الحسن نايت بهو - ما بين الكتابة والاخراج

تتمة الدراسة السالفة حول العلاقة المتبادلة بين الكتابة والاخراج السينمائي على اعتبار ان الكتابة هي الارضية التي سيشيد عليها المشروع الابداعي .
لكل طريقته في الكتابة ولكل نمطه في الاخراج ووضع المكونات التي يشتمل عليها السيناريو على الاطار الكادر ...la mise au cadre ...وما يهمنا هنا هو الطرق / المعالجة اللاشياء على هذا الفضاء الايقوني بالاضافة الى الوضع على المتن الروائي القصصي في الكتابة .

السينما اصلا وحدة وبينية تصارعية متشابكة التنوع من موسيقى واضاءة وحركة وديكور ..كل هذه المكونان تضمر في احشائها وحدتين متناقضتين .:

الصورة كمكون تابث يدخل عليها سيل الحركة ليحولها الى صفة التعددية التي هي في الاخير فكرةما ليست نتيجة بل تتحول بدورها الى نمط جديد تابث تحتاج الى ان تصارع الاتي وهكذا تتم الجدلية في اللقطة والصورة في سلسلة اللقطات السينمائية .

في السيناريو كنمط فكري واطروحة واعية:

يسرد كاتبه الاحداث ليس للنتيجة في الصراع بل تكون الجمل متصارعة التركيب كالحوار الذي يكون بين شخصيتين مثلا:

يبدا بجملة طويلة ياتي جوابها متصادما فقط عن طريق كلمة او اثنتين .
هذا النمط بين الوضع في الاطار والكتابة السردية هو من مقاربة تصادم الاضداد التي تفضي الى خلخلة الثابت والسعي الى التغيير . ليس الهدف في الابداع ان يفسر الاشياء بقدر ما يجب ان يعمل على اعطاء مفاتيح الغلغلة ومشاغبة الجاهزية ليكون الحاصل نمطا للتطورية .
من هذا المنطلق كما اشرت في مقدمة الدراسة التي سبق ان نشرتها بان الابداع والفن شغل انساني وتعبير عن الحياة لكن هو في عمقه الة للتغيير والتدمير والمساهمة في غلغلة الاسئلة الراهنة والابتعاد عن تكريس النمطية انها من منظور فلسفي جدلية الاشكال وصراع المتناقضات والاضداد . وهذا النمط كيف يتجلى في الكتابة السيناريوهاتية ؟
لكي يكون الفارق بين الكتابة الروائية والقصية وبين السيناريو ليس فقط بنقل ويعالج بالمرئي بل ان يمكن الكاتب و من يريد اخراج العمل، من ارضية تسهل الفهم العميق للطرح الفكري، وان النمط الكتابي في تشكيلته ليس اعتباطيا كان نواجه السؤال بالاستفهام وان ننتقل بالدخول الى الخروج او الانسحاب او نفتح ااجل التعبير عن شيء سيغلق...
لا ينجم المونطاج من هذه الشرطية لكن سنترك له مجال المعالجة في دراسة سابقة انشاء الله .
لعل هذا التصور من موقع القراءة والمقاربة السوسيولوجية للفن نسعى من خلاله الى الى محاربة الكتابة والابداع الغير الملتزم فكريا الكتابة التي اصبحت بعيدة عن ارضية الصراع الاجتماعي وتغرق المتلقي في مشاكل بسيطة مالوفة دون مخاطبة الوعي في الشكل الملحمي الذي يجعل المتلقي ياخذ ويخرج من استهلاكه للفرجة براي مما يجعل السيل والتدفق للنقد في الفنون خاصة السينما يجد ضالته ويتطور هو الاخر لان ذلك مرهون بالشكل والمضمون وما تحت المضامين من ابعاد وتورة الفكر وتربية الجمهور الذي سيصبح صوتا وعينا تقرا الواقع .
اغلب الابداعات لا علاقة لها بما ذكرناه ولما سألنا عن السبب اغلب الاجوبة تقول أن هذا ما يريد السوق والمنتج لن يغامر من اجل ااافكار والمشراريع الثورية على النمط الكلاسيكي.
لعتقد ان هذا خطا لان تسويق المنتوج برؤية واعية لها رسائل واطروحات فكرية لها سعة ومسافة الدوام ولن تنسى من الذاكرة .
ان الافلام التي كنا نتلقاها في الاندية السينمائية في السبعينات كانت كلها ثورية واغلبها من الاتحاد السوفياتي . والمد الشيوعي في الشرق وامريكا الجنوبية ..هذه التعمال مازلنا نتداولها بنوع من الحنبن وما زلنا نجعلها مرجعية في القراءة وتصورنا وتطلعنا لكل مشروع فني ات او في طور الانجاز . انها انماط انسانية بالفعل تجعل اعيننا تعرف كيف تلتقط حركية المجتمع ولن تكون تحت الطلب لان.هذا هو التدمير الذي وقع الابداع السينمائي والمسرحي في المغرب ابداع تحت الطلب ابداع مهادن للاشياء يدخل في قناة اديلوجية الدولة .
يتبع....
ذ حسن نايت بهو
باحث في تقنيات التعبير الفني

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى