جبّار ونّاس - إنْ تَمُتْ إبتسمْ / وإنْ لم تَمُتْ فإبتسمْ

إلى / سعدي يوسف


جبّار ونّاس
الأيامُ المارقاتُ وقد مرَرْنَ على سماء مدُنِكَ
وأنتَ قلتَ بذبولِ أبناءِ هذا الوطن المقبل
وأنتَ - والأيامُ والسنواتُ تشهدُ - قد راهنتَ على قدرةِ الموهبةِ لأنْ تنزلَ راهيةً عند ساعات الإحتكام لمقدراتِ ما تبزغُ به بواطنُ تلك الموهبة عند مساحاتٍ مفتوحةٍ للمقارعة الناصعة
وأنتَ صُلتَ وجُلْتَ في منافي الله بعيداً ورحتَ تستعيرُ وبمفارقةٍ مُحزنَةٍ بعضاً من سيماء الكنغرِ
وعندي فلكم أحزنني ما تؤولُ إليه أحوالُ من يمتهنون الفكرَ والثقافةَ والإبداعَ وكيف تتنصلُ منهم أوطانُهم حين ترمسُ تلك الاوطانُ خاويةً بين أضلاف الديكتاتورية والتعنت والمصير المظلم
وبعد - يا سيدي -
هذا الوطن خزّانُ أحزانٍ
والناسُ فيه لم تتهجَ من إشاراتِ الريحِ غيرَ حفيفٍ كسير
هذا الوطنُ - يا إبن يوسف - سفينةٌ أكلتْ من أضلاعِها موبقاتٌ مارقاتٌ
وما تزالُ تتختلُ برداء الأزمنةِ الغابرة
هذا الوطنُ - يا إبن أُمِكَ الطيبة - صارَ يتمادى بتقشيرِ آلامِه عند مفترقِ الأيام وحتى في عيون الدرابين
حيثُ هي درابينُ ما تزالُ تتحسرُ على بهجاتٍ عافتها أحضانُ الشوارع
هذا الوطن - يامَنْ تسربتْ أحلامُه بين تلافيفِ الوحشة - راحَ يتبخترُ كمن أكلَ من ماعون الهذيان فتناثرتْ أحشاؤه عند مجاهلَ معتمة
هذا الوطنُ - يا صنوَ المحدقين في الطرقات بنهمٍ بارع - صار يُجيدُ رقصةَ التقعرَ على إيقاعِ الغفلةِ
وراحتْ أقدامُ الراقصين تتمادى غيرَ عابئةٍ بمسالك النحاس
فصارتْ مخالبُ النحاس تنده على ما تهمسُ به تلك الأقدام من إيقاعٍ يتوشى بدالية الصفير
وبعد - يا سيدي -
فمقاماتُ الموتِ والبقاءِ ليس بوسعها لأنْ تنالَ من نصاعةِ السياق
حين يُصارُ إلى إختزالاتِ التجربة إذ هي ترتقي وإنْ تتهدلَ بعضٌ من أطرافها
فهي تسمو
ََََََ تتجذرُ
تعلو
فوق كلِّ مطافاتِ
الهمومِ والويلاتِ والثبور
وبعدُ
يا رقيق النده على سالم المرزوق
ويانافشَ أسرار الأخضر بن يوسف
ويا من جلسْتَ تحتَ أكتاف فائق حسن لتدلو ببعضٍ
من مدارات الشيوعي الأخير
وبعد
فلك يا أيُّها الصائتُ
لأنْ تأخذَ من هواء الحياة
فلقد صُلْتَ
ولك أنْ
تَكشَ مما عَلِقَ من مآلاتِ القول
ولك أنْ
تبتسمَ

.............
جبّار ونّاس / العراق / الناصرية/ جنوب الألم




تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى