جبّار ونّاس - عن يُباسِ الحوافِ أتحدثُ

ليس ميسوراً لذاكرةِ النهر
أنْ تأخذَ بشفاعةِ الإرتخاء
وليس بمقدورِ الأمواج
أنْ تتحزمَ بعافيةِ الغِرْيَن
فتلك نداءاتٌ متواترةٌ
ماتزالُ تخرجُ من أفواهِ النخلِ
ستقولُ حتما :
رجاءً...... إنصتوا
ولاتطيلوا في التبحلق
كثيراً أمامَ تلك الشجرة
فهي غيرُ معنيةٍ بمراتبَ الوفاء
وحتماً ستقولُ لكم :
غيرُ معنيةٍ حين تفوحُ من
أجسادِكم براهينُ الدهشةِ وتراتيلُ
من الوهنِ الفاقع
وليس بمقدورِ نبوءاتِكم أنْ تتبخترَ
في تقعيدِ ذاكرةِ الدخان
عندَ مفترقِ النار
في حين أنَّ فضيلةَ الدخان
هو أن يَتَصَيَّرَ عتبةً
تُدلي إلى مفاعيل الجمر
وليس لذبالاتِ دخانِكم
سوى أن تلبسَ
من أثوابِ التبصرِ
وتمشيَ على أرجلٍ
لها من قدرةِ التربض
والتَصيُّرِ مع مواشيرَ النارِ
وعندها
لكم أنْ تُبحلقوا بأمِّ اعينِكم
كيف تهرولُ تلك الحوافُ
وهي تنزعُ عن جسدِها
من براهينَ اليباسِ
ومن وصايا الدغل
المتشبث بضراوة
التحديق والتبحلق الناصع؟...
فلكَم أنْ تحذروا
من انفاسِ الحواف
حين تتمرى على قافية الخضرة
ولكم أنْ يُصيبَكم الهمُّ
حين يتناثرُ أمامَ انظارِكم
رعبُ الازهار
وهلعُ الشواطئ....


٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
جبّار ونّاس / العراق / ناصريه / نارٌ وألم

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى