصفة لديمومة الشباب .وهي تقبل يديك وتتلهف لزيارتك في أقرب فرصة .
وأما أنا فلا أستحقك أن تدخل تحت سقف مقالاتي لتباركها ولكن كلمة واحدة منك توقظ ميت كلماتي الى الأبد ..
بحب يا أخي الحبيب
وكل عام وأنتم ونحن جيران ..
اياد
*****
أخي العزيز شربل بعيني
أشكرك على التحذير ..
ولكن ما كتبته كان قصة كاهن واحد فقط .. وللصدق فانه رجل صادق أدرك أن ” جبة الكهنوت ” فضفاضة عليه فاحترم نفسه وخالقها وترجل .. لكن ألقٍ نظرة على الرجل الآخر .. ألا تجد في ذلك نقطة مضيئة في أقبية الكهنة..؟ ألا يذكرك ذلك ببعض الذين آمنوا من الجيل الأول وذكرتهم الكتب؟ وهذي رسالتي للقارئ : انظر الى النصف الممتلئ من الكأس ..
شكرا مرة أخرى يا شربل وأتابع أخبارك باستمرار .. وردك الشعري كان لافتا ولا عجب..