* في 6 يونيو 1939م)
حول الشاعر المجهول أستاذ(ي) الجليل إبراهيم العريض
حنيني وأشواقي
استلمت هذه الساعة كتابكم، وأظنها أحسن ساعة أستطيع فيها الكتابة أليكم، فأنا في شبه فترة من العمل أرى أن لا أجازف بإضاعتها. على أنني سأوجز فإنها رغم سنوحها جد قصيرة.
تتساءلون إذا كانت القصيدة تتطلب كل هذا التشذيب والتهذيب. حقا لست أدري بالضبط إذا كانت تتطلب (حقا) كل هذا، على أنني في كلمتي (كما يخيل لي) لم أغفل عن معاملة أبطالها معاملة الأحياء بما يمتلون به من شعور مكبوت أو ظاهر. بيد أنني وضعت نصب عيني أثناء كتابتها الفكرة الفلسفية للقصــــة (بين الروح والمادة) وهي التي أدت بي إلى ما رأيت. وعلى كل فأنا لا أتعصب لرأي من أرائي تلك لانقطاعي مدة من الزمن عن مجاراة الحركة الأدبية. غير أني للآن لا أرى ما يدعوني إلى الرجوع عنها. وعسى أن أرى في ملاحظاتكم وتعليقاتكم حولها ما يهديني إلى سواء السبيل.
وقبل أن أختم كلمتي هذه، أريد أن أشير إلى نقطة هامة، فقد أشرتم في موضعين من كتابكم إلى الدافع الذي يدفعكم للكتابة أو للإحسان في الكتابة. وما كان بودي أن أتصور أن هذه من تعلات النفس إذا ما أرادت الانصراف عن شيء ما اختلقت له العلل. غير أنّ ما أعهد فيكم من قبل قادني إلى هذا التصور. فما عهدتكم وضعتم نصب أعينكم عملا وحال بينكم وبينه حائل. وكانت هذه جبلة أخيك.
أما (البحرين) فقد استلمت عدة من أعدادها على دفعتين. ولو أن هذا ما أتطلبه لكان بوسعي أن أشترك فيها رأسا فتصلني عن طريق الباخرة، بيد أني أحببت أن أحصل عليها مباشرة غب صدورها فكلفتكم. فحبذا لو واليتم إرسالها منتظمة كالرسالة.
أبو ظبي في 6 يونيو 1939
تلميذكم المخلص
علي
***
* في 3 جمادى الأول 1358هـ الموافق 21 يونيو 1939م
أستاذي الجليل إبراهيم العريض
قبلاتي. لعلك أرسلت كلمتك الثالثة. فقد استلمت الأولى وكنت أشد الرحال واستلمت الثانية وكنت أشد الرحال أيضا. ولست أدري متى سأستلم الثالثة إن كنت أرسلتها.
بودي ألا أعرض (للشاعر المجهول) حتى تستوفي بحثك حول كلمتي. ولعلي استلم شطره الأخير في البحرين. لا أدري فتلك أمنية. بيد أني أود أن أذكر أن الموازين التي اتخذتموها لكتابة بحثكم هي نفس الموازين التي وضعتها نصب عيني أثناء كتابة كلمتي. ولعلني لا أغالي إن قلت إننا نكاد نتفق في الذوق الخاص.
وإن كان ثم فارق بيننا هذه (المرة) فما ذاك إلا لأن الباعث الذي نظمت تحت تأثيره القصيدة لم يسيطر على بينما سرى مفعوله إلى بقية الرفاق. (هذا ما يخيل لي ولعلي واهم)
مسقط في 3/2/1358
علي
***
* في 28 يونيو 1939م
أستاذي الجليل إبراهيم العريض
قبلاتي. لقد عدت توًّا من رحلة فوجدت كلمتيك الأخيرتين. كتبت لك من مسكت بيد أنه لم يتسن لي إرسال كلمتي. وعلى كل تجدها طيه. لقد تدبرت كلمتيك حول الشاعر المجهول. ولم يزدني ما فيها إلا إيمانا بما بسطت في كلمتي التي أشرت إليها أعلاه. الوقت ضيق والشواغل جمة. فرجائي عذرك على (ال) كتابة التلغرافية.
دبي 28 يونيو 1939
تلميذك المخلص
علي
حول الشاعر المجهول أستاذ(ي) الجليل إبراهيم العريض
حنيني وأشواقي
استلمت هذه الساعة كتابكم، وأظنها أحسن ساعة أستطيع فيها الكتابة أليكم، فأنا في شبه فترة من العمل أرى أن لا أجازف بإضاعتها. على أنني سأوجز فإنها رغم سنوحها جد قصيرة.
تتساءلون إذا كانت القصيدة تتطلب كل هذا التشذيب والتهذيب. حقا لست أدري بالضبط إذا كانت تتطلب (حقا) كل هذا، على أنني في كلمتي (كما يخيل لي) لم أغفل عن معاملة أبطالها معاملة الأحياء بما يمتلون به من شعور مكبوت أو ظاهر. بيد أنني وضعت نصب عيني أثناء كتابتها الفكرة الفلسفية للقصــــة (بين الروح والمادة) وهي التي أدت بي إلى ما رأيت. وعلى كل فأنا لا أتعصب لرأي من أرائي تلك لانقطاعي مدة من الزمن عن مجاراة الحركة الأدبية. غير أني للآن لا أرى ما يدعوني إلى الرجوع عنها. وعسى أن أرى في ملاحظاتكم وتعليقاتكم حولها ما يهديني إلى سواء السبيل.
وقبل أن أختم كلمتي هذه، أريد أن أشير إلى نقطة هامة، فقد أشرتم في موضعين من كتابكم إلى الدافع الذي يدفعكم للكتابة أو للإحسان في الكتابة. وما كان بودي أن أتصور أن هذه من تعلات النفس إذا ما أرادت الانصراف عن شيء ما اختلقت له العلل. غير أنّ ما أعهد فيكم من قبل قادني إلى هذا التصور. فما عهدتكم وضعتم نصب أعينكم عملا وحال بينكم وبينه حائل. وكانت هذه جبلة أخيك.
أما (البحرين) فقد استلمت عدة من أعدادها على دفعتين. ولو أن هذا ما أتطلبه لكان بوسعي أن أشترك فيها رأسا فتصلني عن طريق الباخرة، بيد أني أحببت أن أحصل عليها مباشرة غب صدورها فكلفتكم. فحبذا لو واليتم إرسالها منتظمة كالرسالة.
أبو ظبي في 6 يونيو 1939
تلميذكم المخلص
علي
***
* في 3 جمادى الأول 1358هـ الموافق 21 يونيو 1939م
أستاذي الجليل إبراهيم العريض
قبلاتي. لعلك أرسلت كلمتك الثالثة. فقد استلمت الأولى وكنت أشد الرحال واستلمت الثانية وكنت أشد الرحال أيضا. ولست أدري متى سأستلم الثالثة إن كنت أرسلتها.
بودي ألا أعرض (للشاعر المجهول) حتى تستوفي بحثك حول كلمتي. ولعلي استلم شطره الأخير في البحرين. لا أدري فتلك أمنية. بيد أني أود أن أذكر أن الموازين التي اتخذتموها لكتابة بحثكم هي نفس الموازين التي وضعتها نصب عيني أثناء كتابة كلمتي. ولعلني لا أغالي إن قلت إننا نكاد نتفق في الذوق الخاص.
وإن كان ثم فارق بيننا هذه (المرة) فما ذاك إلا لأن الباعث الذي نظمت تحت تأثيره القصيدة لم يسيطر على بينما سرى مفعوله إلى بقية الرفاق. (هذا ما يخيل لي ولعلي واهم)
مسقط في 3/2/1358
علي
***
* في 28 يونيو 1939م
أستاذي الجليل إبراهيم العريض
قبلاتي. لقد عدت توًّا من رحلة فوجدت كلمتيك الأخيرتين. كتبت لك من مسكت بيد أنه لم يتسن لي إرسال كلمتي. وعلى كل تجدها طيه. لقد تدبرت كلمتيك حول الشاعر المجهول. ولم يزدني ما فيها إلا إيمانا بما بسطت في كلمتي التي أشرت إليها أعلاه. الوقت ضيق والشواغل جمة. فرجائي عذرك على (ال) كتابة التلغرافية.
دبي 28 يونيو 1939
تلميذك المخلص
علي