وليد حسين - أيّها المُمتدُّ..

آنَ لي أنْ أستقلّ بفكرٍ
شفّهُ الوجدُ بسِبرِ المُحَالِ

وارتضاني مَنْ لقلبٍ صبورٍ ..؟
في عزوفٍ موجعٍ وضلالِ

هاجَ بي .. حيث انتظارُكَ شوطٌ
يرتجي وعداً بحجم السؤالِ

والصدى يرتدُّ ..
كيف رزئنا !
بابتعادٍ موحشٍ وسجالِ

أين تمضي ..؟ يا سليلَ جباهٍ
موجفاتٍ من عظيم الزوالِ

كم حَلِمنا بالخلاص وإنّي
ناحلٌ شاقهُ عِلمُ الرجالِ

والمواعيدُ التي تتلاشى
لم تنلْ من موجعات الليالي

هل خلقنا لمكائدِ وهمٍ
تمنعُ الأرضَ بهاءَ الجلالِ

ما توانى حينَ أقسم سِرّاً
بحياةٍ ..لو سلا غيرَ سالِ

منتهى الفكرِ إذا ما تعنّى
يتخطّى ماجرى في انتقالِ

كُلّما .. أمعنَ رؤيةَ ظلمٍ
قد رَنا في مردياتٍ ثقالِ

أيّها الممتدُّ خلفَ غيابٍ
والنوى سِفرٌ دعا لاعتلالِ

هل تراني ..؟ من بقايا عظاتٍ
تتلظّى بدليلٍ رسالي

أعبدُ اللهَ بغيرِ امتعاضٍ
ممسكاً عمّا مضى باعتدالِ

والنُبوّاتُ نَعَم .. والمزايا
حاضراتٌ في صميمِ ابتهالِ

كم أتاحَتْ لي سماؤكَ وجهاً
باسطاً في الدينِ كفَّ احتمالِ

لم أنمْ .. حيثُ التطهّرُ دربٌ
ينحني جسراً لبعدٍ جمالِ

إن رأى دون الولوجِ طريقا
مبهماً حيث الورى في جدالِ

وتناهتْ لي تباريحُ خطبٍ
كاد يرديك بوعظِ ارتجالي

يغتدي في سارحاتٍ توارتْ
حاملاً من مورقاتِ العوالي

وتغنّى لجمالٍ تفرّى
في عيونٍ مرهفاتٍ غوالِ

هل لنا أنْ نستقيمَ بعقلٍ ..؟
والهوى قد شقَّ صفوَ الأوالِ

فالمنى تبتزُّ مهجةَ عبدٍ
وتعيد السهمَ دون النصالِ

ما لنا غيرُ المفازةِ وهجاً
في ارتقاءٍ موغلٍ للوصالِ

ليتني أجهدتُ بعض وضوحٍ
كاشفاً عن نيّتي وارتحالي

فانعدامُ العقلِ لحظةُ رخوٍ
وضمورٍ لم تغبْ عن خيالي

وقيامُ الليلِ أندى بقلبٍ
يتجلّى عند سهلِ المنالِ

فالوجودُ المستتبُّ تماهى
في مسيرٍ غارقٍ بالمثالِ

في بلوغِ العقلِ ..
إنّي فخورٌ
أحتمي بالفكرِ منذُ انتهالِ

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى