الأخ الحبيب الدكتور عبد العزيز شادي حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
بدأت كتابة رسالتي إليك قبل عدة أشهر وكنت أود أن تكون بخط اليد لولا أنني أصبحت من الكسولين جداً ، وإن كنت أعتقد أنني أنشط من كثير غيري في هذا العالم. المهم كتبت عدة صفحات ثم توقفت. وهاأنا أكتبها لك على هذا الجهاز الجديد الذي وصلني بالأمس وكتبت عليه رسالة إلى أخ مصري شاعر من بني سويف (واحد صعيدي وصلحه) ولكنه شاعر رقيق كان يعمل في المدينة المنورة في متجر لبيع المواد الغذائية بالجملة.
رسالتك مليئة بالمديح الذي استحق أقله وأكثره تشجيع ومحبة منك، وقديماً قيل "وعين الرضا عن كل عيب كليلة.." وهي رسالتك الثانية لي وأنت تبذل جهداً حقيقياً في الكتابة ، وإليك أولاً نشرة الأخبار ثم أجيب عن الأسئلة التي أثرتها في رسالتك:
أولاً: أصبحت كاتباً يومياً في صحيفة المدينة المنورة وأصبح عنوان زاويتي (الكلمة) وبدأت الزاوية اليومية في 7ربيع الأول 1419( أول يوليو 1998) يعني أنني اليوم أكون قد نشرت مائة وإحدى عشرة مقالة. وفي هذه الزاوية أتناول قضايا مختلفة وإن كنت أركز على تخصصي في الاستشراق ومتابعة الفكر الغربي الوافد.
ثانياً: دعيت في الصيف( بناء على مطالبتي لهم بالدعوة) لإلقاء محاضرة في نادي الباحة الأدبي – والباحة هي إحدى المدن في جبال عسير، وهي مدينة صغيرة نسبياً- وكان عنوان المحاضرة هو (هل انتهى الاستشراق حقاً ؟) أما المحاضرات الأخرى التي قدمتها العام الماضي فهي:
1- الاستشراق والأدب العربي الحديث.
2- الاستشراق والمرأة المسلمة
3- مؤتمرات الغربيين حول العالم الإسلامي والمسلمين.
وهذه الموضوعات تستحق أن يتم تطويرها لتصبح كتباً مستقلة، ولكن أين الوقت ولذلك فإنني سأجمعها أولاً في كتاب واحد ثم أبحث عن الوقت لأطوّر ما يسمح به الوقت أو الإمكانات.
أما بالنسبة للمحاضرة التي بعثت إليكم بنسخة منها ، فإنني سمعت وقرأت أن المسلمين تأخروا في تطوير فكرهم السياسي وتحويله من النظرية إلى التطبيق. ولكن أحاول أن أفكر في المسألة فلا أنكر على أصحاب هذه الفكرة ولكنني أجد أن المسألة ليست فقط في تحويل النظرية إلى خطوات عملية للتطبيق بقدر ما هي تربية إيمانية على أن يعرف الفرد المسلم أنه الله هو خالقه وهو رازقه وأن كلمة الحق لا تقرّب الأجل المحتوم وأن السكوت على كلمة الحق أو الجبن لا يزيد في العمرة ثانية واحدة. وانظر إلى التربية النبوية في الحديث الشريف أنه ما من نفس تموت حتى تكون قد استوفت أجلها ورزقها.
إن لدينا تراث عظيم في العلاقة بين الحاكم والمحكوم وإنني أود أن أقرأ أكثر عن نظرية مالك بن نبي رحمه الله أو النظرية التي تتناول المسافة بين الحاكم والمحكوم. فقد قرأت له –فيما أذكر- أن المسافة بين الحاكم والمحكوم كانت قصيرة ولكنا أصبحت أكبر مع مرور الزمن.
مشروع موسوعة المستشرقين سأقدمه لمركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية وبخاصة أن أمين المركز قد أصبح شخصاً أعرفه وأعرف انفتاحه للأفكار الجديدة وأتوقع أن يقدم الدعم المناسب للمشروع وربما تتولى المؤسسة تمويل المشروع. المهم سأكتب إليه حال أنتهي من كتابة رسالتي إليك.
كتبت مقالة في مجلة (أهلاً وسهلاً) التي توزع في رحلات الخطوط السعودية بعنوان (ماذا تعرف عن الاستشراق؟) وإنني معجب بالمقالة (ليس غروراً) وذلك لأن المقالة جمعت حشداً من المعلومات في حيز قصير وكانت بعيدة عن التعصب والحقد على الاستشراق بالإضافة إلى أنها مكتوبة بأسلوب سهل لا أعرفه عن نفسي. المهم قرأها عدد كبير من المسافرين . ولذلك وجدت تشجيعاً لكتابة مقالة جديدة بعنوان ( متى ينشأ علم الاستغراب؟)
أطلت عليك ولكن اسمح لي أن أطلب أن تكتب لي فإنها والله من الرسائل التي أجد فيها متعة كبيرة فأنت كما قلت تبذل جهداً مباركاً في الكتابة وهناك فوائد كثيرة في رسائلك وأرجو أن يقوم أبنائي بنشرها في يوم من الأيام.وأرجو أن أضع خطة لنشر هذه الكتابات قبل وفاتي وبخاصة أن لدي أرشيف متميز من الرسائل والمكاتبات.
18رجب 1419هـ.
7نوفمبر 1998م. مازن مطبقاني
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
بدأت كتابة رسالتي إليك قبل عدة أشهر وكنت أود أن تكون بخط اليد لولا أنني أصبحت من الكسولين جداً ، وإن كنت أعتقد أنني أنشط من كثير غيري في هذا العالم. المهم كتبت عدة صفحات ثم توقفت. وهاأنا أكتبها لك على هذا الجهاز الجديد الذي وصلني بالأمس وكتبت عليه رسالة إلى أخ مصري شاعر من بني سويف (واحد صعيدي وصلحه) ولكنه شاعر رقيق كان يعمل في المدينة المنورة في متجر لبيع المواد الغذائية بالجملة.
رسالتك مليئة بالمديح الذي استحق أقله وأكثره تشجيع ومحبة منك، وقديماً قيل "وعين الرضا عن كل عيب كليلة.." وهي رسالتك الثانية لي وأنت تبذل جهداً حقيقياً في الكتابة ، وإليك أولاً نشرة الأخبار ثم أجيب عن الأسئلة التي أثرتها في رسالتك:
أولاً: أصبحت كاتباً يومياً في صحيفة المدينة المنورة وأصبح عنوان زاويتي (الكلمة) وبدأت الزاوية اليومية في 7ربيع الأول 1419( أول يوليو 1998) يعني أنني اليوم أكون قد نشرت مائة وإحدى عشرة مقالة. وفي هذه الزاوية أتناول قضايا مختلفة وإن كنت أركز على تخصصي في الاستشراق ومتابعة الفكر الغربي الوافد.
ثانياً: دعيت في الصيف( بناء على مطالبتي لهم بالدعوة) لإلقاء محاضرة في نادي الباحة الأدبي – والباحة هي إحدى المدن في جبال عسير، وهي مدينة صغيرة نسبياً- وكان عنوان المحاضرة هو (هل انتهى الاستشراق حقاً ؟) أما المحاضرات الأخرى التي قدمتها العام الماضي فهي:
1- الاستشراق والأدب العربي الحديث.
2- الاستشراق والمرأة المسلمة
3- مؤتمرات الغربيين حول العالم الإسلامي والمسلمين.
وهذه الموضوعات تستحق أن يتم تطويرها لتصبح كتباً مستقلة، ولكن أين الوقت ولذلك فإنني سأجمعها أولاً في كتاب واحد ثم أبحث عن الوقت لأطوّر ما يسمح به الوقت أو الإمكانات.
أما بالنسبة للمحاضرة التي بعثت إليكم بنسخة منها ، فإنني سمعت وقرأت أن المسلمين تأخروا في تطوير فكرهم السياسي وتحويله من النظرية إلى التطبيق. ولكن أحاول أن أفكر في المسألة فلا أنكر على أصحاب هذه الفكرة ولكنني أجد أن المسألة ليست فقط في تحويل النظرية إلى خطوات عملية للتطبيق بقدر ما هي تربية إيمانية على أن يعرف الفرد المسلم أنه الله هو خالقه وهو رازقه وأن كلمة الحق لا تقرّب الأجل المحتوم وأن السكوت على كلمة الحق أو الجبن لا يزيد في العمرة ثانية واحدة. وانظر إلى التربية النبوية في الحديث الشريف أنه ما من نفس تموت حتى تكون قد استوفت أجلها ورزقها.
إن لدينا تراث عظيم في العلاقة بين الحاكم والمحكوم وإنني أود أن أقرأ أكثر عن نظرية مالك بن نبي رحمه الله أو النظرية التي تتناول المسافة بين الحاكم والمحكوم. فقد قرأت له –فيما أذكر- أن المسافة بين الحاكم والمحكوم كانت قصيرة ولكنا أصبحت أكبر مع مرور الزمن.
مشروع موسوعة المستشرقين سأقدمه لمركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية وبخاصة أن أمين المركز قد أصبح شخصاً أعرفه وأعرف انفتاحه للأفكار الجديدة وأتوقع أن يقدم الدعم المناسب للمشروع وربما تتولى المؤسسة تمويل المشروع. المهم سأكتب إليه حال أنتهي من كتابة رسالتي إليك.
كتبت مقالة في مجلة (أهلاً وسهلاً) التي توزع في رحلات الخطوط السعودية بعنوان (ماذا تعرف عن الاستشراق؟) وإنني معجب بالمقالة (ليس غروراً) وذلك لأن المقالة جمعت حشداً من المعلومات في حيز قصير وكانت بعيدة عن التعصب والحقد على الاستشراق بالإضافة إلى أنها مكتوبة بأسلوب سهل لا أعرفه عن نفسي. المهم قرأها عدد كبير من المسافرين . ولذلك وجدت تشجيعاً لكتابة مقالة جديدة بعنوان ( متى ينشأ علم الاستغراب؟)
أطلت عليك ولكن اسمح لي أن أطلب أن تكتب لي فإنها والله من الرسائل التي أجد فيها متعة كبيرة فأنت كما قلت تبذل جهداً مباركاً في الكتابة وهناك فوائد كثيرة في رسائلك وأرجو أن يقوم أبنائي بنشرها في يوم من الأيام.وأرجو أن أضع خطة لنشر هذه الكتابات قبل وفاتي وبخاصة أن لدي أرشيف متميز من الرسائل والمكاتبات.
18رجب 1419هـ.
7نوفمبر 1998م. مازن مطبقاني