الأستاذ سامسون سوميخ
إليك صادق تحياتى وشكرى، وبعد
فقد أطلعت على ر سالتك بسرور صادق، إعرابا عما أكنه لك من شكر لعنايتك الكريمة بدراسة أدبى وقد صرحت فى أكثر من مجال بأن كتابك عنى يعتبر عملا نقديا عميقا وعاملا وشاملا وأنه يعتبر من أفضل ما كتب عنى إن لم يكن أفضلها جميعا وطبيعى أننى لمست فيه حبك للأدب العربى ولاجتهاداتى فيه لا تحرياتك عن عقلية عدو بل أن دراستك كانت غنية فى المقام الأول وإنسانية بالمعنى الشامل والدقيق وأنى أوافقك على الأسباب التي منعتك من الاتصال بى وأنت بصدد التأليف والحق أن الاتصال بالمؤلف – فيما عدا التحرى عن بعض المعلومات الموضوعية إذا تعذر الحصول عليها غير مجد فى نظرى بل لعله مضلل فنحن لا نكتب للتعبير عن أهداف جاهزة يمكن إبلاغها للغير بقدر ما نكتب لاكتشاف هذه الأهداف وبالتالى لاكتشاف أنفسنا والآخرين وذلك هو الغالب فى ثلاثة أرباع العمر، شكراً لك تقديرك لدورى فى أدبنا وأرجو ألا تكون مغاليا فيه كثيراً أرجو أن أشكرك بنفسى فى يوم قريب إن شاء الله ولندع اللهم معا أن تكلل المساعى المبذولة اليوم بالنجاح وأن يعود شعبانا إلى المعاشرة المثمرة كما كان الحال فى ماضيهما الطويل فما لا شك فيه أن تعاونا مثمرا قام بين شعبينا على مدي الأعوام الطويلة فى العصور القديمة والوسطى والحديثة وأن أيام الخصام كانت قصير ة وقليلة غير أننا ويا للأسف عنينا بتسجيل لحظات الخصام أكثر مائة مرة من تسجيل أجيال الصداقة والتعاون وأنى أحلم بيوم يحيل بفضل التعاون المشترك هذه المنطقة إلى مقام مضئ بمشاعل العلم مبارك بمبادئ السماء السماوية وإلى اللقاء يا سيدى الأستاذ العزيز وأنت وأوطاننا على خير حال.
المخلص نجيب محفوظ
القاهرة 12 / 10 / 1978 م
.
إليك صادق تحياتى وشكرى، وبعد
فقد أطلعت على ر سالتك بسرور صادق، إعرابا عما أكنه لك من شكر لعنايتك الكريمة بدراسة أدبى وقد صرحت فى أكثر من مجال بأن كتابك عنى يعتبر عملا نقديا عميقا وعاملا وشاملا وأنه يعتبر من أفضل ما كتب عنى إن لم يكن أفضلها جميعا وطبيعى أننى لمست فيه حبك للأدب العربى ولاجتهاداتى فيه لا تحرياتك عن عقلية عدو بل أن دراستك كانت غنية فى المقام الأول وإنسانية بالمعنى الشامل والدقيق وأنى أوافقك على الأسباب التي منعتك من الاتصال بى وأنت بصدد التأليف والحق أن الاتصال بالمؤلف – فيما عدا التحرى عن بعض المعلومات الموضوعية إذا تعذر الحصول عليها غير مجد فى نظرى بل لعله مضلل فنحن لا نكتب للتعبير عن أهداف جاهزة يمكن إبلاغها للغير بقدر ما نكتب لاكتشاف هذه الأهداف وبالتالى لاكتشاف أنفسنا والآخرين وذلك هو الغالب فى ثلاثة أرباع العمر، شكراً لك تقديرك لدورى فى أدبنا وأرجو ألا تكون مغاليا فيه كثيراً أرجو أن أشكرك بنفسى فى يوم قريب إن شاء الله ولندع اللهم معا أن تكلل المساعى المبذولة اليوم بالنجاح وأن يعود شعبانا إلى المعاشرة المثمرة كما كان الحال فى ماضيهما الطويل فما لا شك فيه أن تعاونا مثمرا قام بين شعبينا على مدي الأعوام الطويلة فى العصور القديمة والوسطى والحديثة وأن أيام الخصام كانت قصير ة وقليلة غير أننا ويا للأسف عنينا بتسجيل لحظات الخصام أكثر مائة مرة من تسجيل أجيال الصداقة والتعاون وأنى أحلم بيوم يحيل بفضل التعاون المشترك هذه المنطقة إلى مقام مضئ بمشاعل العلم مبارك بمبادئ السماء السماوية وإلى اللقاء يا سيدى الأستاذ العزيز وأنت وأوطاننا على خير حال.
المخلص نجيب محفوظ
القاهرة 12 / 10 / 1978 م
.