أمل الكردفاني - المأمن..

أعصر من القميص دمي
لتشربه طيور الليل
حزناً ضاحك القسمات
مكتفياً بميلادي
...
تلك قصيدة شديدة العروبة، ولذلك دعنا نمنحها بعض الاغتراب، ننزعها من حضن مأمنها الثقافي..
ذلك المأمن الثقافي الذي يجعل الفقراء يبقون في بالوعاتهم. وهو الذي يُزهقون به أرواحهم في صراع حول ملكية تلك البالوعات..
....
الأرض رمادية والسماء..
الموت في الطرقات معجزة
وضحكات النَّبِيَّة..
تحت معطفها أغاني..
وخمارها كلْس الجبال..
تمرق الأشجار
من قلب بحيرة خرساء
يهدهد موجها سحر شتائي كئيب..
وعلى لسان الحب
انغرس الصليب
....

ليست سوى رحلة طويلة، طويلة، وعلى ذيلها فم بأنياب، يأكل كل لحظة تمضي، رحلة لا نلتفت فيها إلى الخلف. لأنه لا شيء لنلتفت إليه.
نحن الماضون قُدُمَاً..
قُدُماً لكي نحتفي بالتبدد..
...
وليس أمام حاكم أن يبذل جهداً...فجهده عبث..
.....
دجاجات الحظائر..لا تألف أحداً..إنها لم تملك أبداً مأمناً ثقافياً..إنها كائنات مقدسة لم تنل حظها من العبادة...
....
كل شيء يتداعى فهو بناء..، وأما كل شيء يرتفع فهدم..كل شيء يتداعى يحكي قصة..يحكي موتاً وحزناً..وكل ما يرتفع يحكي خداعاً وزيفاً..وكل بناء يتضمن هدماً حتى لامتلاء الفراغ..إنه عقارب الساعة التي تسمم كل شيء من حولنا..وتقتله..
....

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى