حاميد اليوسفي - الشاعر العراقي سعدي يوسف يترجل عن صهوة القصيدة

تناقلت قبل قليل بعض وسائل الإعلام ، خبر رحيل الشاعر العراقي المتمرد سعدي يوسف ، بعد معاناته مع المرض في مستشفيات لندن ، ورفض السلطات العراقية تقديم يد المساعدة له في محنته ..
هكذا يأتي الشعراء الى هذا العالم فقراء ، ويعيشون فقراء إلا من القصائد والأحلام .. ثم يرحلون وكأنهم لا يرحلون .. تبقى القصائد مثل الخطاف في حلوق الأنظمة الجائرة ..
يتركون خلفهم أحلاما بعوالم أكثر عدلا وحبا وإنسانية .. عوالم يعيش فيها الناس بكرامة وتنبت فيها الأزهار ، وأغصان الأشجار دون أن تتعرض لقصف الصواريخ .
الله يرحمك ويحسن إليك يا سعدي يا يوسف ...

مقاطع من شعره مختارة على عجل :


1 ـ يا ولدي
قُلْ لهم إنني أعرف الدرب
أخبِرهمُ بالذي أتذكّرُ .
بيتي على النهر ، لا شكَّ
بيتٌ به نخلةٌ
وحديقة وردٍ وآسٍ
ونافورةٌ للحشائشِ
ليمونتان ، وأرجوحةٌ أنت تعرفُها جيدا
ولدي !
2 ـ القطارات استفاقت
ستصفر ، مرة أخرى ، قليلا
لتحملنا
وترمينا ،
بعيدا ...
حيث لن يعوي قطارُ !
3 ـ ونأتي القاهرة
مثلما نأتي إلى جدتنا بعد طواف خائب
أيتها الجدة كم أرهقنا العالم .
4 ـ يا أيها السر الذي أودعته أرصفة الميناء
قبعتي طارت مع الريح
ودارت زهرة في الماء .
5 ـ أحيانا ، أسأل : هل يأتي النسيان بالرحمة ، أو يأتي باللعنة .
6 ـ طيرٌ غريبٌ فوق نافذتي
أناديه فيدنو
ويدور في حِجْري فألـمسُهُ
فيغدو في يدي حَجراً
وتسقطُ جمرةٌ مني
فينتفضُ الجناحُ .
7 ـ طنجة
أجلسُ في المقهى
مقهى القدّيسةِ باولا
Cafe' Santa Paola
منذ الصّبحِ الباكرِ أجلسُ في المقهى :
طنجةُ تستيقظُ .
لستُ أنا مَن يُوقِظُ طنجــةَ ...
مَن قالَ : الـحُـلـمُ ينام ؟
طنجةُ سيّدةُ الأنوارِ السبعةِ
أغنيةُ البَـحّــار !
طنجة 16.06.2011

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى