محمد أحمد مخلوف - عادة

يمارس عاداته اليومية كعادته ،
يستيقظ صباحا على صوت المنبّه ،
يغلقه بضغطة قويّة على الزرّ الأيسر ...
يقفز من الفراش كضفدع تحت التّشريح ،
يسرع إلى التواليت ، يمارس طقوسه اليومية ...
ينظر في المرآة و يكلّم نفسه بحكم العادة ،
يشرب قهوة مع قطعة صغيرة من الخبز المحروق ،
يطليها ببعض المعجون و قليلا من الزبدة الذائبة ،
يمسح يديه و فمه في منديل ورقي على الطاولة ...
و يخرج ....
يتشاءم من قطة سوداء أو كلب أجرب ،
تصيبه لعنة السباب ، فيسب نفسه الأمارة بالسوء ،
و يلعن وضع البلاد كما يفعل دائما ...
أول حاوية تعترضه يلقي فيها قمامة أفعاله الماضية ...
و يواصل السير ...
يعطي محتاجا ثمن خبزة لا تغني من جوع ،
و يخبر الالاه مفتخرا بذلك ، و يذكّر نفسه بحسناته ،
لا شيء في الأفق ، لا قوس قزح و لا شقائق النعمان تنبت
في طريقه ، فطريقه مسدود كما قال له العراف آخر مرة ....
يعمل و يعمل ككلّ أيامه التي مضت ...
يعود آخر النهار يجرّ خيباته ، يغسل رجليه المهترئة ،
يتدثّر جيدا و ينام كعادته وهو حزين ...
يعاند ككلّ يوم تلك الأشياء التي تقتله ،
هو لم يعرفها ، و حين سأل عنها ، قيل له :
انه مفرد في صيغة الجمع اسمه الروتين !
م أ مخلوف ( تونس ).

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى