في 27 أغسطس سنة 1936:
عزيزي ميلر:
شكرا جزيلا علي رسالتكم، التي أشعرتني بالضيق أيضا، لأنني كنت قد عزمت علي أن أكتب اليكم، ثم أستمر في تأجيل ذلك، حسنا، "ربيع أسود" وصلت بسلام، وأحببت جزءا كبيرا منها كثيرا، خاصة الفصول الافتتاحية، لكنني أعتقد، ويجب أن أقول ذلك عند كتابة مراجعتي عنها، إن الكتاب مثل "مدار السرطان" يتعامل مع الأحداث التي وقعت أو قد تحدث في عالم عادي ثلاثي الأبعاد، وذلك موجود في منهجك الأدبي، لقد أحببت "مدار السرطان" (نشرت سنة 1934) خاصة من أجل ثلاثة أشياء، أولا وقبل كل شيء جودة الإيقاع المميزة في لغتك الإنجليزية، وثانيا أنك تعاملت مع الحقائق المعروفة للجميع لكن دون ذكر ذلك، (علي سبيل المثال عندما يفترض أن يقيم شخص علاقة مع إمرأة بينما يتحرق شوقا للتبول) ثالثا طريقة تسكعك داخل نوع من الفكر الخيالي، التي تراجعت خلالها قوانين الواقع المادي قليلا وليس كثيرا، كان يمكنك القيام بذلك أيضا في "الربيع الأسود"، علي سبيل المثال تأملك بدءا من صفحة 60 إلي 64، لكن علي وجه العموم أعتقد أنك ابتعدت كثيرا عن العالم العادي داخل نوع من عالم "ميكي ماوس"، حيث الأشياء والناس ليس عليهم الانصياع لقواعد المكان والزمان، أجرؤ علي قول إنني قد أكون علي خطأ وربما غاب عني تماما انجرافك، لكن لدي نوعا ما موقفا تجاه الأرض، وأشعر دائما بعدم الارتياح عند الابتعاد عن العالم العادي، حيث العشب أخضر، والأحجار صلبة.. الخ، أعرف، من الفظيع أن يكون عليك تأليف كتاب غير عادي بسبب إلقاء اللوم عليك لأنك لم تكتب آخر مثله تماما، لكن لا أريد أن تفكر أنه ليس هناك الكثير مما استمتعت به في "الربيع الأسود"، جودة النثر غاية في الجمال، خاصة تلك الفقرة التي أشرت لها سابقا عن الروث والملائكة، حين أقرأ قطعة من هذا القبيل أشعر كأنما ترمح بحصان أصيل علي أرض دون أن يكون عليك البحث عن مخابئ الأرانب، سوف أبذل جهدي في أسلوب المراجعات، "أدلفي" أخبروني ان يمكنني العمل مدة قصيرة، لكن سرعان ما تصبح ثلاثة شهور، وسيحدث ذلك أيضا مع "نيو إنجليش"، إلا أن عليهم إغلاق المكتبة في أغسطس كما يفعلون دائما، لذا المراجعات ستكون متأخرة بعض الشيء كما أتوقع، لكن في حالتك لن يهم ذلك كثيرا كما هو الحال مع رواية زهيدة القيمة، يتم سحبها خلال أسبوع وبعد انتهاء النسخ تباع ككتاب راكد، عليّ الذهاب الآن لحلب الماعز، لكن سوف استكمل الرسالة لدي عودتي .
