رياض العلي - جماعة البصرة أواخر القرن العشرين/ قراءة في التاريخ الادبي

كان عقد التسعينات هو العقد المفصلي في تاريخ العراق والذي حدد مصيره ومستقبله فيما بعد ,بدأ هذا العقد بأنتفاضة شعبية كادت أن تطيح بالنظام السابق لولا تدخل الولايات المتحدة التي لم تكن تريد أن يسقط النظام بأيادي عراقية كما يعتقد بعض العراقيين,ومن ثم بدأ الحصار الاقتصادي الذي لم تعرف البشرية نظيره فكان منظر (طبيعي) أن تجد اديباً يفترش أرصفة شوارع العشار وهو يبيع كتبه أو حاجيات بيته الاخرى وبعضهم ممن قتلهم الجوع اتجه نحو السلطة الثقافية يمدح وهذا النموذج ظهر مرة أخرى بعد 2003 وهو يتملق السلطة الجديدة ويسوق نفسه كمضطهد بينما الحقيقيين الذين كانوا يفتشرون الطرقات بكل كرامة وشموخ واباء بقوا على عهدهم يقدمون الجمال والأدب كما يريدون لا كما يريد الاخرون .
وكحال أي تغييرات كبيرة يمر بها المجتمع بدأت الحاجة للتغيير في الأدب , فلو تابعنا التغييرات العالمية في بدايات القرن التاسع عشر حينما ظهرت الحركة الرومانتيكية ضد كل ماهو كان شائع في وقتها كان بداية جديدة للدخول في عصر جديد بعد التحولات الاقتصادية والاجتماعية في اوربا وكذلك مع بداية القرن العشرين حينما وجد بعض المثقفين الحاجة الى نوع جديد من الثقافة سواء في الادب والفن يتعدى الرومانتيكية التي بدت في ذلك الوقت قاصرة عن مجاراة التغييرات الكبيرة , وكان التحول الكبير بعد الحرب العالمية الثانية ,أغلب تلك التغييرات الثقافية كانت تتم عن طريق الجماعات أو الاتفاق بين مجموعة متجانسة على مبائ معينة يتم من خلالها تقديم الانتاج الابداعي كي يتم مواجهة الجمود الذي يمر به المجتمع .
ظهرت جماعات أدبية وفنية كثيرة في العراق مثل جماعة الفن الحديث، وجماعة المسرح الحديث، وجماعة كركوك وجماعة الواق واق وجماعة الوقت الضائع وجماعة البيان الشعري وكل جماعة كانت تهدف الى التغيير والتجديد في الواقع الثقافي بشكل عام وفي الجانب الذي تهتم به المجموعة على وجه التحديد.
البصرة عرفت بأنها مدينة الشعر والقصة القصيرة وفيما يتعلق بالقصة القصيرة تحفل البصرة بأسماء كبيرة في مجال القصة القصيرة يقف في مقدمتهم “محمد خضير” لكن هذا الجنس الادبي لم يشهد تحولات كبيرة بعد التجديد المهم الذي فعله “خضير”.
لذلك وسط هذه التحولات السياسية والاجتماعية الخطيرة ظهرت في تسعينات القرن الماضي مجموعة أدبية في البصرة أختصت في السرد القصصي أطلقت على نفسها “مختبر جماعة البصرة أواخر القرن العشرين” وهو الاسم الذي أطلقه عليها القاص “قصي الخفاجي” وهو كان داينمو المجموعة وأكثر من نشر فيها ,كان هاجس الجماعة هو التغيير حيث هيمنت القصة التعبوية الحربية في الثمانينات برغبة من السلطة وخنوع من بعض الأدباء والأساليب التقليدية في السرد بعيداً عن هموم الانسان والمجتمع وقامت السلطات الثقافية من نشر مجاميع قصصية تخدم الاجندة الحربية وكذلك قامت بأصدار الكثير من النصوص القصصية في سلاسل لم يقرأها أحد على الرغم من أنها كانت توزع بالمجان لذلك وقف الجميع صامتين أمام قصة (رؤيا الخريف ) لمحمد خضير والتي نشرت في مجلة الاقلام والتي كانت تسير عكس الاتجاه في تلك اللحظة من لحظات حرب الثمانينات , وكعادة كل جماعة ادبية فأن هذه الجماعة اصدرت بيانها تحت عنوان “انـســاق القـصــة القــصيرة جــدا – اضــاءات الــرحلــة- هــواجـس الـتجــربــة” نشر في جريدة (العراق)في عدد 26 اذار 1994 ليكون البيان الأول للقصة القصيرة في العراق اكدوا فيه بأن “القصة القصيرة جدا بالذات نكتبها بنار الجسد، فهي حقيقة حسية مثلها مثل أي حمامة تنزع ريشها، وتصطفي بنار الحقيقة، وعادة يمثل لدينا النجاح الفردي خيبة وكارثة إزاء البؤر المشعة للجماعات الحضارية التي تحمل مصابيح الرؤيا الخالدة لحضارات الشعوب” وقد وقع البيان من قبل كل من قصي الخفاجي، وكاظم الحلاق، ومحمد عبد محسن، وكريم عباس زامل، ونجاح الجبيلي و لكن لماذا تأخر هذا البيان ليكتب بعد ثلاث سنوات من صدور الكتاب الاول ؟
كان من أهداف المجموعة هو التخلص من مركزية الثقافة التي تسعى الى تهميش المدن الاخرى حيث لم يشهد العراق ومنذ الثمانينات على الاقل صدور أي صحيفة في المدن العراقية او بث اذاعة او قناة تلفزيونية أو صدور كتاب بأستنثناء ما يكون تحت سلطة الرقيب المركزي , وربما يكون ما فعلته هذه الجماعة دافعاً للسلطة الثقافية في أصدار مجموعة من الاصدارات الأدبية تحت عنوان ( ثقافة ضد الحصار ) بتمويل من اللجنة الاولمبية العراقية في محاولة لسحب البساط من هكذا محاولات تسعى الى هدم اسطورة المركز عبر جهاز استنساخ بسيط .
يقول باسم عبد الحميد حمودي في مقالة نشرت في جريدة المدى بتاريخ 15/1/2007 “شكلت (جماعة البصرة أواخر القرن العشرين) ظاهرة ثقافية جادة عند ظهورها، نشرت لونا من التجديد في السعي لبناء قصة عراقية جديدة، تستلهم التراث في بعض نصوصها لتعيد أنتاجه في سيرورة حداثية، وتشاكل الواقع لتعيد تقديمه في أشكال أبداعية مشحونة بالتغريب وصولا الى بناء اقصوصة جديدة”
يقول عبد الحليم مهودر في كتابه المهم ( المشهد الثقافي في البصرة ) الصادر عن الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق سنة 2018 في صفحة 261 ” وقدمت مجموعة أواخر القرن العشرين سلسلة قصصية صدر منها احد عشر جزءا بطريقة الاستنساخ كان يراد منها ان تكون طريقة للاحتجاج على المؤسسة الثقافية المهيمنة على النشر الا أنها فشلت بسبب أفرادها المتنافرين عندما قبلوا عرض محتويات نتاجهم على الرقابة ثم عادوا ونشروا نتاجهم الأدبي نفسه في صحف السلطة وبالتفافها وتقديمها هكذا نتاج من خلال صحف السلطة يعد احتواء مع ذلك تعد انجح جماعة عراقية حيث استمرت عشر سنوات ”
فكيف تكون أنجح جماعة قد فشلت ؟
