عبدالله البقالي - الولي الصالح "سيدي منصور" ابن العدم

في أحد أحياء غفساي (ارشادة) المتقاطعة في الفقر و الجهل و سيادة الطقوس المتوارثة مع باقي الاحياء الاخرى، شق " سيدي منصور" طريقه إلى الحياة دون ان يرتبط بأب أو أم . و دون ان يكون معنيا بتاريخ شخصي او عام. لكنه سلك الى الحياة طريقا فضيا ليفتح بوابة انتهت به إلى حلم سيدة كانت غارقة في النوم. و بالتأثير المخيف الذي يحدثه حديث الإرواح الى الأحياء، استيقظت السيدة مذعورة مرتعشة. و على الفور استدعت كل نساء الحي و قصت عليهم الحلم و رسالة الولي الصالح " سيدي منصور" الذي حدد لها مكان تواجده و أمرها أن تكون خادمة لضريحه. و متصرفة فيما سيقدمه الناس من قرابين و هدايا.
حديث السيدة عن سيدي منصور كان بالغ التاثير على النسوة اللواتي سارعن للحصول على بركات الولي، و متسابقات لينلن حظوة لديه مع رجائهن في تحقيق امنياتهن. و من اجل ذلك فقد عملن كل ما في وسعهن من اجل عزل المكان تحت توجيه " مقدمة الضريح" التي بدا عليها انها قد ارتفعت عن مقام باقي السيدات خصوصا انها من صارت تنقل الرسائل من و الى الولي الصالح. و ربما كانت النسوة يحسدنها على ما تناله من بركات، وهو امر لم يكن يحتاج الى تفسير خصوصا و قد بدا عليها تحسن في كل ما هو له علاقة بها.
صار الضريح المتواضع لسيدي منصور محجا لكل النسوة من الحي و من خارجه. و نحرت في ساحته الكثير من الذبائح الكبيرة و الصغيرة. و قدمت لل" المقدمة" هبات بادية و أخرى مستورة. لكن ومثلما ظهر، بدا على سيدي منصور الاحساس بالرتابة. و ان مقدمته لم تجتهد كثيرا في تطوير احواله و المضي بقصته الى اطوار متجددة. و لذلك بدأت جموع حجاجه تقل يوما بعد يوم إلى ان نسيت حكايته بسرعة تماما كوقائع الحلم الذي انبعث منه.
  • Like
التفاعلات: عامر البري

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى