اخي خليفة..
* وإليك أيضاً حزمة أكبر من السلام.. وعربة مليئة بالحب، وملاكاً مهذباً يقودها عبر خمسة آلاف ميل دون أن يعطي شيئاً منها لأبناء الآخرين، ومن أجلي أنا كفّ أنت عن الموت.. ولا تكن متألماً هكذا! فأنت يا أخي ولد كبير.. ولد يملك أكثر من الآخرين، ولديه الشمس وأفريقيا والمطر وفيروز.. ولديه القوة أيضاً.. بل ليس ثمة شيء أنت لا تملكه.. ولكن الموت القاسي.. الموت العاري هكذا بقسوة سوف يجعلك تموت وتصبح مثلي ضبعاً مرعباً في قرية ثلجية وتفقد قلبك.. وقد حدث هذا لي.. حدث بعنف في يوم ما.. فلا تتركه يحدث معك.. من أجلي أنا، أقفز فوقه.. وانتقم لي منه فقد قتلني تماماً وأثبت أنت يا أخي.. فإن لديك كل ما تحتاجه لكي تثبت.. قل له: أنت مر.. ومؤلم وغير نظيف.
أخي.. يا صديقي..
كف عن الموت.. لا تعد تلتمس الضياع أبداً.. فقد رأيتك تبدأ ذلك قبل أن أرحل.. وقد حزنت من أجلك كثيراً.. وأردت أن أبكي لأن الطريق أعرفه.. أعرف عمقه وخشونته.. وكل ما فيه من جنون حقيقي مدمر.. وأعرف أنه مقفول تماماً.. وقد سرت فيه كل أيامي، ومزقت قلبي على أحجاره الخشنة.. وبكيت.. وسكرت.. وضعت.. ثم عدت منه بلا حقائب.. عدت منه بلا شيء على الإطلاق.. فماذا تريد منه أنت؟
من أجلي أنا.. كف عن الموت، لا تترك المخالب العاهرة تمسكك مثلي.. ولا تقل إنك تحب أن تمر بالتجربة فليس ثمة تجربة هنا.. ليس ثمة شيء سوى بضع ذكريات مخجلة.. وبضع لعنات من ابناء العاهرة الجامدين.. وأنت ولد كبير ولكنك لا تستحق أن تلعن.. لا تستحق إلا أن تعيش الحياة نفسها.. وكان ذلك ما يجب أن أفعله أنا أيضاً.. ولكنني فشلت بحمق.. وتفاهة.. إن ذلك يحدث حقيقة يا أخي.. يحدث بنفسه.. وفي خفة مطلقة.. وفجأة تجد أنك لم تعد تملك شيئاً.. أصبحت معدماً مثل الآخرين.. وأصبحت كلماتك جامدة مميتة مثل الضباع وصرت أنت ضبعاً حقيقياً.
وعندما حدث هذا معي، عندما قتلني الحزن، أحسست بفخر لا مبرر له.. وأحسست بالقوة وطفقت أحلق مع ذكرياتي المخجلة، وفجأة وجدتني أبكي بحرارة، وأهزم. لقد رأيت كلماتي تتجمد وتموت ورأيت نفسي أفقد كنوزي كلها، وأصبح ابن عاهرة معدماً في بلد يبعد خمسة آلاف ميل.
.
* وإليك أيضاً حزمة أكبر من السلام.. وعربة مليئة بالحب، وملاكاً مهذباً يقودها عبر خمسة آلاف ميل دون أن يعطي شيئاً منها لأبناء الآخرين، ومن أجلي أنا كفّ أنت عن الموت.. ولا تكن متألماً هكذا! فأنت يا أخي ولد كبير.. ولد يملك أكثر من الآخرين، ولديه الشمس وأفريقيا والمطر وفيروز.. ولديه القوة أيضاً.. بل ليس ثمة شيء أنت لا تملكه.. ولكن الموت القاسي.. الموت العاري هكذا بقسوة سوف يجعلك تموت وتصبح مثلي ضبعاً مرعباً في قرية ثلجية وتفقد قلبك.. وقد حدث هذا لي.. حدث بعنف في يوم ما.. فلا تتركه يحدث معك.. من أجلي أنا، أقفز فوقه.. وانتقم لي منه فقد قتلني تماماً وأثبت أنت يا أخي.. فإن لديك كل ما تحتاجه لكي تثبت.. قل له: أنت مر.. ومؤلم وغير نظيف.
أخي.. يا صديقي..
كف عن الموت.. لا تعد تلتمس الضياع أبداً.. فقد رأيتك تبدأ ذلك قبل أن أرحل.. وقد حزنت من أجلك كثيراً.. وأردت أن أبكي لأن الطريق أعرفه.. أعرف عمقه وخشونته.. وكل ما فيه من جنون حقيقي مدمر.. وأعرف أنه مقفول تماماً.. وقد سرت فيه كل أيامي، ومزقت قلبي على أحجاره الخشنة.. وبكيت.. وسكرت.. وضعت.. ثم عدت منه بلا حقائب.. عدت منه بلا شيء على الإطلاق.. فماذا تريد منه أنت؟
من أجلي أنا.. كف عن الموت، لا تترك المخالب العاهرة تمسكك مثلي.. ولا تقل إنك تحب أن تمر بالتجربة فليس ثمة تجربة هنا.. ليس ثمة شيء سوى بضع ذكريات مخجلة.. وبضع لعنات من ابناء العاهرة الجامدين.. وأنت ولد كبير ولكنك لا تستحق أن تلعن.. لا تستحق إلا أن تعيش الحياة نفسها.. وكان ذلك ما يجب أن أفعله أنا أيضاً.. ولكنني فشلت بحمق.. وتفاهة.. إن ذلك يحدث حقيقة يا أخي.. يحدث بنفسه.. وفي خفة مطلقة.. وفجأة تجد أنك لم تعد تملك شيئاً.. أصبحت معدماً مثل الآخرين.. وأصبحت كلماتك جامدة مميتة مثل الضباع وصرت أنت ضبعاً حقيقياً.
وعندما حدث هذا معي، عندما قتلني الحزن، أحسست بفخر لا مبرر له.. وأحسست بالقوة وطفقت أحلق مع ذكرياتي المخجلة، وفجأة وجدتني أبكي بحرارة، وأهزم. لقد رأيت كلماتي تتجمد وتموت ورأيت نفسي أفقد كنوزي كلها، وأصبح ابن عاهرة معدماً في بلد يبعد خمسة آلاف ميل.
.