18 يناير 2014م
السيد وزير الداخلية الموقر،
تحية طيبة
نكتب لسيادتكم، مشفقين، وليس في أيدينا غير أن نكتب لكم، عن أوضاع جدت على الشاعر السوداني البليغ محمد مفتاح الفيتوري؛ فقد هده فرط الداء في بلده الآخر المغرب الذي أحسن إليه بزوج رؤوم، وغض الطرف عن أوضاعه المهاجرية غير الموفقة بإنسانية عذبة. ما يشغلنا هو الرغبة التي أبداها مراراً في أن يعود لوطنه السودان. وقد طمأنتنا دوائر حكومية كثيرة بأنها متحمسة لتلبية هذه الرغبة، وإطفاء شوق يكابده للوطن. وفي الأنباء أن السفارة السودانية في الرباط زارته لاستخراج جواز سفره، كما عبر وزير الثقافة عن استعداد الدولة لاستضافته. وظللنا نترقب هذه العودة بترتيب حكومي منتظر ومشكور. لكن بلا طائل، فقد طال الأمد، وانقضى نصف العام أو أكثر، وإجراءات الدولة لا تتحرك قيد أنملة!
نريد بخطابنا هذا أن ننقل لسيادتكم حرج زملاء الشاعر الكبير، كتاب، وتلاميذ، وسائر معجبين، من قعود وطننا دون استعادة هذه الثروة الوجدانية المهاجرة التي ترغب في أن تكتحل برؤية السودان في منعطف عسير من العمر. ونستغرب أن تأخذ إجراءات استخراج جواز السفر كل هذا الوقت الممل، ناهيك عن مطلوبات أخرى. ويعتصرنا الأسى جميعاً وأخبار رحيله المتضاربة عن الدنيا ونفيها، بين الحين والحين، صارت كل ما تبقى من هذا العندليب الذي لم يبرحه هاجس السودان وهو الواقف خارج الزمن: "كلما زيفوا بطلاً .. قلت قلبي على وطني"!
نكتب لسيادتكم نستعجلكم تدارك المسألة بأعجل ما تيسر، راجين أن تكفِنا الدولة أن نعيب في زميل هو شارة فخرنا في محافل الشعر، وريادة الجديد، وتجسيدنا الجـريء الباكر لهويتنا العربية الأفريقية، وألا نخطئ في حقه، وهو القائل نثراً وشعراً إن الشعراء لا يموتون، وألا نصحو ذات يوم وقد ركب أمتنا العيب لأنها حين ناداها الشاعر الذي رفع ذكرها في العالمين لتستنقذه من الغربة حدقت فيه بوجوه الدخان: "وها أنت ذا، حيثما أنت، تأتي غريباً، وتمضي غريباً، تحدق فيك وجوه الدخان، وتدنو قليلاً، وتنأى قليلاً"!
نأمل ألا نطيل الأمر حتى لا ندخل في طقس جديد مخجل من طقوس التباكي والتلاوم العقيمين. فلتستجمع الدولة إرادتها، إذن، بقرار يعيد الفيتوري ليطفئ، اليوم قبل الغد، ظمأه للوطن، فإن لم نفعل كتبنا على الأمة أن تطأطيء رأسها من الخزي إلى يوم يبعثون.
وتفضلوا بقبول شكرنا وتقديرنا
المخلص
ع/ عبد الله علي إبراهيم
الرئيس
السيد وزير الداخلية الموقر،
تحية طيبة
نكتب لسيادتكم، مشفقين، وليس في أيدينا غير أن نكتب لكم، عن أوضاع جدت على الشاعر السوداني البليغ محمد مفتاح الفيتوري؛ فقد هده فرط الداء في بلده الآخر المغرب الذي أحسن إليه بزوج رؤوم، وغض الطرف عن أوضاعه المهاجرية غير الموفقة بإنسانية عذبة. ما يشغلنا هو الرغبة التي أبداها مراراً في أن يعود لوطنه السودان. وقد طمأنتنا دوائر حكومية كثيرة بأنها متحمسة لتلبية هذه الرغبة، وإطفاء شوق يكابده للوطن. وفي الأنباء أن السفارة السودانية في الرباط زارته لاستخراج جواز سفره، كما عبر وزير الثقافة عن استعداد الدولة لاستضافته. وظللنا نترقب هذه العودة بترتيب حكومي منتظر ومشكور. لكن بلا طائل، فقد طال الأمد، وانقضى نصف العام أو أكثر، وإجراءات الدولة لا تتحرك قيد أنملة!
نريد بخطابنا هذا أن ننقل لسيادتكم حرج زملاء الشاعر الكبير، كتاب، وتلاميذ، وسائر معجبين، من قعود وطننا دون استعادة هذه الثروة الوجدانية المهاجرة التي ترغب في أن تكتحل برؤية السودان في منعطف عسير من العمر. ونستغرب أن تأخذ إجراءات استخراج جواز السفر كل هذا الوقت الممل، ناهيك عن مطلوبات أخرى. ويعتصرنا الأسى جميعاً وأخبار رحيله المتضاربة عن الدنيا ونفيها، بين الحين والحين، صارت كل ما تبقى من هذا العندليب الذي لم يبرحه هاجس السودان وهو الواقف خارج الزمن: "كلما زيفوا بطلاً .. قلت قلبي على وطني"!
نكتب لسيادتكم نستعجلكم تدارك المسألة بأعجل ما تيسر، راجين أن تكفِنا الدولة أن نعيب في زميل هو شارة فخرنا في محافل الشعر، وريادة الجديد، وتجسيدنا الجـريء الباكر لهويتنا العربية الأفريقية، وألا نخطئ في حقه، وهو القائل نثراً وشعراً إن الشعراء لا يموتون، وألا نصحو ذات يوم وقد ركب أمتنا العيب لأنها حين ناداها الشاعر الذي رفع ذكرها في العالمين لتستنقذه من الغربة حدقت فيه بوجوه الدخان: "وها أنت ذا، حيثما أنت، تأتي غريباً، وتمضي غريباً، تحدق فيك وجوه الدخان، وتدنو قليلاً، وتنأى قليلاً"!
نأمل ألا نطيل الأمر حتى لا ندخل في طقس جديد مخجل من طقوس التباكي والتلاوم العقيمين. فلتستجمع الدولة إرادتها، إذن، بقرار يعيد الفيتوري ليطفئ، اليوم قبل الغد، ظمأه للوطن، فإن لم نفعل كتبنا على الأمة أن تطأطيء رأسها من الخزي إلى يوم يبعثون.
وتفضلوا بقبول شكرنا وتقديرنا
المخلص
ع/ عبد الله علي إبراهيم
الرئيس