27 - 8- 1936 أسعدني حصولك علي نسخة من "السقوط والخروج"، فلم يتبق لدي منها نسخة واحدة، وقد نفدت طبعاتها، لذا سأرسل لك نسخة مترجمة بالفرنسية (افترض أن الطبعة الإنجليزية) هي التي رأيتها، حين تلقيت رسالتك، نعم، كانت بعد أن نشرت في أمريكا أيضا، لكنها لم تكن صفقة رابحة، ولا أدري نوع المراجعات التي حصلت عليها في فرنسا، رأيت فقط نحو اثنتين، إما لأن رقابة الصحافة منعت الناس من الحصول عليها، أو لأنني لم أرتب للحصول علي نسخ لإرسالها مع خطابات إطراء لكبار النقاد، وهو ما قلت إن عليك أن تفعله في فرنسا، بعض كتبي الأخري نشرت في أمريكا، "أيام بورما" نشرت هناك قبل نشرها في إنجلترا، لأن ناشري كان يخشي أن يتخذ مكتب الهند خطوات لقمعها، وبعد ذلك بعام جلب ناشري نسخا منها بأسماء متعددة.. الخ، هذا هو الكتاب الوحيد ضمن كتبي الذي أسعدني ليس لأنه رواية جيدة، بل لأن تصوير المشاهد ليس سيئا، وهو فقط ما أغفله القارئ العادي، كتابي الثالث "إبنة القسيس" الذي ظهر في انجلترا منذ حوالي عام، نشر في أمريكا العام الماضي، هذا الكتاب هراء إلا أنني أجريت بعض التجارب المفيدة لي من خلاله، آخر كتبي "دع الزئبقة تطير" لا أتخيل نشره في أمريكا لأنه نوع من القصص المحلية مع تيمة إنجليزية تماما، والرأي العام الأمريكي يثور ضد ما يعتقد أنه ما يطلقون عليه "الأشياء البريطانية المخنثة"، لاحظت أيضا عندما كنت أعمل في محل لبيع الكتب، أنه أصعب وأصعب بيع الكتب الأمريكية في إنجلترا، وأن اللغتين تنجرفان أبعد وأبعد عن بعضهما.
نعم أوافقك بشأن الفقر الإنجليزي، إنه فظيع، مؤخرا كنت مسافرا متنقلا بين أسوأ مناطق الفحم في لانكشاير ويوركشاير- أعمل حاليا علي كتاب حول ذلك- من المخيف رؤية كيف ينهار الناس ويفقدون كل شجاعتهم في آخر عشر سنوات، لقد كتبت عرضا لرواية "كونولي" في "نيو إنجليش ويكلي" لكن بالرغم من أنه كان مسليا إلا أنني أعتقد أن ليس كذلك في كثير منه...
دعابة مغالي فيها، لا شك سأصبح السير إريك بلير، أكتب إذا أو عندما تشعر بميل.
صديقك
إيريك إي بلير
عزيزي ميلر:
شكرا جزيلا علي رسالتكم، التي أشعرتني بالضيق أيضا، لأنني كنت قد عزمت علي أن أكتب اليكم، ثم أستمر في تأجيل ذلك، حسنا، "ربيع أسود" وصلت بسلام، وأحببت جزءا كبيرا منها كثيرا، خاصة الفصول الافتتاحية، لكنني أعتقد، ويجب أن أقول ذلك عند كتابة مراجعتي عنها، إن الكتاب مثل "مدار السرطان" يتعامل مع الأحداث التي وقعت أو قد تحدث في عالم عادي ثلاثي الأبعاد، وذلك موجود في منهجك الأدبي، لقد أحببت "مدار السرطان" (نشرت سنة 1934) خاصة من أجل ثلاثة أشياء، أولا وقبل كل شيء جودة الإيقاع المميزة في لغتك الإنجليزية، وثانيا أنك تعاملت مع الحقائق المعروفة للجميع لكن دون ذكر ذلك، (علي سبيل المثال عندما يفترض أن يقيم شخص علاقة مع إمرأة بينما يتحرق شوقا للتبول) ثالثا طريقة تسكعك داخل نوع من الفكر الخيالي، التي تراجعت خلالها قوانين الواقع المادي قليلا وليس كثيرا، كان يمكنك القيام بذلك أيضا في "الربيع الأسود"، علي سبيل المثال تأملك بدءا من صفحة 60 إلي 64، لكن علي وجه العموم أعتقد أنك ابتعدت كثيرا عن العالم العادي داخل نوع من عالم "ميكي ماوس"، حيث الأشياء والناس ليس عليهم الانصياع لقواعد المكان والزمان، أجرؤ علي قول إنني قد أكون علي خطأ وربما غاب عني تماما انجرافك، لكن لدي نوعا ما موقفا تجاه الأرض، وأشعر دائما بعدم الارتياح عند الابتعاد عن العالم العادي، حيث العشب أخضر، والأحجار صلبة.. الخ، أعرف، من الفظيع أن يكون عليك تأليف كتاب غير عادي بسبب إلقاء اللوم عليك لأنك لم تكتب آخر مثله تماما، لكن لا أريد أن تفكر أنه ليس هناك الكثير مما استمتعت به في "الربيع الأسود"، جودة النثر غاية في الجمال، خاصة تلك الفقرة التي أشرت لها سابقا عن الروث والملائكة، حين أقرأ قطعة من هذا القبيل أشعر كأنما ترمح بحصان أصيل علي أرض دون أن يكون عليك البحث عن مخابئ الأرانب، سوف أبذل جهدي في أسلوب المراجعات، "أدلفي" أخبروني ان يمكنني العمل مدة قصيرة، لكن سرعان ما تصبح ثلاثة شهور، وسيحدث ذلك أيضا مع "نيو إنجليش"، إلا أن عليهم إغلاق المكتبة في أغسطس كما يفعلون دائما، لذا المراجعات ستكون متأخرة بعض الشيء كما أتوقع، لكن في حالتك لن يهم ذلك كثيرا كما هو الحال مع رواية زهيدة القيمة، يتم سحبها خلال أسبوع وبعد انتهاء النسخ تباع ككتاب راكد، عليّ الذهاب الآن لحلب الماعز، لكن سوف استكمل الرسالة لدي عودتي .
27 - 8- 1936 أسعدني حصولك علي نسخة من "السقوط والخروج"، فلم يتبق لدي منها نسخة واحدة، وقد نفدت طبعاتها، لذا سأرسل لك نسخة مترجمة بالفرنسية (افترض أن الطبعة الإنجليزية) هي التي رأيتها، حين تلقيت رسالتك، نعم، كانت بعد أن نشرت في أمريكا أيضا، لكنها لم تكن صفقة رابحة، ولا أدري نوع المراجعات التي حصلت عليها في فرنسا، رأيت فقط نحو اثنتين، إما لأن رقابة الصحافة منعت الناس من الحصول عليها، أو لأنني لم أرتب للحصول علي نسخ لإرسالها مع خطابات إطراء لكبار النقاد، وهو ما قلت إن عليك أن تفعله في فرنسا، بعض كتبي الأخري نشرت في أمريكا، "أيام بورما" نشرت هناك قبل نشرها في إنجلترا، لأن ناشري كان يخشي أن يتخذ مكتب الهند خطوات لقمعها، وبعد ذلك بعام جلب ناشري نسخا منها بأسماء متعددة.. الخ، هذا هو الكتاب الوحيد ضمن كتبي الذي أسعدني ليس لأنه رواية جيدة، بل لأن تصوير المشاهد ليس سيئا، وهو فقط ما أغفله القارئ العادي، كتابي الثالث "إبنة القسيس" الذي ظهر في انجلترا منذ حوالي عام، نشر في أمريكا العام الماضي، هذا الكتاب هراء إلا أنني أجريت بعض التجارب المفيدة لي من خلاله، آخر كتبي "دع الزئبقة تطير" لا أتخيل نشره في أمريكا لأنه نوع من القصص المحلية مع تيمة إنجليزية تماما، والرأي العام الأمريكي يثور ضد ما يعتقد أنه ما يطلقون عليه "الأشياء البريطانية المخنثة"، لاحظت أيضا عندما كنت أعمل في محل لبيع الكتب، أنه أصعب وأصعب بيع الكتب الأمريكية في إنجلترا، وأن اللغتين تنجرفان أبعد وأبعد عن بعضهما.
نعم أوافقك بشأن الفقر الإنجليزي، إنه فظيع، مؤخرا كنت مسافرا متنقلا بين أسوأ مناطق الفحم في لانكشاير ويوركشاير- أعمل حاليا علي كتاب حول ذلك- من المخيف رؤية كيف ينهار الناس ويفقدون كل شجاعتهم في آخر عشر سنوات، لقد كتبت عرضا لرواية "كونولي" في "نيو إنجليش ويكلي" لكن بالرغم من أنه كان مسليا إلا أنني أعتقد أن ليس كذلك في كثير منه...
دعابة مغالي فيها، لا شك سأصبح السير إريك بلير، أكتب إذا أو عندما تشعر بميل.
صديقك
إيريك إي بلير