مجدي جعفر - من الأدب الضاحك( 8 ) مع الدكتور حسين علي محمد

كتب الدكتور حسين علي محمد في يومياته :
حينما حصل فواز اللعبون على درجة الماجستير، كتب الدكتور عبدالله بن سليم الرشيد قصيدة بعنوان ( لا إدلال قبل الدال )، وهذا نصها :
" نجا فوازُ من شرك الإعادة / فذاق البشر واحتضن السعادة
تمجسر حين شمر عن ذراع / ونال – بمنة الهادي – مُراده
وقال البعض : إن المرء أضحى / يتيه، وفيه كبر واعتداده
وبعض قال : لا، لا تظلموهُ / فرز الأنف عند الشيخ عادة
وحمرة خدّه خجل نبيل / وشد الظهر من طول العبادة
وعيناه تخارزتا حياء / ورجلاه تخالفتا حلادة
ومهما كان دع عنك التعالي / فلست الفرد في نيل الشهادة
ومن غرته ألقاب فذاكم / مريض ليس يخلو من فرادة
فيا فواز وربك بعد صعب / ودون الدال ضرب واحتشادة
فلا تقنع بلا ( ألف ودال ) / فذان هما على النحر القلادة
فجاهد واحتمل غصص الليالي / ولا تركن إلى لين الوسادة
فليس الشاىُ سكره قليل / كمثل الشاى سكره زيادة ( 2 )
وليس الليث يرضيه دجاج / وليس الصقر تكفية الجرادة
ومن لم يُتبع العلم اهتداء / فخير منه أرباب الحدادة
ومن لم يكسه العلم اقتدارا / فغن له إذا ( حمد حمادة ) ( 3 )
فأوقظ جمر دالك عن قريب / وإلا تضح مستقا رماده
ولا تتوان في طلب المعالي / وإلا تُمس كبشا للعمادة
وخذ حكمي العظيمة وامتثلها / فليست تلك بالحكم المعادة
والهوامش الساخرة تضيف إلى النص الكثير:
1 – جاء في عصير الماء : " تمجسر الرجل " إذ نال الماجستير، وأنشدوا لصلمعة بن قلمعة يجو هي بن بي وكان قد نال الماجستير فناله شيء من الكبر :
" ما بال هيّ حينما تمجسرا / قد صعّر الخدود ثم كشرا "
ماذا ترى يفعل إن تدكترا "
2 – زاد في ( ب ) بعد هذا البيت :
" وإن كنت امرأ ذا سكري / فخل الشاى طول الدهر سادة "
ولم أثبته في المتن لأنه خارج عن سياق النص، وهو بكلام المتطببين أشبه، ويبدو أنه من زيادة بعض النساخ .
3 – حمد حمادة : مما يرقص به الصبيان .
.......
........
= ورد فوّاز اللعبون على الدكتور عبدالله الرشيد بقصيدة عنوانها " بين الميم والدال "، وصدرها بإهداء يقول فيه " مع التحية لأبي بسام " :
نجوتُ نعم وأحرزتُ الشهادة / فقرب لي الأريكة والوسادة
وصُبّ الشاي مختدرا ثقيلا / كمثل الدبس ( سكرُه زيادة )
وأنشدني : " بكى كعب سُقارا " / ورجع : " تيمت هند فؤاده " ( 1 )
وبادلني أفاويق التراخي / وجنبنا الملامة يا حمادة ( 2 )
وعذري أنني ودعت ذلا / غداة نجوتُ من شرك الإعادة
وطلقت " الأمانة " غير راث / لها، وارتحت من صلف القيادة
فهأنذا يحشمني رجال / وقد ما كنت في الأنظار " دادة " ( 3 )
وصرت معظما وعزيز قدر / كأصحاب المعالي والسعادة
وحُقّ لي التراخي مثل أم / تراخت بعد آلام الولادة
ثلاث سنين لم اهنأ بنوم / ولم أستهو بالأشعار غادة
وما نادمتُ – فطُّ – سوى يراعي / إذا أجهشتُ أرخص لي مداده
أناجي الكتب معتكفا وحيدا / بصومعتي كمثل ذوي الزهادة
ثلاث سنين ألتحفُ التحافي / أُري الأيام من عزمي اتقاده
ألا أرتاح من جلدي قليلا ؟ / وأمضي بعدُ في درب الجلادة
فغيري قد ( تمجسر ) في شهور / ونال من الأماني ما أراده
فلما أن ( تدكتر ) تاه كبرا / وظن الناس كلّهم عباده
ولو جرّبته عقلا وعلما / لأعيتك الفهاهة والبلادة
لك الويلات إن ناديته اسما / بلا دال، وقلت : فلان ( سادة )
أبا بسام اختلطت أمور / وصار الزهوُ بالألقاب عادة
فأه كم تضللنا قشور / وكم بشع تُزيّنُهُ قلادة
الهوامش :
1 – ما بين التنصيص مقطعان من قصائد كانت تُغنى، أنشد الأول أبو سراقة النخال غير منسوب :
أجدُّك لا تدري لماذا بكى كعب / سعادا وقد ولى عن الدمن الركب ؟
والثاني ينسب لأبي الشماريخ الدنف :
لكل عراق وراق يختلف / مذ " تيمت هند فؤاده " الدنف
انظر منتهى الأرب في شعر الطرب، للسافل أبي عرب ( مخطوط لم يحقق
2 – حمادة هذا هو محمد بن إبراهيم الدوخي ( 1397 – ؟؟14 ه )، من أعيان قسم الأدب، وهو مصنف كتاب " طوق النعامة في طرق الملامة ", وكان يأطر على اللهو أطرا، ويكثر على العابثين اللوم .
3 – الدادة هو الطفل الذي لم يتجاوز العام، وقيل : بل هو الطفل إلى أن يبلغ الحلم، وزعم آخرون غير ذلك، وأنشدوا لعنبه الراجز : يارب هون ألم الولادة / وقرّ عين بعلتي بدادة " والبيت الثاني من شواهد الصرفيين، أنظر " عصير الماء " تحقيق : أبي بسام، مادة " ديد " ، 3 / 265

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى