منقول - عبد الواحد بن محمد الدكالي

اسمه ونسبه :
عبد الواحد بن محمد الدكالي، القرشي نسباً، المسلاتي داراً ومنشأ، (نسبة إلى مدينة مسلاته الليبية وأهلها يدعونه الدُوكالي).

مولده ونشأته :
لا نعرف بالضبط وقت مولده غير أننا بجمع المعطيات الآتية :
(1) تلمذة عبد السلام الأسمر (المتوفى سنة 981 هـ) عليه.
(2) قول تلميذه عبد السلام الأسمر في الوصية : "وهو، أي عبد الواحد، من أهل القرن التاسع، وعاصر أهل القرن العاشر".
(3) وقوله في الوصية أيضاً: "أدرك الشيخ إبن عروس، فإنه عاش مائةً وثلاثين عاماً".
(4) وفاة الشيخ عبد الواحد قبل تلميذه عبد السلام .
يتبين لنا من ذلك أن ولادته كانت في أوائل القرن التاسع، إذ أن وفاة أحمد بن عروس - الذي ذكر في الوصية أنه أدركه - كانت سنة 868 هـ أو سنة 871 هـ.
ولا نعرف شيئاً عن مكان مولده ولا أسرته، إلا أن أباه أبا عبد الله محمد الدكالي قدم من المغرب الأقصى إلى تونس في حدود سنة 770 هـ، ثم ارتحل إلى مصر سنة 799 هـ ومن الأرجح أن يكون الشيخ عبد الواحد قد ولد بمصربعد رحيل والده إليها.

شيوخه :
لم يذكر المترجمون شيوخه الذين أخذ العلم عنهم، واكتفوا بمن أخذ عنه الطريقة، والذي يظهر أنه شارك زروقاً في شيوخه بمصر لأنهما كانا رفيقين كما سنعرف فيما بعد كما أنه لابد أن يكون قد تلقى بعض العلوم عن والده.
من شيوخه الذين أخذ عنهم الطريقة واستفاد منهم السلوك :
1 ) الشيخ أحمد أبو تليس القيرواني، وقد كان عالماً صالحاً زاهداً، رمي بالزندقة، هرب إلى بني وليد، ولما توفي أمير القيروان رجع إليها ومات عن عمر يناهز الخمسين عاما.
2) الشيخ فتح الله أبوراس، كان مفتياً بالقيروان على مذهب الإمام مالك والإمام أبي حنيفة فر من القيروان هو وجماعته، وجاءوا إلى مسلاتة فأخذ الشيخ عبد الواحد الدكالي عنه الطريقة. توفي ببرنو ببلاد السودان.
3) الشيخ أبو راوي الفحل، كان عالماً متصوفاً، أصله من القلعة الصغرى، أخذ الطريقة عن ابن عروس. توفي سنة 931 هـ ودفن في سوسة. أدركه الشيخ الدكالي وجالسه.

علمه وتلاميذه :
كان عبد الواحد الدكالي عالماً فاضلاً متقناً للعلوم العربية والشرعية، وكان يفتي على المذاهب الأربعة، فكانت فتواه تعجب أهل طرابلس وتونس وقد جاءه حوالى مائة فقيه وناظروه واعترفوا بفضله.

كان يدرس في اليوم سبع دولات (حصص) يقرر فيها لتلاميذه : المختصر (مختصر خليل)، والرسالة (رسالة ابن أبي زيد القيرواني) والحكم (حكم ابن عطاء السكندري) والتوحيد والمعقول وغير ذلك من العلوم. ولا شك أنه كان يحضر دروسه خلق كثيرولكن لم ينقل لنا اسم أحد منهم سوى من يرجع إليه الفضل في تزويدنا ببعض أخبار هذا الشيخ الذي هضم التاريخ حقه، وأعني بهذا التلميذ عبد السلام الأسمر الفيتوري، الذي كان أبرز تلاميذه - فيما يبدو – وقد صحبه من الصغر عندما جاء به عمه من زليتن وسلمه إلى الشيخ عبد الواحد ليعلمه ويربيه. وقد بقي صحبة هذا الشيخ سبع سنوات ثم غادره قبل وفاته.

ولا بد هنا من ذكر صحبة الشيخ أحمد الزروق للشيخ عبد الواحد وإقامته عنده وتجشم الأتعاب بالسفرإليه من مصراتة، فقد أورد بعضهم أنه كان يأتيه من مصراتة إلى مسلاته على فرس حمراء وبيده رمح، ويذكر أنهما كانا رفيقين في الأزهر، كما كانا متلازمين في السفر من مصر إلى طرابلس وذلك في حدود سنة 880 هـ، حيث استقر- فيما يبدو - عبد الواحد في مسلاته، وذهب زروق إلى فاس، ثم رجع فاتخذ من مصراته مقرا. وكان يداوم على زيارة صديقه الدكالي من حين لآخر، بل إنه كان يمكث عنده كثيراً حيث إن خلوته والتي تحمل إسمه لا زالت قائمة بزاوية الدكالي.

سيرته :
كان من العلماء العاملين الزاهدين صاحب كرامات يميل إلى تجنب مخالطة الناس وينصح بذلك، كما كان قليل الكلام إلا في علم أو ذكر وكان كثير العبادة يصلي الكثير من النوافل بعد صلاة العشاء في خلوته منفرداً. وكان رحمه الله لا يأكل الطعام إلا ما يسد رمقه.
كان الشيخ رحمه الله أشعرياً مالكي المذهب عروسي الطريقه لكنه كان شديداً على شطحات بعض الصوفية لايحب الدفوف ولا أهلها ويبالغ في الإنكار عليهم وقصته مع تلميذه عبد السلام الأسمر مشهورة، فقد سجنه عندما سمه بضربه للدف وإنشاد الأشعار.

وفاته :
لا نعرف على وجه التحديد سنة وفاة الشيخ عبد الواحد الدكالي؛ إذ لم يذكر تلميذه سنة وفاته بل اكتفى بقوله : "عاش شيخنا مائة وثلاثين سنة، ولم يحن ظهره، ولم تسقط أسنانه، مات يوم الجمعة أواسط شهر رمضان ودفن بزعفران ببلد مسلاتة". وزعفران هي قرية من قرى مسلاته دفن الشيخ بمقبرتها وقبره معروف مشهور




منقول

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى