حميد العنبر الخويلدي - جدل في دائرة مفتوحة..

السيدة الفاضلة غرام...

تحيات وامنيات...

يسرني ان اجد هذي الايقونة امامي
اتمعنُ اتاملُ الظاهرَ واغوصُ في الباطن تحرّيَ المتبصّر..
اللوحة بها من المعطيات ..اللوحة كائن ناطق اسمعه يتحدث معي..
وما ان تشعر انك هاجرت صوبها وانغمرت .. قل هذا اولا نجاح باهر حققتْهُ في حاصل حركة الوقت او في نفسك..
فلعلها انولدت مرتين بل قل ثلاث .. الاولى حين دخلتِ عليها الغامض في العدمي اذ كانت في جيوب الوقت المؤجّل..
هاجرتِ صوبها اتاكِ واعزُ ضرورةٍ قدريةٍ ألَحَّ عليكِ من نفسكِ..
قد كنت وقتها تلاهيتِ تشاغلتِ او وقفتِ امام المرآة. شفتِ غراما ليس غراما هذي الجميلة الواقفة.. انما تعديتِ الى غرام اخرى .. كانت غاصت حددت الزوايا والحلم والرؤى الكثيفة. للمشهد .. كنت عبارة عن غرام من رهج غباري نمشي مرةً ياخذ شكلَ الوردي الداكن واخرى رمادي لمّاع
..وانت مشحونة وانت واقفة لازلت امام مرآة غرفتك...
المبدع باسرع من خطف البصر حين تشعره ضرورةُ الوجود انَّ ولادةً ستحصل او حصلت في دواليب الغيبي الاقرب لنوافذ الواقعي.. تجده هاجر باسرع من الضوء وعلى نمط حتى خارج نسبية انشتاين.. المبدعون يعملون خارج نواميس النسبية... في جواهرهم انشتاين من نوع خاص هم يعرفوه غير هذا المعاصر الموجود ...
والولادة الثانية وبمثل مافصلنا في بحثنا السياقي هذا..انْ غرام الربيعي او المبدع دخل رحلة الجلب واتى بالرموز الجمالية والفنية او مانسميه بالطينة ودخل موقف الخلق والابتكار واقتراح ماللصورة من معنى والاستشراف عليها من قبل ارادات الذات واختيار الصفات وطبيعة جنس وطراز المخلوق.. هنا الفنان وجها لوجه مع البُنى يعمل باتقانات خاصة
بالفعل.. ريثما يشتد روح المتجلي ويركب اراداته التي هي مقتضاه الكنهي.. عندها يستشعر المبدع انَّ لوحةً وجنينها بدأ يتحرك يأخذ بها الى آفاق تكامل معينة..
والولادة الثالثة نعم في حضن المتلقي غرام اشرفت على اثنيين
وانا في دور التلقي على الثالثة...
ففيها اقول....
اسم اللوحة (تجليات انثى)...
الأُطُرُ الماسكة هي السمائي وهذا امل منشود لابد.. والداكن ما فوقه هو عالم ظلمات ماوراء السماوات..
مَن حدّد هذا او مَن افترضه....؟ نعم
انه عين حواء المشبوحة بنظرتها التركيزية للعلى. ابدا ماكانت تنظر للمكان..ولا حتى للزمان.. فلعلهما الضيّقان.. شبحت ميتافيزيقيا تتطلع للذي يراها وتحدثه ولاتراه .. كان هناك تصافي في النظرة وتحديد غاية..
هي شكوى وتعاتب حر للمتجلي وهذا بُعدٌ صوفي في ذات حواء..
وهنا لابد من دخول لمعطيات المشهد التصويري.. امامنا انسان جنسه انثى قلنا حواء..
ومن خلال نظرة العين حددنا كونية اللوحة..سماء وماوراءها من ظلمات..
اما ماوراء التلاميح مثلا في ذهن هذا المخلوق الناعم المتهم دائما من قبلنا الضعيف والمهضوم لنا وبنا..
كانت هناك تجريديا كقراءة للحواس وللشعور..كانت شكوى وتعاتب.. وسؤال. العالم الفعلي اربع او.خمسة آلاف سنة مرَّ وثبّتَ وحواء لازالت لم تظهر شمسها الا بما سمحوا وهو القليل ..
نعم امامي وجه باهر وفي بالي جدل فكري اثارته غرام من خلال التشكيل في الصورة... المراة على طول الزمن مااستطاعت ان تكون الا بمساحة الطالع من وجهها في اللوحة.. وان كانت حضارة نقشتها الريشة وهذي مراحلها في القوس والايوان وهي صفة عربية للمكان قد تكون مشروع العرب الايماني.. في الاسلام.. ولكن مااعطى على الواقع بقت المراة في نصف خفاء وضباب دغش.
الالوان والدكونة هي تشابك مفصليات ما نضج الفعل بها الى الان ولو نضج لكان بات باكثر اشراقا وتوهّجا...
البناء الخلفي وراء الوجه هو عمق تاريخي لها قدر المساهمة به
الحلي والزركش واللون الاخضر كثيرا ماتغطى به اركان المراقد ويختلج معنا في ارواحنا..
كل هذا ايحاءات عقيدة روحية وفكرية مستلهمة من المثالي ومن الواقعي..وحتى الكف المُراز تطريزا يذكرنا بكف نبي قدسي وعين مطبوعة وان لم تتضح الان لقصد كل هذه جللت الانسان وجللها بالتراكم النوعي للنظرة والقياس..
ولكي نستوعب باختصار..
ناخذ على عاتقنا مثار السؤالات..
اين العين الثانية....؟
هل خصمَ الزمنُ معدلها ....؟ام الرجل...؟
وما على المراة من جهد جدلي آت....؟
لِمَ جعل الفنان هذا الوجه المشرق الجميل. بنصف وجه......؟
وترك التفسير على حال ثان...
هل هذا المستطيل البُنّي جدار حضارة وعمران وأُسس..ام هو شي آخر من التهاوييم.......؟
ماكان العاطفي معدوما ابدا...؟
هناك حضور لفرويد مقصود جدا وعمدا.. اغراء في المحاسن..وهي محاكاة سِرّانية لتقليب جدل نافع..هناك اشتهاء جارف وعطش..
بحث في المجاهيل عنه..

.................................................
ا.حميد العنبر الخويلدي.
حرفية نقد اعتباري..
العراق

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى