شهقتْ في صمت حين أحست أنه وراءها،لم تلتفت،بدأت في الركض،ساعدها نحولُها،و ضاعفت من سرعتها..هو أيضا نحيل،و حدَث،و رياضي،بل و أسرع منها،لكنه ،من خلفها،يذكي طقساً سينمائياً عن مطاردة الضحية دون أن يتخطاها،أو يمسك بها ،يحب أن يُطارِد،بينما الضحية تركض خائفة منه.هذا أربه أبداً،أزلاً.
كانت لا تزال تعدو حين رفعت ناظريْها لاهثة،بدت لها الطريق طويلة،طويلة،بدأ النفَس يضيق،والقدم تتنمل تحت الإسفلت،والقلب يضاعف من دقاته، كلما سمعت شهيقه من ورائها ..لا تلتفت، تحرص ألاّ تفعل، لو تدور،قد تكون حركتها قاصمة. هي تدرك ذلك ،تخذ الخطى واثقة،تعرج على زقاق تعرف تلاوينه جيداً،هناك،في آخره، كانت أمها رابضة في وهمها المتحرك،منتظرة كملاك... تلقفتها كلقمة لحضنها الجائع،ضمتها إلى صدرها بقوة،و المُطارِد، بدون ملامح، ظل وقتاً يتأمل الأم وصغيرتها؛وجهان متحديان ،لا يبكيان ، بدا هلامياً في وقفته،وبشعاً حتى وهو بدون شكل،صرخت الأم في "وجهه":
- لماذا تتعقب "حياة "؟! ( لم تقل ابنتي).
الصغيرة، تنتفض،تنسل من بين أحضان المرأة،تدور بمقاس،ولأول مرة تلتفت؛لا الأم كانت،ولا المُطارد.
ولم يكنِ اسمها "حياة" أبداً.
كانت لا تزال تعدو حين رفعت ناظريْها لاهثة،بدت لها الطريق طويلة،طويلة،بدأ النفَس يضيق،والقدم تتنمل تحت الإسفلت،والقلب يضاعف من دقاته، كلما سمعت شهيقه من ورائها ..لا تلتفت، تحرص ألاّ تفعل، لو تدور،قد تكون حركتها قاصمة. هي تدرك ذلك ،تخذ الخطى واثقة،تعرج على زقاق تعرف تلاوينه جيداً،هناك،في آخره، كانت أمها رابضة في وهمها المتحرك،منتظرة كملاك... تلقفتها كلقمة لحضنها الجائع،ضمتها إلى صدرها بقوة،و المُطارِد، بدون ملامح، ظل وقتاً يتأمل الأم وصغيرتها؛وجهان متحديان ،لا يبكيان ، بدا هلامياً في وقفته،وبشعاً حتى وهو بدون شكل،صرخت الأم في "وجهه":
- لماذا تتعقب "حياة "؟! ( لم تقل ابنتي).
الصغيرة، تنتفض،تنسل من بين أحضان المرأة،تدور بمقاس،ولأول مرة تلتفت؛لا الأم كانت،ولا المُطارد.
ولم يكنِ اسمها "حياة" أبداً.