ويقول في صفحة 291 ” كانت المجموعة في بدايتها تبدو منسجمة الا انه سرعان ما دب الخلاف بين اعضاءها فقد انسحب بعضهم وانفصل أخرون حيث أصدروا رسائل البصرة وبقي منها من كان لديه رغبة شديدة في مقاومة النظام أو بالأحرى مقاومة المؤسسة الثقافية الرسمية الا أن ما ينقص هذه المجموعة هو الوعي بخطورة المشروع وأهمية ادب الاستنساخ حيث عرض الإصدار الثالث على رقابة الدولة ”
لم يبين لنا الكاتب ماهي هذه الخلافات التي دبت بين أعضاءها ؟
ونحن نرى أن كل عضو من اعضاءها قد شق طريقه منفرداً بحكم الواقع والخبرة التي أكتسبوها حيث نجد أن جابر خليفة جابر قد اصبح من الساردين المهمين في البصرة والعراق وكذلك لؤي حمزة عباس وسمير غالي وباسم الشريف وغيرهم وهي حالة صحية , ومهودر يشير الى تأسيس جابر خليفة جابر مشغلا مع عدد من الادباء سمي ب ( رسائل البصرة ) والذي صدر منه عددا واحدا ليعود جابر من بعده الى حضن الجماعة في العدد التاسع
وللحقيقة التي أعرفها من قصي الخفاجي نفسه عندما جمعتني به مع مجموعة من الأدباء جلسة خاصة كان منهم عبد الرزاق صالح قال أن العدد الثالث لم تقبل به السلطة ومع ذلك صدر ووزع.
وكعادة ديناصورات الثقافة في بغداد من نقاد وأدباء فأن هذه الجماعة لم تحضى باهتمام الجهات الثقافية بل لم نجد ناقداً يشير اليها ويوثق سيرتها وبدايتها الا بشكل حذر وضعيف لا يتناسب مع أهمية الجماعة لكن لا ننسى شجاعة عبد الستار البيضاني حينما اشار الى الجماعة في مجلة الف باء ويبدو ان تقريراً رفع من داخل الاتحاد في البصرة كما يقول قصي الخفاجي في حواره المنشور في الحوار المتمدن بتاريخ 19/6/2013 حيث أرسل منتدى الأدباء في بغداد برئاسة رعد بندر وفداً تحقيقياً ممثلاً بالشاعرين “عبد الرزاق الربيعي” وبعض أدباء البصرة للتحقيق في كيفية صدور العدد الاول بدون استحصال الموافقات الرسمية لكن توصيات اللجنة التحقيقية كانت لصالح الجماعة .
كان الغرض الرئيسي للجماعة هو الثورة على الأنماط التقليدية التي طبعت السرد القصصي في البصرة تحديداً منذ أن اصدر رائد القصة “محمد خضير” مجموعته الاولى المملكة السوداء او بالتحديد منذ ان نشر قصته البطات البحرية سنة 1966 وهو الإنتاج الأدبي الذي تأثر بالدرجة الاولى بالتجارب الفرنسية التي بداها الان روب غرييه وخاصة تيار الرواية الفرنسية الجديدة وفي جلسة أقامها التجمّع الثقافي العراقي الحديث بالتعاون مع قصر الثقافة والفنون في مدينة البصرة في 8/2/2018 قدم خضير ورقة تحت عنوان (تمظهرات اللغة في تجربة “جماعة البصرة أواخر القرن العشرين”) مبيّناً أنّ أهمية هذه الجماعة لا تتجسّد في كينونتها التاريخية والنوعية فحسب، بل لكونها تتميّز بمظاهرها البنائيّة، التي تتمثّل بالبنى اللغويّة الجارحة والحارقة . فهل تلك الكلمات رداً على ما قاله قصي الخفاجي حول محمد خضير ؟
يقول “باسم الشريف” في مقال في موقع ( الناقد العراقي ) بتاريخ 24/11/2018 وبلغة شاعرية ثورية: “من رحم المحنة خرجنا، نحمل ملامحنا، يحف بنا الرفض والمجاهدة والفرادة، من رحم الغبش الشعباني وفجر اذار تجلت الرؤيا، لتكون لنا بمثابة هوية لا تحتل من خلالها مواقعنا في الانتفاضة العارمة والمتجانسة التي اندلعت اثر هزيمة النظام في حربه الثانية، من هنا بدأنا نسكب وضوحنا المهمش على بياض الاوراق، بدأنا نصوغ اسئلتنا حول الانسان، وهو المضمون المتعالي والجوهري في السؤال الوجودي الكبير، أبتدأنا بالتركيز على اقصى درجاته محاولين العثور على الكينونة التي تتشكل في الزمن الحرج، تلك الكينونة التي ستصبح فيما بعد مسار عقد من الابداع، عشنا من خلاله بمنأى عن الابتلاع والتجيير الذي تقوم به السلطة لصالحها. اصدرنا منجزنا الابداعي على شكل مجلات قصصية مستنسخة شبه سرية بعيدا عن الحلقات التي تحكمها الدوائر الرسمية”.
يقول “محمد عبد حسن” في شهادته التي القاها في الاحتفالية التي أقامها التجمع الثقافي العراقي الحديث بالتعاون مع قصر الثقافة والفنون في البصرة “يعود سبب نجاح (جماعة البصرة) في الاستمرار بإصداراتها لمدة عقد من الزمن، وهي الفترة التي ألزمت بها نفسها عبر اختيارها لاسم يرتبط بـِ(أواخر القرن العشرين)، إضافة إلى شغف أعضائها بالقصة القصيرة جدًا.. وموقفهم من النظام السابق، يعود إلى نجاتها من شرك الأيديولوجيا. فأعضاؤها المؤسسون.. ومن شارك معهم في موجات المشروع الثلاث، التي ذكرها القاص قصي الخفاجي في تقديمه للإصدار محل الاحتفاء، ينتمون إلى مدارس فكرية مختلفة. وهذا الأمر، إضافة إلى عدم وقوفه حائلًا دون الاستمرار، ساعد في رفد المشروع بنصوص عكستْ تجارب كتّابها ورؤاهم. “هذه الشهادة نشرت في موقع الحوار المتمدن بتاريخ 14/12/2018 .
ويذكر الروائي ياسين شامل انه “في أواخر القرن العشرين كان هناك مجموعة من الشباب الواعي على سبيل المثال لا الحصر قصي الخفاجي، وحيد غانم، نجاح الجبيلي، كريم عباس زامل، وغيرهم،…. الذين يمتلكون رؤية مخالفة لما هو سائد ومبتذل، أرادوا أن يقولوا ما لم يُقال، أن يعتمدوا على أنفسهم، رغم الظروف القاهرة، والمضايقات، وعدم توفر إمكانيات التواصل المتوفر في الوقت الحاضر ومن خلال تواصلهم في مكان محدد، صمموا أن يقدموا مجموعة من القصص، تعاونوا وبطريقة الطباعة الأولية، والاستنساخ، قدموا نتاجاتهم، التي تبرز هويتهم رغم الوسط الضاج بكيل المديح، والمغالاة في التوصيف الذي يدور في فلك واحد معروف. كانوا يكتبون ربما يرمزون رفضهم، أو يوثقون مأساة جيلهم، أو يعرضون نكوصاتهم بما فيها غربتهم وضياع الهوية”
الذين نشروا نصوصهم كانوا على النحو التالي حسب تواريخ النشر:
1-قصي الخفاجي : مستوطنة الكلاب /بحر اليوتبيا/وقت سري/سطوة الكارثة/بيضة النسر الاسطوري/رعد ابيض قاهر/دردنيل/كلبيات/الغواية والسقوط/فاطمة مليكة السواحل/ ذاكرة حادة للاشياء المقرفة/افتتان.
2-لؤي حمزة عباس : الجثة
3-جابر خليفة جابر : المقعد الثامن/الرجل الغريق/اصوات اجنحة جيم/الرسام/ زيد النار
4-كامل فرعون : الدخان /الموجة المتلاشية/السلك / احواض النار
5-وحيد غانم :حاضنة 1914
6-سعيد حاشوش : الماء في كل مكان
7-محمد عبد حسن :القصر/الطوفان/الحرب/انتظار/مملكة بعيدة/البئر/ذاكرة من زجاج /فنارات مظلمة /لعبة الصبر
8-عبد الامير محسن :موسيقى العتمة
9-كاظم الحلاق : الخفافيش/قبور/ردهة/تكوينات مستديرة/عجوزان/هيكل بشري/ذات مساء قريب/جنين الطرق
10-كريم عباس زامل :موت لزج/بائع الفراشات الورقية / بعيدا عن خطوط الطول /سطح زجاجي/وجوه ضائعة
11-سمير غالي :عين الذبابة
12-نجاح الجبيلي :الغورنيكا تحترق/مسخ الدم/شهية/رسوم فوق الطريق/ العقرب
12-رمزي حسن :كرنفال جنائزي/في العزلة السابعة /مرايا
13-باسم الشريف : عوالم جنوبية /المد:مرايا وانعكاسات /خيول او سنابك المتقدات/الكتاب الجامع
14-داود الربيعي : ملابسات الذاكرة / صورة تأملية بوجه حيوان/من اوراق شجرة كانت ذات يوم واقفة
15-علي عباس خفيف : ابجدية الرمل
ملاحظة/ لم نستطيع الحصول على العدد السابع الذي نشر في سنة 1995 والذي أشار اليه قصي الخفاجي والذي اصدره محمد عبد حسن وكريم عباس زامل ونجاح الجبيلي بعد القاء القبض على قصي الخفاجي ومجموعة من ادباء البصرة في 9/10/1994 وأفرج عنهم بعد تدخل بلند الحيدري وكان هذا العدد مختصاً بالقصة القصيرة جدا .
في سنة 2018 قامت دار شهريار البصرية متمثلة بصاحبها الدكتور صفاء ذياب بمبادرة فريدة من نوعها الا وهي اعادة نشر تراث هذه الجماعة في كتاب واحد أنيق وبمقدمة قصيرة من عراب الجماعة ( قصي الخفاجي ) فكانت فرصة ذهبية لمن لم يتمكن وقتها من الاطلاع على تلك النصوص التي ( دوخت) سلطة مستوطنة الكلاب .



ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إشارة:
جماعة “البصرة أواخر القرن العشرين” جماعة فريدة ليس في تاريخ السرد العراقي فحسب بل في تاريخ الأدب العراقي عموما. فهي لم تكن “الجماعة القصصية” الأولى في تاريخ العراق فقط بل كانت مشروعاً تثويرياً في النظرة إلى دور السرد خصوصا في واحدة من أخطر المراحل التي عاشها العراق بانعكاساتها الهائلة على رؤية الأديب ورؤاه. اقتنصت هذه الجماعة الإمكانية العظيمة لفعل الكلمة المقاوم حبن ترتدي أثواب الفن الباهرة فيمكنها أن تكون ماسة تلمع وتقطع في الوقت نفسه. وإذ تنشر أسرة موقع الناقد العراقي تراث هذه الجماعة وما كُتب عنها فلأنها “ظاهرة” تستحق الدراسة لاستنباط دروسها. تحية لجماعة البصرة أواخر القرن العشرين. ويهم أسرة الموقع أن تتوجّه بفائق الشكر والامتنان إلى الأديب الأستاذ “محمد عبد حسن” مؤرّخ هذه المجموعة وواحد من المساهمين المهمين فيها لأنّه زوّد الموقع بأغلب نصوص هذا الملف.
منقول


17701




تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى