" الى روح سعدي يوسف "
لقلبكَ توهّجُهُ واشتعالُهُ العاصفُ
ولحلمكَ فضاءاتُهُ التي تتسعُ رغمَ أدخنةِ الحروبِ
والدماءِ الصاعدةِ هرباً من هذهِ الأرضِ المريضة
ولقلقكَ مخالبُهُ ورمادُهُ الباردُ
ولليقينِ الذي يسكنُكَ جمرهُ وجوهرهُ
ولضعفكَ مايذكّرنُي بفكرةِ الموتِ
التي هي رغبةٌ لذيذةٌ للتحليقِ والتحرّرِ
من الارضيِّ
والملوّثِ والشكوكيِّ والغامضِ
يالبسالتكَ وأَنتَ تحاورُ ذاتَكَ
ازاءَ اللهِ والخلقِ والشعرِ والصوتِ
والحلمِ والخوفِ والمنفى والوحشة والحنين
انَّهُ ذاتُهُ الحوارُ مع الروحِ
حولَ الموتِ وسؤالهِ الوجودي
وحقيقتهِ وجوهرهِ
هل تريدُ أن أُجيبكَ عن الموت
نَعَم ... إنَّهُ أبديتُنا وخلاصُنا المؤجلُ
إنهُ حلمُنا الكوكبيّ
إنهُ حياةٌ محايثةٌ
هي اكثرُ جمالاً وفرحاً
من عجوزٍ طاعنةٍ بالخوفِ
والحروب ِوالاوبئةِ والطغاةِ والوحوش
وإِسمُها : حياة
وأعني حياتَنا المُرَّةَ - اللذيذةَ
التي لانعرفُ كيفُ نحياها
حتى ولو كفكرةٍ
او كحبٍّ
او كقدرٍ غامضٍ
مااضعفنا .. مااضعفنا
مااضعفنا نحنُ المهووسينَ
بالكلمةِ والفكرة والموسيقى
والحلمِ والقصيدةِ والمشاعرِ
والأغاني الجريحةِ
أإلى هذا الحدِّ يجعلُ منا التأمّلُ جبناء؟؟؟
- كما قال صديقنا شكسبير - المشكوك بوجوده أصلاً
جبناءُ نحنُ لاننا لانعرفُ كيفَ نحبُّ حقاً
جبناءُ لأننا لانعرفُ كيفَ ندافعُ عن حبنا الكوني
جبناءُ لأننا نمعنُ بتخريبِ ذواتِنا القلقةِ
ونكذبُ كثيراً بإدعاءاتِنا
على أَساسِ أننا متصالحونَ مع ارواحنا
فلو كنا متصالحينَ حقاً
لأحببنا حدَّ الفناءِ والتجلي
والتعالي والصبرِ والوجعِ المضئ
والبساطةِ والفرحِ والدموعِ
والتحليقِ في الأرضينِ
وليس في سمواتِ الاحلام السودِ
والهذياناتِ الكابوسية
التي تتطاير من رؤوسنا
كطيورٍ ميتة
---
وحيدٌ أَنتَ الآنَ
ياالأَخضرُ ابنِ يوسف
وأنا حزينٌ ووحيدٌ
وأتشرَّدُ في ليلِ مقبرتكَ الإنجليزية البعيدة
عن العرااااقِ الذي كنتَ تحبُّ
وتهجو وتشتمُ وتحتجُ
وتعارض وتُحاججُ وترفضُ
طغاتَهُ وجُناتَهُ
وقتلتَهُ وسفلتَهُ
ولصوصَهُ وعسسَه
وسياسييه وقوّاديه
وباعتَهُ ومُحتليه
ولكنَّ قلبَكَ الخصيبي كانَ مغموراً
بمياهِ دجلتهِ وفراتِهِ
وسواقيهِ العذبةِ النحيلة
وروحك دائماً تُرفرفُ
وتنحبُ قريباً " من سمائهِ الأُولى"*
وكنتَ تُغنّي محزوناً ومجنوناً :
{ كلُّ الأَغاني إنتهتْ
إلّا أَغاني الناسْ
والصوتُ لو يُشْترى
ماتشتريه الناسْ
عَمْداً نسيتُ الذي
بيني وبين الناسْ
منهُمْ أَنا مثلُهم
والصوتُ منهم عادْ
----------------
والليلَ بُتْنا هُنا
والصبحَ في بغدادْ }**
---------------------
* اشارة الى مجموعة سعدي يوسف
" بعيداً عن السماء الأُولى "
** مقطع من قصيدة معروفة للاخضر ابن يوسف
لقلبكَ توهّجُهُ واشتعالُهُ العاصفُ
ولحلمكَ فضاءاتُهُ التي تتسعُ رغمَ أدخنةِ الحروبِ
والدماءِ الصاعدةِ هرباً من هذهِ الأرضِ المريضة
ولقلقكَ مخالبُهُ ورمادُهُ الباردُ
ولليقينِ الذي يسكنُكَ جمرهُ وجوهرهُ
ولضعفكَ مايذكّرنُي بفكرةِ الموتِ
التي هي رغبةٌ لذيذةٌ للتحليقِ والتحرّرِ
من الارضيِّ
والملوّثِ والشكوكيِّ والغامضِ
يالبسالتكَ وأَنتَ تحاورُ ذاتَكَ
ازاءَ اللهِ والخلقِ والشعرِ والصوتِ
والحلمِ والخوفِ والمنفى والوحشة والحنين
انَّهُ ذاتُهُ الحوارُ مع الروحِ
حولَ الموتِ وسؤالهِ الوجودي
وحقيقتهِ وجوهرهِ
هل تريدُ أن أُجيبكَ عن الموت
نَعَم ... إنَّهُ أبديتُنا وخلاصُنا المؤجلُ
إنهُ حلمُنا الكوكبيّ
إنهُ حياةٌ محايثةٌ
هي اكثرُ جمالاً وفرحاً
من عجوزٍ طاعنةٍ بالخوفِ
والحروب ِوالاوبئةِ والطغاةِ والوحوش
وإِسمُها : حياة
وأعني حياتَنا المُرَّةَ - اللذيذةَ
التي لانعرفُ كيفُ نحياها
حتى ولو كفكرةٍ
او كحبٍّ
او كقدرٍ غامضٍ
مااضعفنا .. مااضعفنا
مااضعفنا نحنُ المهووسينَ
بالكلمةِ والفكرة والموسيقى
والحلمِ والقصيدةِ والمشاعرِ
والأغاني الجريحةِ
أإلى هذا الحدِّ يجعلُ منا التأمّلُ جبناء؟؟؟
- كما قال صديقنا شكسبير - المشكوك بوجوده أصلاً
جبناءُ نحنُ لاننا لانعرفُ كيفَ نحبُّ حقاً
جبناءُ لأننا لانعرفُ كيفَ ندافعُ عن حبنا الكوني
جبناءُ لأننا نمعنُ بتخريبِ ذواتِنا القلقةِ
ونكذبُ كثيراً بإدعاءاتِنا
على أَساسِ أننا متصالحونَ مع ارواحنا
فلو كنا متصالحينَ حقاً
لأحببنا حدَّ الفناءِ والتجلي
والتعالي والصبرِ والوجعِ المضئ
والبساطةِ والفرحِ والدموعِ
والتحليقِ في الأرضينِ
وليس في سمواتِ الاحلام السودِ
والهذياناتِ الكابوسية
التي تتطاير من رؤوسنا
كطيورٍ ميتة
---
وحيدٌ أَنتَ الآنَ
ياالأَخضرُ ابنِ يوسف
وأنا حزينٌ ووحيدٌ
وأتشرَّدُ في ليلِ مقبرتكَ الإنجليزية البعيدة
عن العرااااقِ الذي كنتَ تحبُّ
وتهجو وتشتمُ وتحتجُ
وتعارض وتُحاججُ وترفضُ
طغاتَهُ وجُناتَهُ
وقتلتَهُ وسفلتَهُ
ولصوصَهُ وعسسَه
وسياسييه وقوّاديه
وباعتَهُ ومُحتليه
ولكنَّ قلبَكَ الخصيبي كانَ مغموراً
بمياهِ دجلتهِ وفراتِهِ
وسواقيهِ العذبةِ النحيلة
وروحك دائماً تُرفرفُ
وتنحبُ قريباً " من سمائهِ الأُولى"*
وكنتَ تُغنّي محزوناً ومجنوناً :
{ كلُّ الأَغاني إنتهتْ
إلّا أَغاني الناسْ
والصوتُ لو يُشْترى
ماتشتريه الناسْ
عَمْداً نسيتُ الذي
بيني وبين الناسْ
منهُمْ أَنا مثلُهم
والصوتُ منهم عادْ
----------------
والليلَ بُتْنا هُنا
والصبحَ في بغدادْ }**
---------------------
* اشارة الى مجموعة سعدي يوسف
" بعيداً عن السماء الأُولى "
** مقطع من قصيدة معروفة للاخضر ابن يوسف