محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز) - ميثلوجية الوجعة

(احمل من اللغة بقدر ما تحتمل من نوبات الشعر... )

ستقول القصيدة
اكثر مما كتبه نواس
عن الخمر....
ستقول القصيدة
او ستقولك...
فأنت ما تكتب...
انعكاس أوجاعك على الورق
هو عرق احمر
او نصوص قلقة
تتفاجأ وانت تكتب....
كم كانت المسافة مرهقة بين جرحك والنص
كم انت غريب هنا
في بيتك
في فناء دارك
وحدك تجلس..
تضع رجلا على الاخرى
تدخن بشراهة...
(قل هو العشق احد)
ستراقب زجاجات الخمر تحيط
بك
ستبدأ الكتابة
ستحتار في البداية كعادتك..
مرهقة البداية
رحلة الكتابة (تبدأ بالموت الاول)
تضحكك الفكرة
فض غشاء عذرية الموت
بعدها لا يهم كم مره ستموت
ستتوغل بين
جرح واخر
ذاكره واخرى
ستستند على جدار الوحدة
تتحسس كرفتة الذاكرة... تعدلها
هي جاهزة لقتلي...
(الذاكرة لا تقتل سوى بقدر ما نملك من حبر...)
قلل حجم محبرتك!!
ياتي صوت خفي
ليس كل الجراح تُقال
عذرا
ليس كل الكلمات تُقال
يسألك النص
هل تود جرحا مع القهوة
ام بعدها...
ستنفث سيجارتك بلا مبالاة...
ستقول (لا فرق...التوقيت الصحيح وهم)
لا شيء صحيحا الا الموت
ستنسى ان تضع السكر في القهوة
لن تلاحظ الفرق
الا عندما يفرغ الفنجان..
يعاتبك المزاج
ويلعنك العالق من البن في قعر الفنجان
انت لا تضع السكر لاجلك..
لاجل القهوة
فالمرارة تكمن في داخلك
اعتدتها ... ولم يعتدها الفنجان بعد
ستفرغ (الصبارة)
اشرب من القهوة بقدر ما تشتهي من مرارة
لكنك شبعت من المرارة
ولم تشبع من القهوة
ستفرغ الذاكرة
وعقلك مازال فارغا الا من وجعه
ياتي كالعادة صوت والدك من الداخل...
يتذمر .. يسقط
يسب السلطة
وربما الله في داخله
رغم المسبحة في يده....
يبحث عن صحيفته ...
ذلك العدد القديم من صحيفته المفضلة
اغلقتها السلطة
او يأس كتابها
والدك يشبه رجال جيله....
يحبون كل ما هو قديم
يناضلون لاجل استنساخك
انت ترفض التكرر
و التشابه
لهذا انت
رغم صغر سنك ...
تشيخ ...
تسمع صوت ارتطام ...
كالعادة ابناء اختك ...بعبثون بالغرف
الاشياء الثمينة تتحطم في لعبة غميضة
اشياء لها عمر تجاعيد والدتك ..
وهزائم والدك
لكن لن ينهرهم ...
سيبتسم فحسب...
يدهشه كم هي هشه الذاكرة
وكيف لتلك الاشياء رغم قوة ذاكرتها
قابلة للتحطم
وانت يدهشك ان والدك ادرك حوجة العالم لحطام الاشياء القديمة
تعود الى جرحك
اقصد اوراقك
تتفاجأ ان النص المفقود للبداية
لم يكن سوى احمر الشفاه اللزج على خدك
ذلك الذي نسيت ان تمسحه
اثر قبلة عابرة
من فتاتك الحلم
هي تحلم...
وانت اصبح يرهقك حتى النعاس
انت لا تريد سوى وطن
وهي تريدك انت والوطن
انت خسرت
وهي ترى في خساراتك ساحات معركة لها
تريد ان ترمم تشققاتك
تعيد دهن احلامك البكره
تعلمك كيف تمشي
بعدما انكسر قلمك
(المحبرة الجديدة لن تلغي ذاكرة التفاصيل)
انت تعلم انها
عندما اهدتك دفترا
وقلما جديدا
كانت ترشي ذاكرتك بالنسيان
انت لن تنسى الحبيبة التي سبقتها
لن تنسى الملمس القاسي
لسيارات الامن القومي
سوط الجلاد
جثث اصدقائك
واحلامك المصادرة في نوافذ الخدمة المدنية
(ضريبة النسيان ان تموت .. او تقتل تفاصيلك)
تحاول ان تقرأ جراحك
او اوراقك
لا داعي للاعتذار
(الكلمات هي جراحنا ... التي عافت البكاء)
تكتشف ان الاوراق لا تزال فارغة
القلم قادر على الكتابة
ولكن العَبَرة تخنقه
المحبرة يبست ....
انت لست ميتا؟
تحاور نفسك
لكنك تعلم ان ذلك ليس خطأ
لكن ليس صحيحاً ايضا
انت هناك
في ميتافيزيقية البرزخ
وحدك تعلم ما انت فيه
وعاجز عن وصف العتمة المحيطة بك
(المساء يخدش بجامتك المنزلية وفنجانك)
تواصل تأمل المساء
يقلقك اللون الاصفر....
لطالما اخافك هذا اللون
ربما لانه ...
يشبه حضورها...
يذكرك ان كل شيء يسير نحو الفناء
لامعقولية الاشياء
فقدان المعنى
انت لم تمت في حربك لاجل الوطن
بل مات ما في داخلك
هل كنت تقاتل لاجل الوطن
ام لاجل نفسك
تخشى الاجابة
الاسئلة... (مقصلة اعدام الضمير )
تغلق الدفتر
تشعل السيجارة الاخيرة لديك
تقذف بالعلبة
وتغض بصرك عن التفاصيل المبعثرة على الطاولة


عزوز

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى