نوادر إبراهيم - امرأة بلا ظل

ناعمة لا يخدشها الصبار
حادة تتكور داخل فقاعتها
تنتظر نيازك الخلاص دون ملل
بخيالها القديس الذي ينثر الحَب للحمائم
يرفع رأسه باحثًا عن غيمة
كأنه يخاف على محرابه
ترعبه فكرة الغرق في اللَّاهوت

نكرةٌ في جُبِّ الحقيقة
تعتصرني براحة الماء
أتوسد نفسي الجوفاء
أعاند هالتي العطشى وأطفو
فوق الثريا
فوق أعمدة اليقين
تنتابني لعنات الطاغوت

أَبيَّةٌ في أرض معتلة الميزان
تستفزني أكفُ القضاة
أتمايل على جسد المساواة
كأنَّ الحكم عليَّ نقيضًا للحياة
كأنني إبرة غير مرئية
تنهش كبد العدل
لأنزف على أرضي ظلمًا وبغضًا

مُقنعة بأوجه الضباب
يعتريني حنين الأصل
أتربع على مدينتي
أتزين بالدماء
أرتوي بنميمة الجدران
أصرخ وأبتهل عند زاوية اليأس
أحتضن ظلي وأنام
أنجو من براثن الغرباء
أحتفل بوحدتي وأغني

حالمة بقلبٍ قاسٍ
يعشق أخرى بعيدة
رحلت منذ سنوات
وغبت أنا مع ذكراها
أحاول أن أحاكيها
أكتب له مثلها
أهتف بصدري لأجله
بذات التقاعس أتعلق بروحه
ينجبني كلما ابتسم
وأعاني وحدي مخاض اللحظة
تلك اللحظة التي يستحضر فيها غائبته
وأغيب أنا إلى زوالي

عاشقة صاخبة
مندفعة نحو تلاشِ الغيم
أبرق وأمطر على جدب السماء
أنمو على صخرة قلب مهجور
ألتمس جراحه وأطيب بها
أنادي ذلك الغريب ب "حبيبي"
ولا أسمع صداها بصيوانه

منفية بهشاشة وطني
أحمل راية العودة إلى الشغف
أن أحلم مثلما وُلدت
أحبو على رمل منزلي الدافىء
أترك بصماتي خلفي وأطير
أسيطر على الجاذبية والقيود
أخلد وأصنع أسطورتي
امرأة بلا ظل
انبثقتْ نحو الوجود
هائمة في سلام الأجنة
كأنَّ الضجيج بداية
كأنّ الحياة لوحة بلون السماء

ناعمة
نكرة
أبيَّة
مقنعة
حالمة
عاشقة
منفية
لكنني ما زلت هنا
أتنفس

نوادر إبراهيم

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى