سعد عبد الرحمن - فائدة لغوية..

في اللغة أن اليقين هو الاعتقاد الجازم أما الظن فهو الاعتقاد غير الجازم .
ولكن جاءت مادة ظن في القرآن بمعان عدة، فقد جاءت بمعنى اليقين ومن الأمثلة على ذلك قوله تعالى: الذين يظنون (أي يتيقنون) أنهم ملاقو ربهم "البقرة 46"، وقوله: إني ظننت (أي تيقنت) أني ملاق حسابيه "الحاقة 20"، كما جاءت بمعنى الاعتقاد الراجح وهو في المرتبة الثانية بعد اليقين ومن الأمثلة على ذلك قوله تعالى: إن ظنا (أي اعتقدا اعتقادا راجحا) أن يقيما حدود الله "البقرة 230 "، وقوله تعالى: وقال الذي ظن (أي اعتقد اعتقادا راجحا) أنه ناج منهما " يوسف 42 ".
كما جاءت بمعنى الحسبان وهو اعتقاد أدنى درجة من الاعتقاد الراجح ومن الأمثلة على ذلك قوله تعالى: ظنوا (أي حسبوا) أنهم مانعتهم حصونهم " الحشر 2 "، وقوله: ظن أهلها (أي حسبوا) أنهم قادرون عليها "يونس 24 ".
كما جاءت مادة ظن بمعنى الاعتقاد الخاطئ ومن الأمثلة على ذلك قوله تعالى: وأنهم ظنوا كما ظننتم (أي اعتقدوا خطأ) أن لن يبعث الله أحدا "الجن 7"، وقوله: يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن؛ إن بعض الظن (أي الاعتقاد الخاطئ) إثم "الحجرات 12".
وجاءت مادة الظن بمعنى الشك والشك هو ما يستوي فيه الطرفان فلا راجح ولا مرجوح ومن الأمثلة على ذلك قوله تعالى: وإن هم إلا يظنون (أي يشكون) "البقرة 78"، و قوله تعالى: إن نظن إلا ظنا (أي نشك شكا) وما نحن بمستيقنين "الجاثية 32" .
وجاءت مادة الظن بمعنى الوهم (وهو الخطأ في تصور حقيقة الشيء) ومن الأمثلة على ذلك قوله تعالى: إن يتبعون إلا الظن (أي الوهم) وما تهوى الأنفس "النجم 23"، وقوله تعالى: إن الظن (أي الوهم) لا يغني من الحق شيئا "يونس 36 ".
وقد جاءت أخيرا مادة الظن في القرآن بمعنى التهمة ومن الأمثلة على ذلك قوله تعالى: الظانين بالله ظن (أي تهمة) السوء "الفتح 6".
وقد يعني الظن التخمين الصائب أو الفراسة والفراسة قدرة يتمتع بها بعض الناس دون غيرهم و تدخل في نطاق القدرات الخاصة أو ما يطلق عليه اسم (الحاسة السادسة) ويوصف من لديه القدرة على التخمين الصائب أو الفراسة بالذكي أو الألمعي وقد أشار إلى ذلك الشاعر الجاهلي أوس بن حجر حين قال:
الألمعي الذي يظن بك الظن كأن رأى وقد سمعا
وأشار شاعر آخر إلى ذلك بقوله :
ذكي يرى ما في الضمير بظنه .. كأن له عينا على غامض السر

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى