* من باقر إبراهيم إلى جمعة اللامي
الاخ الكريم الدكتور كاظم الموسوي
تحية طيبة
شكرا لكم على إيصال هذه الوثيقة اليّ
والشكر قبل ذلك الى الاخ الكريم زامل عبد الرحمن ، على جهده هذا في تجميع ماتيسر من تراث الراحل حسين سلطان ، الذي جمعتني به ظروف موضوعية ، وفرّقتني عنه إختيارات ثقافية وضميرية ، فضلا عن فارق في العمر ، وتباين في التجربة ، ما يجعل الحمل ثقيلا ، والعبء أثقل ، على من يتصدى للإلتزام بالحقيقة ، ولا يسيء الى مقام الحرية ، وفي مقدمة مندرجات هذا الموقف ، احترام حق الاختلاف في الفكر ، وعدم اللجوء الى أساليب التشويه والإقصاء ، بل والتهديد المباشربالقتل والتصفية الجسدية ، والاقدام على تنفيذ هذه الجريمة .
الاخ الكريم
لقد أجهد الراحل حسين سلطان نفسه كثيرا في ملاحقتي داخل سجن الحلة المركزي . وكان خلف قرارات شائنة إتخذتها اللجنة القيادية في السجن ، بعزلي عن اقرب اصدقائي من السجناء السياسيين ، تحت ذريعة انني " وجودي " ، وانني اخرب عقلية الشباب من السجناء السياسيين . وتناسى انني كنت ادافع عن الحزب والماركسية دفاع المستميت ، في التحقيق ، وأمام المحكمة العسكرية للفرقة الرابعة. ولا يزال الشهود احياء ، من الشيوعيين والبعثيين والقوميين ، في ذروة الفضائع البعثية بحق الشيوعيين وأنصارهم بعد 8 شباط 1963 مباشرة .
ولقد ناقشته ذات يوم ، بحضور احد السجناء السياسيين ، والذي هو عضو لجنة مركزية في أحدى المنظات الفلسطينية ، في شأن فكر سارتر وماركس وهيجل والادب الانساني ، وقلت له : انت لا تعرف عن سارتر شيئا ، لكنك تعرف كاتبا شهيرا اسمه ارنست همنجواي ، الحائز على جائزة نوبل للآداب ، فلماذا تم اعتبار كتابات هذا الكاتب " ادبا اسود " ... في الاتحاد السوفيتي؟
وقلت له : لماذا تم إقصاء دستويفيسكي ، ومايكوفيسكي وغيرهما ؟
وقلت له : إن كامو انضم الى المقاومة الفرنسية ضد المحتلين النازيين ، وانه اصدر جريدة اسمها : كومبا ، وهو شيوعي . لكنه اختار ان يكون اكبر من الحزب ، اي حزب ، عنما هاجم المعتقلات السوفيتية . فما رايك به ؟ "
وكان رذ الراحل حسين سلطان : " يكفيني كتاب : العقب الحديدية
الاخ الفاضل :
وهذه الواقعة اضعها بين يديك ، وأمام الذين يبتغون الحقيقة والانصاف ، فهي قد جرت بحقي ،وكان رأسها الراحل حسين سلطان ، وراسها الثاني انا ، والمنفّذ لها شاب يقتفي اثر شقاوات بغداد ، وهو الان عضو اللجنة المركزية في ذلك التنظيم الفلسطيني ، بعدما حاصروني في المجمع الصغير ل " حبوب " الماء ، حيث رفع ذلك الشاب ، وكان صديقا مقربا مني ، مدية ضخمة ، وقال ان الرفيق حسين سلطان يريد ان يراك مقطعا بهذه " القامة "
إني أدعو ذلك الصديق ان يدلي بشهادته في هذه الواقعة
وفي غمرة الانشقاق الذي لحق بالحزب سنة 1967 ،وانتقل الى داخل سجن الحلة المركزي ـ وكنت اجلس بين الفريقين يوم جرى التصويت على الانحياز ـ ، صدر قرار بطردي، من ممثلي اللجنة المركزية ، الى خارج قاعات السجناء السياسيين ،. وقد نفذ المدعو " محمود حسين " الذي كان يتولى مسؤولية تنظيمية راسية في السجن ، ثم " نبذ " بعدما غادر سور السجن ، ذلك القرار الذي وقف خلفه الراحل حسين سلطان وآخرون
ولكن الذي حدث ان الشاعر مظفر النواب ، والشاعر الفريد سمعان ، تدخلا في اللحظة الاخيرة ، وكسرا القرار الرفاقي ، وارجعاني ومعي أغراضي البسيطة الى مأوى زملائي الاخرين .وبذلك حالا دون ان اتعرض الى عملية إغتصاب علنية من قبل كبير " شقاوة : ردهات السجناء العاديين
وفي ذلك اليوم صرخ الفريد سمعان بأعلى صوته : " ولْكُم شتْسَّوون ؟، .. هذا راح يصير كاتب مرموق
والان ، النواب على قيد الحياة ، والفريد سمعان لا يزال يحتفظ بذاكرة قوية
وأشير ايضا الى الصديق العزيز نصيف الحجاج ، فقد كان له موقع مرموق في قيادة سجن الحلة في حينه
واني لأدعو هولاء الاصدقاء الثلاثة ، في الوقت الراهن ، للإدلاء بشهادتهم في هذه المسالة ايضا ، خدمة للحقيقة
اخي الكريم
لقد رحل حسين سلطان عن دنيانا هذه ، وهو يعرف انني قدمت استقالتي خطيا من الحزب ، وانا في سجن نقرة السلمان ، في 8 شباط 1964 ، الى السيد : حافظ رسن ، عضو لجنة التنظيم المركزي في حينه ، للاسباب التالية : الموقف الحزبي الرسمي السائد من فكرة الحرية ، موقف الحزب من الدين والامة العربية ، موقف الحزب الخاطيء في الفن والادب
وكان جمع من السجناء بعرفون بامر هذه الاستقالة ، ومنهم الراحل علي حسين الرشيدالتكريتي ، ونصيف الحجاج ، والراحل عبدالحسين خليفة ، والاستاذ سلطان ملا علي ، الذي علمت انه يتولى مسؤولية راسية في منظمة الناصريةفي هذه الايام .
ولقد إبتعدت كثيرا عن الحياة الثقافية في السجن في حينه ، خصوصا بعدما وقف الراحل حسين سلطان ، بكامل قواه وراء خط آب الشهير ، واخذ يجمع حوله بعض القيادين السابقين في الحزب ، ويقول ان جمال عبدالناصر والضباط ، انهوا مرحلة بكاملها ، واننا يجب ان ننضم الى الاتحاد الاشتراكي في العراق
اخي الكريم
الراحل حسين سلطان ، كان يعلم بقضية استقالتي ، كما كان يعلن بامر الرسالة التي وجهها الي الشهيد سلام عادل ، وانا معتقل في معسكر الحبانية ، وحملها الى امي الرفيق سالم يوسف اسطيفانا ، الذي كان يتولى مسؤولية معسكر الحبانية ، باشراف الراحل علي حسين الرشيد التكريتي
فمن كان سيتحمل مسؤولية قتلي في سجن الحلة في حينه ؟ ومن الذي كان وراء حملة التكريه والتبشيع ضدي في ذلك السجن ؟ والتي لحقت بي الى فضاء الحرية ، بعدما خرجت من السجن بدون نبذ او تقديم تعهد ، او تنازل يخل بشرفي الشخصي ، وشرف عائلتي ؟
أخي الفاضل
لا شيء عندي بحق الراحل حسين سلطان
لا شيء شخصيا ، ابدا
انني اتنازل هن اي حق شخصي لي في حال قامت اي مساءلة عادلة بحق حسين سلطان والمنظومة الحزبية والفكرية والاخلاقية التي مثلها حيا ، ويمثلها ميتا ، في اي يوم قابل من قرننا هذا . لكني مع إقراري هذا سوف ابقى اذكّر من يقرأ كتاباتي بجلادي الحرية ، مهما تعددت الوانهم الفكرية ، واطيافهم القومية، إن وصيتي التي ستنشر على الناس بعد موتي ، ستتضمن عددا من الحقائق والوقائع الاخرى ، ذات الصلة بحرية الضمير والفكر ، والنظرة الى دور الفنون والاداب في حياتنا ، وما لحق بي في سجون العراق ، وسجن الحلة بالذات ، مع غيري من الادباء الشباب ، والعسكريين البسطاء
سوف اعلن اسماء الذين طاردوا حرية الفكر ، ونكلوا بالادباء الشباب في سجون العراق ـ ومنهم حسين سلطان ـ بالأسماء والالقاب والجنسيات
اخي الكريم
اعود فاكرر تشجيعي للسيد زامل عبدالرحمن على جهده هذا ، داعيا كل من يجد في نفسه الجرأة المبدئية لأعادة تصويب الحياة الفكرية في السجن الشيوعي العراقي ، على امتداد عهود الالم والامل والمنافي .
مع تقديري لشخصكم الكريم
جمعة اللامي
الشارقة
الخليج العربي
*******
*2- من باقر إبراهيم إلى جمعة اللامي
عزيزي جمعة اللامي
تحياتي القلبية
أطلعني مشكوراً، الأخ د . كاظم الموسوي ، على رسالتك الموجهة إليه والمؤرخة 2 / ديسمبر / 2010 . أتذكر إنه سبق أن دار بيني وبينك حديث ومراسلات تناولت الموضوع المذكور في الرسالة، لذلك وجدت مفيداً لنا، أبداء الملاحظة عنها.
جاء في رسالتكم المشار إليها أعلاه:
" إنني أتنازل عن أي حق شخصي لي، في حال قامت أي مساءلة عادلة بحق حسين سلطان...لكنني مع أقراري هذا، سوف أبقى أذكّر من يقرأ كتاباتي بجلادي الحرية... سوف أعلن أسماء الذين طاردوا حرية الفكر...بالأدباء الشباب في سجون العراق، منهم حسين سلطان بألاسماء والألقاب والجنسيات..."
لدي بعض الملاحظات عن هذا القرار:
1- أن أخطاء التعامل مع بعضنا، وظلم ذوي القربى الذي هو أشد مضاضةً، نال الكثيرين منا وأنت أحدهم، وأنا من أبرزهم كما أرى.
ورغم أني أظل أتذكر الماضي، لكني أهتم بالوقوف عند نهايات المواقف مني، وليس بداياتها تاركاً الحكم للناس وللتاريخ، وهذا ما أكدته حين كتبت مذكراتي.
2- إن موقفك من الأتهام الموجه لحسين سلطان وطلب الحكم العادل، كانت متيسرة أثناء حياته وليس بعد موته، وأعني على الأقل حكم الرأي العام والضمير العام، إن لم يكن حكم جهة مختصة.
3- إن الأنسان المكافح من أجل قضية عادلة، تعلو مكانته عند الأبتعاد عن إحقاد أو خلافات الأمس، وتعلو مكانة المظلوم حين يتسامح... لذلك لاأود أن يسجل العزيز جمعة اللامي، موقفاً يؤكد نكد الماضي فيما يدونه لبعد وفاته، أمد الله في عمره، حينذاك لن يستطيع التسامح أو التعديل.
4- ما يدعم حجتي هذه، إنه وجد منذ فترة غير قصيرة، ويوجد الآن، جامع... يجمع حسين سلطان وجمعة اللامي.... فكلاهما كان من عناصر الرفض والتصدي للاخطاء والأنحرافات في مؤسساتنا النضالية، ومنها الحزب الشيوعي العراقي، وخاصة كبريات الأخطاء والأنحرافات، كقبول اللقاء أو التعاون مع المحتل الأجنبي.
آمل أن يكون رأيي مفيداً، مع أعتزازي
باقر إبراهيم
6 / 12 / 2010
الاخ الكريم الدكتور كاظم الموسوي
تحية طيبة
شكرا لكم على إيصال هذه الوثيقة اليّ
والشكر قبل ذلك الى الاخ الكريم زامل عبد الرحمن ، على جهده هذا في تجميع ماتيسر من تراث الراحل حسين سلطان ، الذي جمعتني به ظروف موضوعية ، وفرّقتني عنه إختيارات ثقافية وضميرية ، فضلا عن فارق في العمر ، وتباين في التجربة ، ما يجعل الحمل ثقيلا ، والعبء أثقل ، على من يتصدى للإلتزام بالحقيقة ، ولا يسيء الى مقام الحرية ، وفي مقدمة مندرجات هذا الموقف ، احترام حق الاختلاف في الفكر ، وعدم اللجوء الى أساليب التشويه والإقصاء ، بل والتهديد المباشربالقتل والتصفية الجسدية ، والاقدام على تنفيذ هذه الجريمة .
الاخ الكريم
لقد أجهد الراحل حسين سلطان نفسه كثيرا في ملاحقتي داخل سجن الحلة المركزي . وكان خلف قرارات شائنة إتخذتها اللجنة القيادية في السجن ، بعزلي عن اقرب اصدقائي من السجناء السياسيين ، تحت ذريعة انني " وجودي " ، وانني اخرب عقلية الشباب من السجناء السياسيين . وتناسى انني كنت ادافع عن الحزب والماركسية دفاع المستميت ، في التحقيق ، وأمام المحكمة العسكرية للفرقة الرابعة. ولا يزال الشهود احياء ، من الشيوعيين والبعثيين والقوميين ، في ذروة الفضائع البعثية بحق الشيوعيين وأنصارهم بعد 8 شباط 1963 مباشرة .
ولقد ناقشته ذات يوم ، بحضور احد السجناء السياسيين ، والذي هو عضو لجنة مركزية في أحدى المنظات الفلسطينية ، في شأن فكر سارتر وماركس وهيجل والادب الانساني ، وقلت له : انت لا تعرف عن سارتر شيئا ، لكنك تعرف كاتبا شهيرا اسمه ارنست همنجواي ، الحائز على جائزة نوبل للآداب ، فلماذا تم اعتبار كتابات هذا الكاتب " ادبا اسود " ... في الاتحاد السوفيتي؟
وقلت له : لماذا تم إقصاء دستويفيسكي ، ومايكوفيسكي وغيرهما ؟
وقلت له : إن كامو انضم الى المقاومة الفرنسية ضد المحتلين النازيين ، وانه اصدر جريدة اسمها : كومبا ، وهو شيوعي . لكنه اختار ان يكون اكبر من الحزب ، اي حزب ، عنما هاجم المعتقلات السوفيتية . فما رايك به ؟ "
وكان رذ الراحل حسين سلطان : " يكفيني كتاب : العقب الحديدية
الاخ الفاضل :
وهذه الواقعة اضعها بين يديك ، وأمام الذين يبتغون الحقيقة والانصاف ، فهي قد جرت بحقي ،وكان رأسها الراحل حسين سلطان ، وراسها الثاني انا ، والمنفّذ لها شاب يقتفي اثر شقاوات بغداد ، وهو الان عضو اللجنة المركزية في ذلك التنظيم الفلسطيني ، بعدما حاصروني في المجمع الصغير ل " حبوب " الماء ، حيث رفع ذلك الشاب ، وكان صديقا مقربا مني ، مدية ضخمة ، وقال ان الرفيق حسين سلطان يريد ان يراك مقطعا بهذه " القامة "
إني أدعو ذلك الصديق ان يدلي بشهادته في هذه الواقعة
وفي غمرة الانشقاق الذي لحق بالحزب سنة 1967 ،وانتقل الى داخل سجن الحلة المركزي ـ وكنت اجلس بين الفريقين يوم جرى التصويت على الانحياز ـ ، صدر قرار بطردي، من ممثلي اللجنة المركزية ، الى خارج قاعات السجناء السياسيين ،. وقد نفذ المدعو " محمود حسين " الذي كان يتولى مسؤولية تنظيمية راسية في السجن ، ثم " نبذ " بعدما غادر سور السجن ، ذلك القرار الذي وقف خلفه الراحل حسين سلطان وآخرون
ولكن الذي حدث ان الشاعر مظفر النواب ، والشاعر الفريد سمعان ، تدخلا في اللحظة الاخيرة ، وكسرا القرار الرفاقي ، وارجعاني ومعي أغراضي البسيطة الى مأوى زملائي الاخرين .وبذلك حالا دون ان اتعرض الى عملية إغتصاب علنية من قبل كبير " شقاوة : ردهات السجناء العاديين
وفي ذلك اليوم صرخ الفريد سمعان بأعلى صوته : " ولْكُم شتْسَّوون ؟، .. هذا راح يصير كاتب مرموق
والان ، النواب على قيد الحياة ، والفريد سمعان لا يزال يحتفظ بذاكرة قوية
وأشير ايضا الى الصديق العزيز نصيف الحجاج ، فقد كان له موقع مرموق في قيادة سجن الحلة في حينه
واني لأدعو هولاء الاصدقاء الثلاثة ، في الوقت الراهن ، للإدلاء بشهادتهم في هذه المسالة ايضا ، خدمة للحقيقة
اخي الكريم
لقد رحل حسين سلطان عن دنيانا هذه ، وهو يعرف انني قدمت استقالتي خطيا من الحزب ، وانا في سجن نقرة السلمان ، في 8 شباط 1964 ، الى السيد : حافظ رسن ، عضو لجنة التنظيم المركزي في حينه ، للاسباب التالية : الموقف الحزبي الرسمي السائد من فكرة الحرية ، موقف الحزب من الدين والامة العربية ، موقف الحزب الخاطيء في الفن والادب
وكان جمع من السجناء بعرفون بامر هذه الاستقالة ، ومنهم الراحل علي حسين الرشيدالتكريتي ، ونصيف الحجاج ، والراحل عبدالحسين خليفة ، والاستاذ سلطان ملا علي ، الذي علمت انه يتولى مسؤولية راسية في منظمة الناصريةفي هذه الايام .
ولقد إبتعدت كثيرا عن الحياة الثقافية في السجن في حينه ، خصوصا بعدما وقف الراحل حسين سلطان ، بكامل قواه وراء خط آب الشهير ، واخذ يجمع حوله بعض القيادين السابقين في الحزب ، ويقول ان جمال عبدالناصر والضباط ، انهوا مرحلة بكاملها ، واننا يجب ان ننضم الى الاتحاد الاشتراكي في العراق
اخي الكريم
الراحل حسين سلطان ، كان يعلم بقضية استقالتي ، كما كان يعلن بامر الرسالة التي وجهها الي الشهيد سلام عادل ، وانا معتقل في معسكر الحبانية ، وحملها الى امي الرفيق سالم يوسف اسطيفانا ، الذي كان يتولى مسؤولية معسكر الحبانية ، باشراف الراحل علي حسين الرشيد التكريتي
فمن كان سيتحمل مسؤولية قتلي في سجن الحلة في حينه ؟ ومن الذي كان وراء حملة التكريه والتبشيع ضدي في ذلك السجن ؟ والتي لحقت بي الى فضاء الحرية ، بعدما خرجت من السجن بدون نبذ او تقديم تعهد ، او تنازل يخل بشرفي الشخصي ، وشرف عائلتي ؟
أخي الفاضل
لا شيء عندي بحق الراحل حسين سلطان
لا شيء شخصيا ، ابدا
انني اتنازل هن اي حق شخصي لي في حال قامت اي مساءلة عادلة بحق حسين سلطان والمنظومة الحزبية والفكرية والاخلاقية التي مثلها حيا ، ويمثلها ميتا ، في اي يوم قابل من قرننا هذا . لكني مع إقراري هذا سوف ابقى اذكّر من يقرأ كتاباتي بجلادي الحرية ، مهما تعددت الوانهم الفكرية ، واطيافهم القومية، إن وصيتي التي ستنشر على الناس بعد موتي ، ستتضمن عددا من الحقائق والوقائع الاخرى ، ذات الصلة بحرية الضمير والفكر ، والنظرة الى دور الفنون والاداب في حياتنا ، وما لحق بي في سجون العراق ، وسجن الحلة بالذات ، مع غيري من الادباء الشباب ، والعسكريين البسطاء
سوف اعلن اسماء الذين طاردوا حرية الفكر ، ونكلوا بالادباء الشباب في سجون العراق ـ ومنهم حسين سلطان ـ بالأسماء والالقاب والجنسيات
اخي الكريم
اعود فاكرر تشجيعي للسيد زامل عبدالرحمن على جهده هذا ، داعيا كل من يجد في نفسه الجرأة المبدئية لأعادة تصويب الحياة الفكرية في السجن الشيوعي العراقي ، على امتداد عهود الالم والامل والمنافي .
مع تقديري لشخصكم الكريم
جمعة اللامي
الشارقة
الخليج العربي
*******
*2- من باقر إبراهيم إلى جمعة اللامي
عزيزي جمعة اللامي
تحياتي القلبية
أطلعني مشكوراً، الأخ د . كاظم الموسوي ، على رسالتك الموجهة إليه والمؤرخة 2 / ديسمبر / 2010 . أتذكر إنه سبق أن دار بيني وبينك حديث ومراسلات تناولت الموضوع المذكور في الرسالة، لذلك وجدت مفيداً لنا، أبداء الملاحظة عنها.
جاء في رسالتكم المشار إليها أعلاه:
" إنني أتنازل عن أي حق شخصي لي، في حال قامت أي مساءلة عادلة بحق حسين سلطان...لكنني مع أقراري هذا، سوف أبقى أذكّر من يقرأ كتاباتي بجلادي الحرية... سوف أعلن أسماء الذين طاردوا حرية الفكر...بالأدباء الشباب في سجون العراق، منهم حسين سلطان بألاسماء والألقاب والجنسيات..."
لدي بعض الملاحظات عن هذا القرار:
1- أن أخطاء التعامل مع بعضنا، وظلم ذوي القربى الذي هو أشد مضاضةً، نال الكثيرين منا وأنت أحدهم، وأنا من أبرزهم كما أرى.
ورغم أني أظل أتذكر الماضي، لكني أهتم بالوقوف عند نهايات المواقف مني، وليس بداياتها تاركاً الحكم للناس وللتاريخ، وهذا ما أكدته حين كتبت مذكراتي.
2- إن موقفك من الأتهام الموجه لحسين سلطان وطلب الحكم العادل، كانت متيسرة أثناء حياته وليس بعد موته، وأعني على الأقل حكم الرأي العام والضمير العام، إن لم يكن حكم جهة مختصة.
3- إن الأنسان المكافح من أجل قضية عادلة، تعلو مكانته عند الأبتعاد عن إحقاد أو خلافات الأمس، وتعلو مكانة المظلوم حين يتسامح... لذلك لاأود أن يسجل العزيز جمعة اللامي، موقفاً يؤكد نكد الماضي فيما يدونه لبعد وفاته، أمد الله في عمره، حينذاك لن يستطيع التسامح أو التعديل.
4- ما يدعم حجتي هذه، إنه وجد منذ فترة غير قصيرة، ويوجد الآن، جامع... يجمع حسين سلطان وجمعة اللامي.... فكلاهما كان من عناصر الرفض والتصدي للاخطاء والأنحرافات في مؤسساتنا النضالية، ومنها الحزب الشيوعي العراقي، وخاصة كبريات الأخطاء والأنحرافات، كقبول اللقاء أو التعاون مع المحتل الأجنبي.
آمل أن يكون رأيي مفيداً، مع أعتزازي
باقر إبراهيم
6 / 12 / 2010