حمادي تقوى - غابة الرغبوت.. شعر

إلهةً هاربةً من الأولمب
تشهقين في حقل الذرة.
أنفي جريئاً
يتتبع مساقط البُنّ في الغابة،
يد مدربةٌ تتحسس فهدكِ النائمَ في الحيرة.
أجوس باللسان مرتقى البياض،
لساني الذي من فضة،
يعبر طريق الحرير، حربَ الكمثرى.
ليس الذي يجري بيننا ماء،
إنه دمنا يركض كقطيع ذئاب فوق بحيرة الجليد.
قبلاتنا شراسةُ الذهبِ
غَدَت أعشاشا اكتظت بها شجرةُ الاسم.
من فمكِ أشرب أقصى اللغات:
مخازنَ الريقِ وقد أُهرقتْ، العسلَ المحروقَ،
القلبَ وقد أُغمض على الأبيض الثقيل،
هينمةَ الساق وقد التفت بالساق.
لا موت لما يحيا وشما
لا قيامة لما لا ينتهي.
الأصابع على الردف ترى الجغرافيا، الصدر على الصدر يقول التاريخ، الشفة على الشفة تدرب صغار البراكين على طاعة الهتك.
لن نصدع للنوم، سنركض في مرج الغيرة البيضاء.
نملةٌ ستنعم بميراث العين، مصباح أعمى في الشارع سنشحنه بصرختنا وباللوز القديم.
لبؤةَ الليل، تعالي.
اصعدي غابة الهواء وكوني مرضعةَ الأسد آن يتشكل في غيمة.
إنه غريبك يمتحن الهبوط إلى مجهول خيطك الأسود،
إنه الغامض كالثلج يكلل كوخنا الأسود،
الواضحُ كالرحمة السوداء.
ها
رغبة الثور إذ يهدم البرج
يدمي الأسد الرضيع،
يتكفل قرنه الوحيد
بحمل دلاء العسل من شهدكِ،
يُحرِّف مخطوطة السرطان،
يسفك دم الوداعة في الطريق إليكِ،
يهمس لوصيفتكِ العذراء:
الليلة ستنام الملكةُ
في سرير حقنتهُ بالجوز،
بالجوزاء.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى