لودي شمس الدين - تولد الفراشات من رماد وطين.. (نشيد للقُدس) - شعر

عروق الغسق شمع أحمر يمضغ جُرح الرمال...
نفساً نفسا تنجلي الشمس بالوحل،بالقمح والعروبة...
وأضلع الفضاء تبقى ختماً أبيض فوق جبين المسجد الأقصى...
نجمة في البئر تتفكك وخرير الماء يجلد النار...
الحمائم تتورم على مدار تنهدات الحقول الشقراء...
والكواكب تنطوي كأغصان من النعناع فوق انكسارات الجبال...
سجل على لحمي المُر بالرصاص"قضيتي الوطن"...
والوطن شهقة رياح تائهة ما بين زمنين من الحرب والنصر...
من قال بأن الطيور تنام على صوت الموج والدم؟
من قال بأن شقائق النعمان لا تمرض من صفعات الهواء؟
نفساً نفساً ينطوي الليل ضباباً أسود فوق الأرصفة...
وطفلة القدس بين مفرق حاجبيها هلال مكسور فوق نهر الطغيان...
يدها تاريخ من لحم وعشب وابتسامتها مهر عربي يركض بذيله الفحمي ولا يتعب...
على صراخها الزهري تعلو السماء وتهبط ببطء...
وفوق قدميها تدلى الأشلاء كطحلب زجاجي ...
من ادعى السلام؟انجراف عميق في الإنسان وظله...
نفساً نفسا رياح الشرق تدور كإعصار حول جبهة الكون...
والبحر مازال يلمع كسيفٍ مسنون لتولد الفراشات من رمادٍ وطين...
طلقات نار في ضحكات الفلاحين اللازوردية...
في تمتمات القديسين...
وفي القناديل المضيئة خلف الغيم القطني...
طلقات نار في غفوة الثلج ويقظَة الحلم الأزرق...
رصاص ورصاص...
القُدس قِبلة الدم في سجدة الملائكة...


لودي شمس الدين

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى