أ. د. محمد حسن عبدالله - لؤلؤ منثور .. القصيدة المؤنسة!!

لؤلؤ منثور

1- اللؤلؤة : القصيدة المؤنسة !!
" هذا العنوان اختارته المصادر التراثية لقصيدة "قيس بن الملوح" التي قالها في وصف حالات الحب مع ليلى منذ الطفولة ، وحتى الفراق ، ومعاناة الانهيار النفسي ، ومطلع هذه القصيدة :
تذكرت ليلى والسنين الخواليا .. وأيام لا نخشى على اللهو ناهيا "

2- المحــارة :
- يدل فعل "التذكر" على وجود زمن طويل بين آخر لقاءات الشاعر بمحبوبته وكتابة هذه القصيدة ، حتى وإن يكن إحساسه (الذاهل) بالزمن ليس موضع ثقة .
- هذه القصيدة في صيغة الديوان الذي حققه عبد الستار أحمد فراج في (71 بيتا) وقد ذكر لها صيغة أخرى في (106بيتا) وهي من بحر (الطويل) المشهود له برصانة الصياغة، وعمق المعاني ، وامتداد الصور .
- وهناك امتدادات مختلفة لذات القصيدة بما يؤكد تداخل الروايات ، وتحميل العشاق لمشاعرهم على هيكل القصيدة فائقة الصدق ، بالغة الجودة .
- ولعلنا نتذكر أن ترجمة كتاب (الأغاني) لحياة قيس بن الملوح وليلى ، وضعت عدة احتمالات (لشخص) الشاعر : فهو موجود باسمه وشخصه ، أو موجود بشخصه تحت اسم آخر ، أو أنه شخصية رمزية (متعددة) حُملت بقصص العشاق وأخبارهم الطريفة .
- كان لأستاذي عاطر الذكر محمد غنيمي هلال ( طيب الله ثراه ) رأيه الخاص في قيس وأشعاره ، ورأى أنه شخصية حقيقية متكاملة ، كما يُستنتج من الأشعار المنسوبة إليه ، وهذه قضية سيكولوجية تستحق الاهتمام .
- أما هذه القصيدة ، فتحتاج إلى دراسة لغوية/سيكولوجية – أو قراءة سيميولوجية واعية ، تستخرج تقاليد التعبير ، وتكامل الصياغة ، وتوحد المقاصد ، ومن خلال ذلك يمكن التمييز بين الأصيل والدخيل في بنية هذه القصيدة .
- لا يزال قيس نموذجاً للعاشق العذري ، وفي الصورة الفارسية لهذا العاشق ارتفع عن العذرية إلى الصوفية [ وهذا أساس دراسة غنيمي في كتابه " الحياة العاطفية بين العذرية والصوفية " ] وفي هذه الصورة الصوفية يرتقي قيس إلى مستوى العشق الإلهي فينشغل عن ليلى بالتعلق بالحب في ذاته ، حتى يقول لها : شغلني حبك عنك .
- وكما اقترحت أن تعاد قراءة هذه القصيدة في ضوء الأسلوبية ، أو مشاركة بين عالم اللغة وعالم النفس لاكتشاف معجمها الخاص ، وفرز الدخيل عليه ونفيه ، فإنني أقترح أن تكتسب مكانا في دراسة النصوص الأدبية (الشعرية) في المستوى الثانوي ، لأنها – على ما فيها من مستويات الصدق العاطفي الذي يتجاوز حدود المأذون به أحيانا – تهذب مشاعر الحب وترتقي بها ، وهو مطلب تربوي مهم جداً في زمن المراهقة ، وحتى مراحل الشباب .

3- الهيــر :
- اللؤلؤة من " ديوان مجنون ليلى " تحقيق عبد الستار أحمد فراج – مكتبة مصر – 1979 – ص226 .



تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى