ذكرى 20 يونيو 1981
إِغاثَةُ الأمَّة بـكشف الغمة
(الطبعة الثانية: فاس 1990)
استهلال
بَلَادُنَا مَفْتُوحَةً لِلرِّيحِ، تَمْشِي الْقَهْقَرَى
إِدَامُهَا يَلْهُو بِهِ كِسْرَى وَآلُ قَيْصَرَا
بِلَادُنَا نُبَاعُ فِي دُرُوبِهَا وَنُشْتَرَى
اَلْخُبْزُ صَارَ طُرْفَةً وَالْأَمْنُ مَا تَوَفَّرَا
****
فَاسٌ أَضاعَتْ هَمْزَهَا ثُمَّ اسْتَكَانَتْ لِلْكَرَى
سُكَّانُهَا فِي غُمَّةٍ رَضُوا الْمَبَاتَ فِي الْعَرَا
اَللَّيْلُ حَطَّ رَحْلَهُ فِي أَرْضِهِمْ فَانْتَشَرَا
كَأَنَّهُ لَنْ يَنْجَلِي وَصُبْحُهُمْ لَنْ يُسْفِرَا
بِلاَدُنا مَنْهوبَةٌ. وَأَهْلُهَا كَمَا تَرَى
وَمَشْيُهُمْ جَميعُهُمْ إِلَــى وَرَا إِلَــى وَرَا
برقية:
إِنَّ الغِلَالَ مُعْظَمُهَا لِأَهْلِ الدَّوْلَةِ، أُولِي الْجَاهِ، وَأَرْبَابِ السُّيُوفِ الَّذينَ تَزَايَدَتْ فِي اللَّذَّاتِ رَغْبَتُهُمْ وَعَظُمَتْ فِي احْتِجَازِ أَسْبَابِ الرَّفَهِ نَهْمَتُهُمْ.
إمضاء: المقريزي.
- صوت عظيم:
وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ
- الاستهلال الثاني:
كَيْفَ نَرُومُ الرِّزْقَ فِي وَطَنِ البُؤْسِ
وَمِنْ دُونِنَا الشُّرْطِيُّ بِالسَّيْفِ وَالْفَأْسِ
وَقَدْ جَمَّعتْهُ الرُّومُ مِنْ كُلِّ وِجْهَةٍ
لِأَنْفُسِهِمْ بِالرُّبْعِ وَالثُّمْنِ وَالْخُمْسِ
فَلِلشُّرْطَةِ الشُّطَّارِ نِصْفُ خَراجِهَا
وَلِلرُّومِ نِصْفٌ وَالْخَلَائِقُ فِي السُّدْسِ
نُقَدِّمُ رَغْمَ الْقَحْطِ أَلْفَ ضَرِيبَةٍ
لِيَحْمِي الْجُنُودُ الْأَرْضَ بِالسَّيْفِ وَالتُّرْسِ
وَلَكِنْ يُصِيبُ الضَّرْبُ عَظْمَ ظُهُورِنا
فَيَخْتَرِقُ الْأَعْداءُ بَوَّابَةَ الْقُدْسِ
صوت عظيم:
وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ
صوت القلب:
بَلَدِي نَهْرٌ ظَمْآنُ
وَقَلْبِي تَمْضَغُهُ الْأَحْزَانُ
.........................................
بَيْنَ النَّهْرِ وَبَيْنَ البَحْرِ تَمُدُّ الْآهُ ذِرَاعَيْهَا
وَتَجُوبُ فِجَاجَ فُؤَادِي الْمَكْسُورْ
هَلْ يَتَغَزَّلُ بِالْبَيْدَاءِ الْغَيْثُ الْمَخْمُورُ
وَهَلْ تَرْتَعُ غِزْلَانُ النُّورِ بِكُثْبَانِ الرَّمْضَاءِ
وَهَلْ تَقْدِرُ فَاسٌ أَنْ تَنْجُوَ مِنْ أَدْغَالِ زَلَاغَ
هِيَ الْأَوْراسُ تُزَلْزِلُ يَا قَلْبِي بِمَآذِنِهَا
أَحْشَاءَ امْرَأَةٍ زَرْقَاءَ
تَدُقُّ الْأَبْوَابَ البَيْضَاءَ
فَيَا فَاسُ مُرِي الْأَطْلَسَ
أَنْ يَفْتَحَ هَذِي الْأَبْوَابَ
وَأَنْ يَكْتُبَ بِالنَّوَّارِ الْأَحْمَرِ فاتِحَةَ العِشْقِ
فَتَنْكَشِفَ الغُمَّهْ
برقية جديدة:
دَخَلَتْ سَنَةُ (...) وَبِالنَّاسِ شِدَّةٌ مِنَ الغَلَاءِ وَقِلَّةِ الْوَاصِلِ، لأَنَّهُمْ يَـمُنُّونَ أَنْفُسَهُمْ بِمَجِيءِ الْغِلَالِ الْجَدِيدَةِ وَكانَ قَدْ قَرُبَ أَوَانُها.
إمضاء: المقريزي
فاس أيام أبريل 1912
يَا بَلَدِي الْمَأْدُومَ وَيَا قَلْبِي الْمَكْلُومَ وَيَا وَجَعِي، مَا زَالَ الذُّعْرُ يُخَيِّمُ فِي أَفْئِدَةِ الطَّيْرِ وَمَا زَالَ يَحُطُّ بِكَلْكَلِهِ اللَّيْلُ عَلَى صَدْرِ ﭐلشُّعَراءِ وَمَا زَالتْ بِالْبَطْحَاءِ دَوَابُّ Lyautey الْأَوَّلِ تَرْفُسُ دُورَ الْفُقَرَاءِ وَهَا Lyautey الرَّابِعُ تَمْتَدُّ سَنَابِكُهُ فِي جَوْفِ بِلَادِي.. تَمْتَصُّ إِدَامَ بِلَادِي.. هِيَ تَذْكُرُ أَنَّ ﭐلْأَوَّلَ جَاءِ شَوَارِعَهَا بِعِمَامَتِهِ الْبَيْضَاءِ وَسُبْحَتِهِ الدَّكْنَاءِ وَأَنَّ الرَّابِعَ جَاءَ بِقُبَّعَةٍ حَمْرَاءَ وَغَلْيُونٍ يَرْتَعُ هَيْكَلُهُ فِي أَضْلُعِ هَذِي ﭐلْأُمَّهْ.
برقية أخرى:
في أَوَّلِ شَهْرِ (...) سَنَةَ (...) وَقَعَ الْغَلَاءُ (...) وَعَزَّ القَمْحُ وَوَصَلَ كُلُّ إرْدَبٍّ إِلَى سَبْعِينَ دِرْهَماً. وَالْفُولُ إِلَى خَمْسِينَ وَالْخُبْزُ كُلُّ خَمْسَةِ أَرْطالٍ بِـ(...) وَلَا يَكادُ يُوجَدُ وَعَدُمَ الْقَمْحُ مِنَ الْأَسْوَاقِ وَعَزَّتِ ﭐلْأَقْواتُ وَقَلَّ وُجُودُهَا فَمَاتَ الْكَثِيرُ مِنَ الْجُوعِ حَتَّى امْتَلأَتِ الطُّرُقاتُ وَأَعْقَبَ ذَلِكَ وَبَاءٌ مَاتَ فِيهِ ِكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ(...) وَكَانَ ﭐلسَّائِلُ يَطْلُب اللُّبَابَةَ لِيَشُمَّهَا وَيَصِيحُ حَتَّى يَمُوتْ.
إمضاء:المقريزي
صوت عظيم:
وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا
شجر الخوف:
عَجِبْتُ لِهَذِي الْأُمَّةِ يَا قَلْبِ. عَجِبْتُ. سَنَابِلُهَا الْخَضْرَاءُ تُطَوِّقُهَا سُنْبُلَةٌ عَجْفَاءُ عَجِبْتُ لَهَا مَا احْمَرَّتْ وَجْنَتُهَا سَبْعَ سِنِينَ وَلَا تُشْهِرُ أَشْجَارَ مَرارَتِهَا فِي وَجْهِ الطَّاغُوتِ ﭐلْمُتَجَبِّرِ... قَاسٍ كَمْ هُوَ قَاسٍ شَجَرُ الْخَوْفِ ﭐلدَّامِسِ مُذْ غَرَسُوهُ بِأَفْئِدَةِ الْبَلَدِ الْمُنْهَارِ وَهَا تَمْرَتُهُ يَتَذَوَّقُهَا الْعُظَمَاءُ الشُّرَفَاءُ فَمَنْ يَقْدِرُ أَنْ تَشْرَبَ عَيْنَاهُ ظِبَاءَ الْجَنَّةِ وَالْعَالَمُ تَمْضَغُهُ أَدْغَالُ الْعَتْمَهْ
رسالة قصيرة
كُلَّمَا ازْدَادَتْ مَعْرِفَتِي بِأَهْلِ هَذِي البِلَادِ
وَكُلَّما طالَتْ إِقَامَتِي فِيهَا
اِزْدَادَ اقْتِنَاعِي بِعَظَمَةِ هَذِهِ الْأُمَّهْ
إمضاء:Lyautey
- الأدغال:
يَا قَلْبِي الْمُبْتَلَّ بِأَنْدَاءِ الْحُزْنِ الْهَيْكَلِ
بِالْأَمْسِ قَطَفْتُ رُؤُوسَ Lyautey الأَوَّلِ
رَأْساً... رَأْساً... فَغَفَوْتُ قَلِيلَا
رَحَلَتْ كُلُّ عَصَافِيرِكَ
نَحْوَ أَقَالِيمِ الْحُزْنِ رَحِيلَا
كَانَتْ عُظَمَاءُ الْأُمَّهْ
تَجْمَعُ تَحْتَ جَنَاحِ الظُّلْمَهْ
أَعْظُمَ
هَذَا الْمَقْتُولِ تُسَوِّي مِنْهَا Lyautey الرَّابِعْ
لِأَصيرَ بِسَيْفِ الصَّانِعِ وَالْمَصْنُوعِ الْمَقْتُولَا
آهٍ يَا قَلْبِي الْمُبْتَلَّ بِذَاتِي.. هُمْ قَتَلُونِي
وَهُمُ مِنِّي فَإِذَا الْيَوْمَ رَمَيْتُ يُصِيبُ عُيُونِي
سَهْمِي الغَضْبَانُ
فَمَنْ يُنْقِذُنِي مِنْ عَتْمَةِ خَوْفِي
وَعِضَاهِ ظُنُونِي آهٍ مَنْ يُنْقِذُنِي
مَنْ يَا قَلْبِ يَرُشُّ بِلَادِي بِشَآبِيبِ الرَّحْمَهْ
نشيد الصباح:
يَا لَيْلُ البَلَدُ الْمَنْخُورُ مَتَى غَدُهُ ؟
أَقِيَامُ السَّاعَةِ مَوْعِدُهُ ؟
كُلُّ البُلْدَانِ قَدِ انْتَفَضَتْ
إِلَّا بَلَدِي كثُرَتْ عُوَّدُهُ
نَخْلَتُهُ الْمَمْدُودَةُ كَالْآهِ لَكَمْ هُزَّتْ
فَتَسَاقَطَ مِنْ ثَدْيَيْها الْحَجَرُ
سَنَظَلُّ نَهُزُّ بِأَيْدٍ طَهُرَتْ
جِذْعَ النَّخْلَةِ حَتَّى يَسَّاقَطَ مِنْهَا الثَّمَرُ
سَنَظَلُّ نَهُزُّ الْجِذْعَ نَهُزُّ فَهُزُّوا مَعَنَا
لَسْنَا الْأَوْبَاشَ وَلَكِنَّا
بِاسْمِ اللهِ نَهُدُّ جِدَارَ الْخَوْفِ الرَّابِضِ فِينَا
فَنُعِيدُ الْمَجْدَ لِهَذِي الْأُمَّه
صوت عظيم:
وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ
رسالة مستعجلة:
إِنَّ جِيلاً مِنَ الْمَغَارِبَةِ أَخَذَ بِالظُّهورِ وَهُوَ جِيلٌ يَفيضُ حَيَوِيةً وَيَحْتَاجُ إِلَى مَجَالٍ يُحَقِّقُ فيهِ نَشَاطَهُ وَحَيَوِيتَهُ. أَمَّا الْمَنَافِذُ الَّتِي تُقَدِّمُها إِدَارَتُنَا فَقَلِيلَةٌ جِدًّا. وَهْيَ مَنَاصِبُ ثَانَوِيةٌ. أَبْناءُ هَذَا الْجِيلِ سَيَجِدونَ طَريقاً آخَرَ لِلْخُروجِ مِنْ حالَتِهِمْ (...) لَقَدْ آنَ الْوَقْتُ لِأَنْ نَصْرُخَ قائِلِينَ: جاءَ الْخَطَرْ.
إمضاء:Lyautey
نشيد الختام يردده الأطفال:
كَلَامُنَا فِي نَحْوِنَا لَفْظٌ مُفِيدٌ مَا جَرَى
فَاسٌ يُهَدُّ أَهْلُهَا دِمَاؤُهُمْ عَلَى الثَّرَى
صَغِيرُهُمْ مُهَلِّلٌ، كَبِيرُهُمْ قَدْ كَبَّرَا
مُرَدِّداً بِنَغْمَةٍ تَفُوحُ عِزًّا أَخْضَرَا
كَلَامُنَا فِي شَرْعِنَا لَفْظٌ يَشُقُّ الْحَجَرَا
فتَبْجُسُ الْعُيُونُ مِنْهُ ثُمَّ تَجْرِي كَوْثَرَا
فَاسُ اسْتَرِدِّي الْهَمْزَ ثُمَّ زَلْزِلِي هَذِي الذُّرَا
محمد علي الرباوي
وجدة: دجنبر 1990
إِغاثَةُ الأمَّة بـكشف الغمة
(الطبعة الثانية: فاس 1990)
استهلال
بَلَادُنَا مَفْتُوحَةً لِلرِّيحِ، تَمْشِي الْقَهْقَرَى
إِدَامُهَا يَلْهُو بِهِ كِسْرَى وَآلُ قَيْصَرَا
بِلَادُنَا نُبَاعُ فِي دُرُوبِهَا وَنُشْتَرَى
اَلْخُبْزُ صَارَ طُرْفَةً وَالْأَمْنُ مَا تَوَفَّرَا
****
فَاسٌ أَضاعَتْ هَمْزَهَا ثُمَّ اسْتَكَانَتْ لِلْكَرَى
سُكَّانُهَا فِي غُمَّةٍ رَضُوا الْمَبَاتَ فِي الْعَرَا
اَللَّيْلُ حَطَّ رَحْلَهُ فِي أَرْضِهِمْ فَانْتَشَرَا
كَأَنَّهُ لَنْ يَنْجَلِي وَصُبْحُهُمْ لَنْ يُسْفِرَا
بِلاَدُنا مَنْهوبَةٌ. وَأَهْلُهَا كَمَا تَرَى
وَمَشْيُهُمْ جَميعُهُمْ إِلَــى وَرَا إِلَــى وَرَا
برقية:
إِنَّ الغِلَالَ مُعْظَمُهَا لِأَهْلِ الدَّوْلَةِ، أُولِي الْجَاهِ، وَأَرْبَابِ السُّيُوفِ الَّذينَ تَزَايَدَتْ فِي اللَّذَّاتِ رَغْبَتُهُمْ وَعَظُمَتْ فِي احْتِجَازِ أَسْبَابِ الرَّفَهِ نَهْمَتُهُمْ.
إمضاء: المقريزي.
- صوت عظيم:
وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ
- الاستهلال الثاني:
كَيْفَ نَرُومُ الرِّزْقَ فِي وَطَنِ البُؤْسِ
وَمِنْ دُونِنَا الشُّرْطِيُّ بِالسَّيْفِ وَالْفَأْسِ
وَقَدْ جَمَّعتْهُ الرُّومُ مِنْ كُلِّ وِجْهَةٍ
لِأَنْفُسِهِمْ بِالرُّبْعِ وَالثُّمْنِ وَالْخُمْسِ
فَلِلشُّرْطَةِ الشُّطَّارِ نِصْفُ خَراجِهَا
وَلِلرُّومِ نِصْفٌ وَالْخَلَائِقُ فِي السُّدْسِ
نُقَدِّمُ رَغْمَ الْقَحْطِ أَلْفَ ضَرِيبَةٍ
لِيَحْمِي الْجُنُودُ الْأَرْضَ بِالسَّيْفِ وَالتُّرْسِ
وَلَكِنْ يُصِيبُ الضَّرْبُ عَظْمَ ظُهُورِنا
فَيَخْتَرِقُ الْأَعْداءُ بَوَّابَةَ الْقُدْسِ
صوت عظيم:
وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ
صوت القلب:
بَلَدِي نَهْرٌ ظَمْآنُ
وَقَلْبِي تَمْضَغُهُ الْأَحْزَانُ
.........................................
بَيْنَ النَّهْرِ وَبَيْنَ البَحْرِ تَمُدُّ الْآهُ ذِرَاعَيْهَا
وَتَجُوبُ فِجَاجَ فُؤَادِي الْمَكْسُورْ
هَلْ يَتَغَزَّلُ بِالْبَيْدَاءِ الْغَيْثُ الْمَخْمُورُ
وَهَلْ تَرْتَعُ غِزْلَانُ النُّورِ بِكُثْبَانِ الرَّمْضَاءِ
وَهَلْ تَقْدِرُ فَاسٌ أَنْ تَنْجُوَ مِنْ أَدْغَالِ زَلَاغَ
هِيَ الْأَوْراسُ تُزَلْزِلُ يَا قَلْبِي بِمَآذِنِهَا
أَحْشَاءَ امْرَأَةٍ زَرْقَاءَ
تَدُقُّ الْأَبْوَابَ البَيْضَاءَ
فَيَا فَاسُ مُرِي الْأَطْلَسَ
أَنْ يَفْتَحَ هَذِي الْأَبْوَابَ
وَأَنْ يَكْتُبَ بِالنَّوَّارِ الْأَحْمَرِ فاتِحَةَ العِشْقِ
فَتَنْكَشِفَ الغُمَّهْ
برقية جديدة:
دَخَلَتْ سَنَةُ (...) وَبِالنَّاسِ شِدَّةٌ مِنَ الغَلَاءِ وَقِلَّةِ الْوَاصِلِ، لأَنَّهُمْ يَـمُنُّونَ أَنْفُسَهُمْ بِمَجِيءِ الْغِلَالِ الْجَدِيدَةِ وَكانَ قَدْ قَرُبَ أَوَانُها.
إمضاء: المقريزي
فاس أيام أبريل 1912
يَا بَلَدِي الْمَأْدُومَ وَيَا قَلْبِي الْمَكْلُومَ وَيَا وَجَعِي، مَا زَالَ الذُّعْرُ يُخَيِّمُ فِي أَفْئِدَةِ الطَّيْرِ وَمَا زَالَ يَحُطُّ بِكَلْكَلِهِ اللَّيْلُ عَلَى صَدْرِ ﭐلشُّعَراءِ وَمَا زَالتْ بِالْبَطْحَاءِ دَوَابُّ Lyautey الْأَوَّلِ تَرْفُسُ دُورَ الْفُقَرَاءِ وَهَا Lyautey الرَّابِعُ تَمْتَدُّ سَنَابِكُهُ فِي جَوْفِ بِلَادِي.. تَمْتَصُّ إِدَامَ بِلَادِي.. هِيَ تَذْكُرُ أَنَّ ﭐلْأَوَّلَ جَاءِ شَوَارِعَهَا بِعِمَامَتِهِ الْبَيْضَاءِ وَسُبْحَتِهِ الدَّكْنَاءِ وَأَنَّ الرَّابِعَ جَاءَ بِقُبَّعَةٍ حَمْرَاءَ وَغَلْيُونٍ يَرْتَعُ هَيْكَلُهُ فِي أَضْلُعِ هَذِي ﭐلْأُمَّهْ.
برقية أخرى:
في أَوَّلِ شَهْرِ (...) سَنَةَ (...) وَقَعَ الْغَلَاءُ (...) وَعَزَّ القَمْحُ وَوَصَلَ كُلُّ إرْدَبٍّ إِلَى سَبْعِينَ دِرْهَماً. وَالْفُولُ إِلَى خَمْسِينَ وَالْخُبْزُ كُلُّ خَمْسَةِ أَرْطالٍ بِـ(...) وَلَا يَكادُ يُوجَدُ وَعَدُمَ الْقَمْحُ مِنَ الْأَسْوَاقِ وَعَزَّتِ ﭐلْأَقْواتُ وَقَلَّ وُجُودُهَا فَمَاتَ الْكَثِيرُ مِنَ الْجُوعِ حَتَّى امْتَلأَتِ الطُّرُقاتُ وَأَعْقَبَ ذَلِكَ وَبَاءٌ مَاتَ فِيهِ ِكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ(...) وَكَانَ ﭐلسَّائِلُ يَطْلُب اللُّبَابَةَ لِيَشُمَّهَا وَيَصِيحُ حَتَّى يَمُوتْ.
إمضاء:المقريزي
صوت عظيم:
وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا
شجر الخوف:
عَجِبْتُ لِهَذِي الْأُمَّةِ يَا قَلْبِ. عَجِبْتُ. سَنَابِلُهَا الْخَضْرَاءُ تُطَوِّقُهَا سُنْبُلَةٌ عَجْفَاءُ عَجِبْتُ لَهَا مَا احْمَرَّتْ وَجْنَتُهَا سَبْعَ سِنِينَ وَلَا تُشْهِرُ أَشْجَارَ مَرارَتِهَا فِي وَجْهِ الطَّاغُوتِ ﭐلْمُتَجَبِّرِ... قَاسٍ كَمْ هُوَ قَاسٍ شَجَرُ الْخَوْفِ ﭐلدَّامِسِ مُذْ غَرَسُوهُ بِأَفْئِدَةِ الْبَلَدِ الْمُنْهَارِ وَهَا تَمْرَتُهُ يَتَذَوَّقُهَا الْعُظَمَاءُ الشُّرَفَاءُ فَمَنْ يَقْدِرُ أَنْ تَشْرَبَ عَيْنَاهُ ظِبَاءَ الْجَنَّةِ وَالْعَالَمُ تَمْضَغُهُ أَدْغَالُ الْعَتْمَهْ
رسالة قصيرة
كُلَّمَا ازْدَادَتْ مَعْرِفَتِي بِأَهْلِ هَذِي البِلَادِ
وَكُلَّما طالَتْ إِقَامَتِي فِيهَا
اِزْدَادَ اقْتِنَاعِي بِعَظَمَةِ هَذِهِ الْأُمَّهْ
إمضاء:Lyautey
- الأدغال:
يَا قَلْبِي الْمُبْتَلَّ بِأَنْدَاءِ الْحُزْنِ الْهَيْكَلِ
بِالْأَمْسِ قَطَفْتُ رُؤُوسَ Lyautey الأَوَّلِ
رَأْساً... رَأْساً... فَغَفَوْتُ قَلِيلَا
رَحَلَتْ كُلُّ عَصَافِيرِكَ
نَحْوَ أَقَالِيمِ الْحُزْنِ رَحِيلَا
كَانَتْ عُظَمَاءُ الْأُمَّهْ
تَجْمَعُ تَحْتَ جَنَاحِ الظُّلْمَهْ
أَعْظُمَ
هَذَا الْمَقْتُولِ تُسَوِّي مِنْهَا Lyautey الرَّابِعْ
لِأَصيرَ بِسَيْفِ الصَّانِعِ وَالْمَصْنُوعِ الْمَقْتُولَا
آهٍ يَا قَلْبِي الْمُبْتَلَّ بِذَاتِي.. هُمْ قَتَلُونِي
وَهُمُ مِنِّي فَإِذَا الْيَوْمَ رَمَيْتُ يُصِيبُ عُيُونِي
سَهْمِي الغَضْبَانُ
فَمَنْ يُنْقِذُنِي مِنْ عَتْمَةِ خَوْفِي
وَعِضَاهِ ظُنُونِي آهٍ مَنْ يُنْقِذُنِي
مَنْ يَا قَلْبِ يَرُشُّ بِلَادِي بِشَآبِيبِ الرَّحْمَهْ
نشيد الصباح:
يَا لَيْلُ البَلَدُ الْمَنْخُورُ مَتَى غَدُهُ ؟
أَقِيَامُ السَّاعَةِ مَوْعِدُهُ ؟
كُلُّ البُلْدَانِ قَدِ انْتَفَضَتْ
إِلَّا بَلَدِي كثُرَتْ عُوَّدُهُ
نَخْلَتُهُ الْمَمْدُودَةُ كَالْآهِ لَكَمْ هُزَّتْ
فَتَسَاقَطَ مِنْ ثَدْيَيْها الْحَجَرُ
سَنَظَلُّ نَهُزُّ بِأَيْدٍ طَهُرَتْ
جِذْعَ النَّخْلَةِ حَتَّى يَسَّاقَطَ مِنْهَا الثَّمَرُ
سَنَظَلُّ نَهُزُّ الْجِذْعَ نَهُزُّ فَهُزُّوا مَعَنَا
لَسْنَا الْأَوْبَاشَ وَلَكِنَّا
بِاسْمِ اللهِ نَهُدُّ جِدَارَ الْخَوْفِ الرَّابِضِ فِينَا
فَنُعِيدُ الْمَجْدَ لِهَذِي الْأُمَّه
صوت عظيم:
وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ
رسالة مستعجلة:
إِنَّ جِيلاً مِنَ الْمَغَارِبَةِ أَخَذَ بِالظُّهورِ وَهُوَ جِيلٌ يَفيضُ حَيَوِيةً وَيَحْتَاجُ إِلَى مَجَالٍ يُحَقِّقُ فيهِ نَشَاطَهُ وَحَيَوِيتَهُ. أَمَّا الْمَنَافِذُ الَّتِي تُقَدِّمُها إِدَارَتُنَا فَقَلِيلَةٌ جِدًّا. وَهْيَ مَنَاصِبُ ثَانَوِيةٌ. أَبْناءُ هَذَا الْجِيلِ سَيَجِدونَ طَريقاً آخَرَ لِلْخُروجِ مِنْ حالَتِهِمْ (...) لَقَدْ آنَ الْوَقْتُ لِأَنْ نَصْرُخَ قائِلِينَ: جاءَ الْخَطَرْ.
إمضاء:Lyautey
نشيد الختام يردده الأطفال:
كَلَامُنَا فِي نَحْوِنَا لَفْظٌ مُفِيدٌ مَا جَرَى
فَاسٌ يُهَدُّ أَهْلُهَا دِمَاؤُهُمْ عَلَى الثَّرَى
صَغِيرُهُمْ مُهَلِّلٌ، كَبِيرُهُمْ قَدْ كَبَّرَا
مُرَدِّداً بِنَغْمَةٍ تَفُوحُ عِزًّا أَخْضَرَا
كَلَامُنَا فِي شَرْعِنَا لَفْظٌ يَشُقُّ الْحَجَرَا
فتَبْجُسُ الْعُيُونُ مِنْهُ ثُمَّ تَجْرِي كَوْثَرَا
فَاسُ اسْتَرِدِّي الْهَمْزَ ثُمَّ زَلْزِلِي هَذِي الذُّرَا
محمد علي الرباوي
وجدة: دجنبر 1990