بريفين
الخميس 18 أكتوبر 1894
حبيبتي أمي
أتوسل إليك من كل قلبي أن تدعي علاقتي أنا ومادلين وشأنها، في هدوء. علي الأقل، انتظري حتي أكلمك أنا في الأمر. فلا يمكنك تصور إلي أي مدي يملأني إصرارك علي طرق هذا الموضوع بلا توقف، وأحياناً دون إثارته صراحة، بالخوف ويجردني من الثقة. وتؤكدين لي أنك لا تقولين شيئاً، ولكن أيمكن أن تكون إنشغالاتك الخاصة الدائمة لا تظهر في الداخل كما ينبغي لها؟ أريدك أن تطمئني. لقد قدمتي لي ملاحظات رائعة، في ذلك اليوم، ولم استطع أن أقول لك أنك مخطئة، لأنني بكل تأكيد لست واثقاً من أنني علي حق؛ ولكنني اعتقد أن كلينا يمتلك ما يكفي من الحكمة لندير الأحداث التي تمر بحياتنا الخاصة، وأن هناك نقطة لا يمكن لغيرنا أن يراها، ولا تٌجدي معها النصائح.
يا أمي التي أحبها كثيراً، أتوسل إليك،أن تتذكري : إذا ساءت الأمور، سأعول عليك في كل شيء، وسأركض طالباً عونك. ولكن الآن كل شيء علي ما يرام، فلتدع الأمور تسير في أعنّتها. فكلمة، طائشة، منك. يمكن أن تسبب لنا ضرر يمس كل شيء... كل شيء، أكرر كل شيء، لأنني أريد أن أحذرك أنه إذا مس شخص ما الإنسان الأقرب لي في العالم ، فأسوء الأشياء يمكن أن تقع.
كذلك، ماذا تتمنين، أنت؟ لقد قلت لي بنفسك، حين كنت أرغب في الذهاب بعيداً، أنه يتوجب علي أن أنتظر طويلاً. هل أنت الآن التي لم تعد ترغب في الإنتظار؟ ثم أنني لا أنتظر شيئاً... لا اعرف سوي الكلام إليك، والخطابات ناقصة للغاية وقصيرة. انتظري حتي نستطيع الحديث، ولا تكوني ضد الأمور. فإذا افسدتيها، فإنني لا أعرف ماذا سأفعل. أعتقد أنني لن استطيع أن أراك مجدداً. كل شيء يسير كما تمنيناه في الروك. سأحدثك عن مراسلاتنا، سأحدثك، فأنا أتوق لأفعل. أي سوء فهم غريب ذلك الذي ربما يجعلها تنقطع يوما ما؟ نتمني لقاء في الربيع، في مدينة غريبة: هذا اللقاء الذي بالكاد نتمناه، يصير في كل يوم أكثر إمكانية وأكثر احتمالية. إنني لا أكلمك عنه، ولا أجرؤ أن أكلمك عنه، ولكن مادلين كتبت لي أنها تتمني كثيراً أن تراني ثانية! وأنها لم تراني منذ أربعة أعوام...
ربما أرتكب الخطأ الأكبر حين أخبرك بتلك الأشياء، لأنني لا أذكر لك ما يكفي عنها كي تفهميها جيداً. انتظري حتي نستطيع الحديث عنها، انتظري ، أتوسل إليك. ، لا تفعلي أي شيء بأي شيء، وإلا ستجعلينني أسقط في اليأس.
انسي ما قلته لك لتوي، وثقي في طفلَيك، وإتركيهما أحرارا يلعبون لعبة السعادة، ولا تعتقدين دائماً أنهما يجهلان قواعد اللعبة. فكلمة طائشة منك قد تؤذينا إذلا يمكن مداواته. أتوق لأتحدث طويلاً معك. وحتي يحدث ذلك، لا تتكلمي يا أمي الغالية.
لم أفهم جيداً ما قلته عن مسألة المِهَن، حينما قارنت مهنتي بمهن الأطباء والمهندسين؛ أخشي أنك تخطئين خطأ فادحا؛ وعن هذا الموضوع أيضاً، أريد أن أحدثك. لماذا تذكرين أسماء الأَعلَام؟ هل يشبه إنسان ما إنساناً آخر؟ أوليس كل فنان هو ، بالضرورة، إستثناءً لكافة القواعد؟ وحالة فريدة، ولن تتكرر مجدداً؟ أو بلا قيمة إذا سبق وكان هناك شخص آخر يشبهه. لأنه، فلتفهمي أن الأعمال الأدبية والفنية العظيمة تبقي، وهي ليست مثل عمليات الأطباء التي تتكرر مع كافة المرضي. والمهن الأخري، أي ما كانت، تعد موضوعاً مستمراً لممتهنها؛ وهنا، وقفة، فكل فنان يجري عملية لذاته. من هنا تأتي الأهمية الفريدة حتي الغرابة لحياة الفنان. أكتب إليك متعجلاً، فيما تبدو تلك الأشياء التي تعد أهم من كل ما سواها غبية، حين نلخصها في بعض سطور لم تكتب بعناية. فلنعتبر أنني لم أقل شيئاً.
وداعاً، أمي الغالية؛ ولترسلي خطابي الآخر إلي مادلين كما استحلفنك، ولا تخافي. احتفظي بهذا الخطاب؛ احتفظي بكافة خطاباتي. فأنا أكتب أفضل الأشياء إلي من أفضّلهم.
حبيبك
أندريه
الخميس 18 أكتوبر 1894
حبيبتي أمي
أتوسل إليك من كل قلبي أن تدعي علاقتي أنا ومادلين وشأنها، في هدوء. علي الأقل، انتظري حتي أكلمك أنا في الأمر. فلا يمكنك تصور إلي أي مدي يملأني إصرارك علي طرق هذا الموضوع بلا توقف، وأحياناً دون إثارته صراحة، بالخوف ويجردني من الثقة. وتؤكدين لي أنك لا تقولين شيئاً، ولكن أيمكن أن تكون إنشغالاتك الخاصة الدائمة لا تظهر في الداخل كما ينبغي لها؟ أريدك أن تطمئني. لقد قدمتي لي ملاحظات رائعة، في ذلك اليوم، ولم استطع أن أقول لك أنك مخطئة، لأنني بكل تأكيد لست واثقاً من أنني علي حق؛ ولكنني اعتقد أن كلينا يمتلك ما يكفي من الحكمة لندير الأحداث التي تمر بحياتنا الخاصة، وأن هناك نقطة لا يمكن لغيرنا أن يراها، ولا تٌجدي معها النصائح.
يا أمي التي أحبها كثيراً، أتوسل إليك،أن تتذكري : إذا ساءت الأمور، سأعول عليك في كل شيء، وسأركض طالباً عونك. ولكن الآن كل شيء علي ما يرام، فلتدع الأمور تسير في أعنّتها. فكلمة، طائشة، منك. يمكن أن تسبب لنا ضرر يمس كل شيء... كل شيء، أكرر كل شيء، لأنني أريد أن أحذرك أنه إذا مس شخص ما الإنسان الأقرب لي في العالم ، فأسوء الأشياء يمكن أن تقع.
كذلك، ماذا تتمنين، أنت؟ لقد قلت لي بنفسك، حين كنت أرغب في الذهاب بعيداً، أنه يتوجب علي أن أنتظر طويلاً. هل أنت الآن التي لم تعد ترغب في الإنتظار؟ ثم أنني لا أنتظر شيئاً... لا اعرف سوي الكلام إليك، والخطابات ناقصة للغاية وقصيرة. انتظري حتي نستطيع الحديث، ولا تكوني ضد الأمور. فإذا افسدتيها، فإنني لا أعرف ماذا سأفعل. أعتقد أنني لن استطيع أن أراك مجدداً. كل شيء يسير كما تمنيناه في الروك. سأحدثك عن مراسلاتنا، سأحدثك، فأنا أتوق لأفعل. أي سوء فهم غريب ذلك الذي ربما يجعلها تنقطع يوما ما؟ نتمني لقاء في الربيع، في مدينة غريبة: هذا اللقاء الذي بالكاد نتمناه، يصير في كل يوم أكثر إمكانية وأكثر احتمالية. إنني لا أكلمك عنه، ولا أجرؤ أن أكلمك عنه، ولكن مادلين كتبت لي أنها تتمني كثيراً أن تراني ثانية! وأنها لم تراني منذ أربعة أعوام...
ربما أرتكب الخطأ الأكبر حين أخبرك بتلك الأشياء، لأنني لا أذكر لك ما يكفي عنها كي تفهميها جيداً. انتظري حتي نستطيع الحديث عنها، انتظري ، أتوسل إليك. ، لا تفعلي أي شيء بأي شيء، وإلا ستجعلينني أسقط في اليأس.
انسي ما قلته لك لتوي، وثقي في طفلَيك، وإتركيهما أحرارا يلعبون لعبة السعادة، ولا تعتقدين دائماً أنهما يجهلان قواعد اللعبة. فكلمة طائشة منك قد تؤذينا إذلا يمكن مداواته. أتوق لأتحدث طويلاً معك. وحتي يحدث ذلك، لا تتكلمي يا أمي الغالية.
لم أفهم جيداً ما قلته عن مسألة المِهَن، حينما قارنت مهنتي بمهن الأطباء والمهندسين؛ أخشي أنك تخطئين خطأ فادحا؛ وعن هذا الموضوع أيضاً، أريد أن أحدثك. لماذا تذكرين أسماء الأَعلَام؟ هل يشبه إنسان ما إنساناً آخر؟ أوليس كل فنان هو ، بالضرورة، إستثناءً لكافة القواعد؟ وحالة فريدة، ولن تتكرر مجدداً؟ أو بلا قيمة إذا سبق وكان هناك شخص آخر يشبهه. لأنه، فلتفهمي أن الأعمال الأدبية والفنية العظيمة تبقي، وهي ليست مثل عمليات الأطباء التي تتكرر مع كافة المرضي. والمهن الأخري، أي ما كانت، تعد موضوعاً مستمراً لممتهنها؛ وهنا، وقفة، فكل فنان يجري عملية لذاته. من هنا تأتي الأهمية الفريدة حتي الغرابة لحياة الفنان. أكتب إليك متعجلاً، فيما تبدو تلك الأشياء التي تعد أهم من كل ما سواها غبية، حين نلخصها في بعض سطور لم تكتب بعناية. فلنعتبر أنني لم أقل شيئاً.
وداعاً، أمي الغالية؛ ولترسلي خطابي الآخر إلي مادلين كما استحلفنك، ولا تخافي. احتفظي بهذا الخطاب؛ احتفظي بكافة خطاباتي. فأنا أكتب أفضل الأشياء إلي من أفضّلهم.
حبيبك
أندريه