أ. د. محمد حسن عبدالله - لؤلؤ منثور.. إذا .. وما ترتب عليها!!

- لؤلؤ منثور

1- اللؤلؤة : إذا .. وما ترتب عليها !!
"قال الشاعر العماني عيسى بن ثان البكري:
وإذا رميت من الزمان بنكبة = فارحل إليها ينجلي عنك الحَزَن"

2- المحــارة :
- صادفنا هذا البيت في قصيدة اخترناها لشاعر عماني " عيسى بن ثان البكري" – توفي 1943 – في امتداح وطنه عُمان ، والوطن كالأب أو أعز ، فإذا كانت " كل فتاة بأبيها معجبة" ، فكل مواطن – في ظروفه الطبيعية – وسلامته النفسية – معجب بوطنه لا يؤثر عليه مكانا آخر :
هب جنة الخلد اليمن = لا شيء يعدل الوطن
- وقائل البيت السابق هو الذي يقول كذلك :
وطني لو شغلت بالخلد عنه = نازعتني إليه في الخلد نفسي
- آثار اهتمامي صيغة :" إذا رميت من الزمان "، وقد تكررت في قصائد قديمة أشهرها قصيدة صالح بن عبد القدوس ، وتمام بيته :
وإذا بليت من الزمان بريبةٍ = أو نالك الأمر الأشق الأصعبُ
فاضرع لربك إنه أدنى لمن = يدعوه من حبل الوريدِ واقربُ
- يلفتني في هذه الأبيات الإصرار على حكاية (رمي الزمان) وكأنه لا مهرب من المحن ، ويتأكد هذا المعنى باستخدام (إذا الشرطية) وهي تعني التأكيد ، هكذا قال المفسرون في تفسير  إذا جاء نصر الله والفتح : أي أن النصر قادمٌ لا محالة.
- واستطراداً تدل (إن الشرطية) على الاحتمال ، وليس التحقق ، ومثال هذا :  إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا  فهذا احتمال لا يصل إلى درجة الحتم .
- أما شاعرنا العماني – صائغ اللؤلؤة – فعنوان قصيدته : " الدِمن الحبيبة" ، ومع كآبة الدمن ، فإن اجتماعها إلى النقيض يعني أن لها معنى اصطلاحياً/شعبياً/عمانياً لا يرى فيها الدلالة المعجمية للمفردة ، لأن الشاعر امتدح هذه الدمن وجعلها سلوة ومجالا للفخر !!
- من ذكريات المعهد الديني بالمنصورة، وقد غنيناها قبل الفنان الساخر (الشويحي) كنا نردد هذا البيت على سبيل إثارة الشهية ، واستعادة الذكريات، والتحسر في الزمن الشحيح :
وإذا رُميت من الزمان بفرخةٍ .. فاغمز أخاك بنصفها الورّاني
- ( وأهو كله رَمْي)

3- الهيــر :
- اللؤلؤة من " معجم الباطين لشعراء القرنين التاسع عشر والعشرين – المجلد 14 – ص262 " .

أ. د. محمد حسن عبدالله



تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى