رسالة رابطة الأدباء في الكويت إلى علي عقلة عرسان

" الأستاذ الدكتور ، علي عقلة عرسان . . . المحترم

الأمين العام لاتحاد الأدباء العرب ، تحية طيبة . . . وبعد ؛؛؛

فقد علمنا بأن الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب ، قد عزم على إقامة مؤتمره العام مع مهرجان شعري في بغداد . . يؤسفنا أن نتلقى هذا الخبر في الوقت الذي أخذ النظام العراقي يغتال كل الحريات ، ويضيق الخناق على أصحاب الرأي وأهل المعرفة من الكتاب والشعراء والمبدعين في شتى المجالات ، حتى هجروا أرض العراق بلد المعرفة والحضارات ، ولم يبق منهم إلا القليل ليسام العذاب . . ما الذي سينجزه الاتحاد العام للأدباء والشعراء العرب ، عندما يضع أعضاءه أمام النظام الديكتاتوري الذي دفع بشعبه إلى البؤس والحرمان ، وتسبب في تشريد معظم أدباء العراق وكتابه الذين رفضوا الحياة وسط الظلم وذلة العيش ، فهجروا وطنهم الغالي أرض العلم والمعرفة والحضارة مرغمين ، ولما طال بهم الاغتراب في شتى البقاع ، صارت أمنيتهم أن يدفنوا في ثرى الوطن ، وحتى هذه الأمنية لم تدرك العديد منهم بعد أن بقاء طال أمد الظلم والجور . . فانتقل إلى رحمة الله تعالى في أرض الغربة بعيدا عن وطنه كل من : المرحوم الشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري ، والمرحوم رائد الشعر الحديث عبد الوهاب البياتي . الذين حرما من رؤية الوطن ومن الانتماء إليه بعد سحب جنسيتهما لأسباب واهية . وسقط في أرض الغربة آخرون كالشاعر بلند الحيدري ، والشاعر الشيخ العلامة مصطفى جمال الدين . . . وهناك شعراء وأدباء كبار مازالوا يعانون جرح الغربة وهم في أخريات سنوات عمرهم ، وغاية أمانيهم أن يكونوا بين أهليهم وذويهم وأبنائهم وأحفادهم ، فالموت في الغربة اغتيال للحياة قبل موتها ، ولا تزال في محنة الاغتراب رائدة الشعر الحديث نازك الملائكة التي تنتظر رحمة الله في الغربة مع زوجها الأديب الدكتور عبدالهادي محبوبة . . ومظفر النواب والشاعر سعدي يوسف ، والشاعر عبدالصاحب الموسوي . . . والسؤال بعد هذا ؟ ، لمن سيذهب إذن الاتحاد للأدباء والكتاب في بغداد ، هل لحضور حفل حفنة من الشعراء المداحين الذين أمرهم صدام حسين أخيرا بتغيير النشيد الوطني لكي يتضمن اسمه وتلك مهزلة ما بعدها مهزلة .

الإتحاد العام للأدباء والكتاب العرب . . يعلم علم اليقين أين ذهب الأدباء الذين لزموا أرضهم دون أن يهاجروا ، أمثال الأمين العام لاتحاد الأدباء والكتاب العراقيين ، الشاعر والأديب شفيق الكمالي الذي قام رئيس النظام بقتله بالسم ، وهكذا حتى خلت الساحة الأدبية إلا من المنافقين وكتاب المخابرات . . إن اتحاد الأدباء العراقيين في دمشق قد قدم لكم احتجاجا صارخا ، وخاطبكم باسم كتاب العراق وأدبائه الأحرار في الخارج بعدم توجه الأمانة العامة لاتحاد الأدباء إلى بغداد لعقد المؤتمر والمهرجان الشعري المزمع عقده قريبا ،وناشدكم بالعدول عن الذهاب وذلك للضغط على حاكم بغداد ، ورأى البيان ضرورة مقاطعة الأدباء الشرفاء المؤتمر والمهرجان الشعري . هذا وان رابطة الأدباء في الكويت تضم صوتها إلى صوت اتحاد أدباء العراق في المهجر لرفضه انعقاد هذا المؤتمر العام لاتحاد الأدباء والكتاب العرب في بغداد ، ونطالبكم بالعدول عن هذا القرار رحمة بالذين هاجروا والذين لاقوا حتفهم في الغربة وذهبوا بحسرتهم وآلامهم ، ورحمة بالذين مازالوا في أرض الشتات يعانون الغربة عن أرض الوطن . نناشدكم باسم الشعب الكويتي الذي سلب منه المئات كأسرى ومرتهنين مع إخوانهم من جنسيات عربية ينتظرون كلمة أصحاب الفكر والرأي من الأدباء لمناصرتهم وتخليصهم من سجون النظام الجائر .

لذا نناشدكم بالعدول عن إقامة هذا المؤتمر في ظل وجود هذا النظام الجائر تقديرا للشعب العراقي والشعوب العربية التي تدرك حقيقة الأمر ، ونطلب من الله سبحانه للشعب العراقي الفرج والرحمة والسلم والسلام . ونسأل الله لكم السداد والتوفيق . . ولكم خالص الشكر والاحترام ؛؛؛

أمين عام رابطة الأدباء في الكويت / عبدالله خلف التيليجي . "

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى